قبل أشهر قليلة، وتحديداً في شهر ابريل الماضي، تدخل الأمن العام اللبناني، الجهة المولجة للرقابة على المصنّفات الفنيّة في لبنان، لمنع أغنية لابن الفنان مارسيل خليفة بشار، بحجّة إساءتها إلى الرموز الدينية وتضمّنها ألفاظاً إباحية.

فقد منع الأمن العام ألبوم بشار خليفة «يا بلد» وطالب بحذف أغنية «كرياليسون» منه قبل السماح بإدخال الألبوم إلى لبنان، بحجة أنّ الأغنية تمسّ بالذات الإلهية وفيها «كلام مسيء للعزة الإلهية»، بحسب تبرير الرقابة، مما استفز مارسيل خليفة نفسه، الذي وصف لسان الأمن العام الذي اتهم ابنه بالتطاول على المقدّسات بالطويل، وطلب منه أن «يحلّ عنّا ويرحمنا»، في حين أكد بشار أنّه سيستمر في رفع صوته ضد أجهزة القمع السياسيّة والدينيّة، بحسب تقرير لصحيفة "القبس" الكويتية اليوم الثلثاء (30 أغسطس / آب 2016).

كلمة في أغنية هزّت البلد يومها وأعادت الحديث عن موضوع الحريات العامّة ومدى صلاحيّة الرقيب الذي يرتدي زياً عسكرياً في الفصل بأمور الفن والإبداع.

مقص الرقيب

اليوم عاد في لبنان الحديث عن الرقابة من جديد، إلا أنّ منتقدي مقصّ الرقيب كانوا هذه المرّة مع تدخّله ليقطع على المتعدّين على الفن حلمهم بترويج الرذيلة تحت ستار الفن، قضيّة أعاد تحريكها الكليب الإباحي الذي أطلقته رولا يموت أخت الفنانة هيفاء وهبي، وتخطّت فيه كل الخطوط الحمراء.

الرقابة في لبنان رفعت راية الاستسلام، وكانت الحجّة القانونية أنّ يموت لم تطلب إذناً ببث الكليب لأنّه لم يعرض على قناة تلفزيونية، بل عرض على قناتها الخاصّة على اليوتيوب فحسب حيث لا سلطة للرقيب.

ومع ارتفاع الأصوات المطالبة بحذف الكليب من اليوتيوب، أكّدت مصادر رقابية أنّ كل ما بإمكان الجهات المعنيّة في لبنان فعله، هو الطلب من اليوتيوب إيقاف الكليب في لبنان، وقد تستجيب الإدارة وقد لا تستجيب، إذ ليس ثمّة ما يرغمها على ذلك، وهو ما لن يحول دون إعادة نشر الكليب عبر المزيد من الحسابات غير المعروفة على اليوتيوب.

سقوط الخطوط الحمراء

تسريبات الجهات الرقابية جاءت مستفزّة للرأي العام اللبناني، خصوصاً أنّها أتت في وقت تزامن مع استدعاء العارضة المثيرة للجدل ميريام كلينك، بسبب نشرها على صفحتها الخاصة على الفيسبوك، صورة لها في البانيو مع طفلة صغيرة.

فكيف لجهة رقابية أن تحقّق بشأن صورة على الفيسبوك، وتتقاعس بشأن كليب أشبه بفيلم إباحي؟

وكانت الجهات الرقابية في لبنان قد تدخّلت لمنع أكثر من كليب، كان أوّلها كليب شاركت فيه الفنانة هيفاء وهبي بصفتها موديل، المغني هاني العمري بعنوان «بحبك حبيبي»، يومها تدخّلت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني لمنع الكليب، لأنّه يسيء إلى الضابط في الجيش من خلال أداء هاني دور ضابط في البحرية، وعاد الكليب ليتسرّب قبل أشهر على اليوتيوب، دون أن تملك الرقابة اللبنانية سلطة لإيقافه.

ويبقى السؤال، هل ستسقط كل الخطوط الحمراء أمام سطوة اليوتيوب؟