لم يتوقع مسعفو مركز الهلال الأحمر بمنطقة عفيف بالسعودية أن الشخص المتوفى في بلاغ الحادثة الذي ورد لهم وذهبوا لمباشرته هو زميلهم المسعف الذي غادرهم بعد انتهاء عمله على أن يعود لهم العصر.

وتشير التفاصيل وفق ما ذكرتها صحيفة "عكاظ" اليوم الثلثاء (30 أغسطس/ آب 2016) إلى أن المسعف «فهد» بعد انتهاء عمله بالمركز خرج للمنزل وأبلغ الزملاء أنه سيعود لهم بعد العصر من أجل الاطمئنان عليهم وإيناسهم في مناوبتهم.

وعند الساعه 4:26 مساء ورد بلاغ للمركز بوجود حادثة بين عفيف والبجادية لسيارة مع شاحنة، وعند نزولهم كانت هناك ثلاث حالات إحداها محتجز وهو زميلهم، وقدموا الخدمة الإسعافية الطارئة للحالة، وكان قد فارق الحياة بعد إصابته في الرأس والعنق، وتم نقله للمنشأة الصحية بعد تقديم الإسعافات للحالتين الأخريين اللتين كانتا إصاباتهما طفيفة.

واختلطت دموع المسعفين بدماء زميلهم في مشهد حزين، عاشوا خلاله لحظات نفسية وعاطفية سيئة. وتم توجيههم بتبديل الفرقة بأخرى نظرا لوضعهم النفسي، ولكنهم رفضوا وأصروا على إكمال المناوبة وتقديم الخدمة لمحتاجيها، مسلِّمين بأن هذا هو قضاء الله وقدره ولن يغير ما بهم إذا غادروا المركز.

واستمروا في عملهم وباشروا ثلاثة بلاغات لحوادث بعد هذه الحادثة. وانتهت مناوبتهم الساعة التاسعة صباحا ليذهبوا لتشييع زميلهم المتوفى وتأدية الصلاه عليه ودفنه.

وأفادوا أن هذه الفاجعة إنما تزيدهم إصرارا على هذا العمل الإنساني والبحث أولا عن الأجر.