دافعت الرئيسة البرازيلية الموقوفة ديلما روسيف يوم الإثنين (29 أغسطس/ آب 2016) عن سجلها أثناء رئاستها للبلاد أثناء محاكمة يمكن أن تفضي إلى عزلها نهائيا في مجلس الشيوخ البرازيلي، رافضة الاتهامات الموجهة إليها بالفساد وحذرت من صدع محتمل في ديمقراطية البلاد.
وقالت روسيف 68/ عاما/ خلال الكلمة التي ألقتها يوم الاثنين في مجلس الشيوخ دفاعا عن نفسها ضد الاتهامات الموجهة إليها: "نحن أمام انقلاب".
وتابعت روسيف في معرض دحض الاتهامات الموجهة إليها بالتلاعب في أرقام الموازنة العامة لتجميل العجز في الموازنة والتصريح بخطوط ائتمان دون موافقة الكونجرس، قائلة "لم أرتكب جريمة تخالف مسؤوليتي".
ورفضت روسيف الاتهامات واتهمت المعارضين لها بتدبير مؤامرة للإطاحة بها.
وقالت: "لم ارتكب الجرائم التي اتهمت ظلما وتعسفا بها... الاتهامات الموجهة لي مجرد ذرائع."
وفي كلمة استمرت 45 دقيقة ركزت خلالها على تاريخها الشخصي والسياسي، شنت روسيف وهي عضو سابق في الجماعات المسلحة اليسارية هجوما ضد مصالح "المحافظين المتطرفين" العازمين على إقالة أول رئيسة للبرازيل من السلطة.
واستطردت: "لقد فعلوا كل ما بوسعهم لزعزعة استقراري أنا وحكومتي".
ونفى أعضاء بمجلس الشيوخ من المعارضين لروسيف اتهامات الرئيسة الموقوفة قائلين إن الأمر ليس انقلابا بل إن الإجراءات التي ترمي إلى عزلها ما هي إلا ممارسة لحكم القانون.
وقال ألويسيو نونيز من الحزب الديمقراطي الاجتماعي في البرازيل: "كيف يكون هذا انقلاب إذا كنت تمارس حقك في الدفاع أمام الكونجرس".
وأكدت روسيف سمعتها كرئيسة صادقة وسط فضائح فساد طالت الكثير من المؤسسة السياسية البرازيلية.
وأضافت: "الجميع يعلم أنني لم أكون ثروة لنفسي من خلال ممارسة الواجبات العامة.. لقد عملت دائما بأمانة مطلقة".
وتحدت روسيف دعوات الاستقالة قبل التصويت على إقالتها، وقالت إنه إذا كانت نتيجة التصويت لصالحها فإنها ستدعو إلى انتخابات جديدة.
وفي رسالتها الأخيرة، حثت روسيف أعضاء مجلس الشيوخ على التصويت ضد الاقالة، وبدلا من ذلك "التصويت لصالح الديمقراطية".ويتطلب عزل روسيف إلى تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ (54 من إجمالي 81 عضوا) لصالح ذلك القرار.
وصوت مجلس الشيوخ بواقع 59 إلى 21 عضوا في وقت سابق من الشهر الجاري لصالح اتهام روسيف. وذكرت وسائل إعلام برازيلية أن 52 عضوا بمجلس الشيوخ قد قرروا بالفعل التصويت لصالح توجيه اتهام بالتقصير إلى روسيف، بينما أعلن 18 فقط انهم ضد هذه الخطوة.
وتابع لويس إناسيو لولا دا سيلفا، سلف روسيف في منصب رئيس البرازيل، من خلال أحد مقاعد الضيوف في قاعة مجلس الشيوخ كلمة روسيف المؤثرة أمام المجلس وذلك بعد أن بذل في الأيام السابقة محاولة أخيرة لاستمالة عدد من أعضاء المجلس لصالح عدم التصويت ضدها.
ولكن يبدو أن أغلبية الثلثين المطلوبة لعزل روسيف متوافرة بالفعل لأسباب منها أن الكثيرين لم يعودوا يثقون في قدرة روسيف على انتشال البلاد من الركود الذي أصابها منذ سنوات.
وما تزال البلاد منقسمة على نفسها، ولا يبدو أن اتهام روسيف بالتقصير سوف يحل الخلافات.
واستخدمت الشرطة في ساو باولو يوم الاثنين الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية ضد عشرات من أنصار روسيف الذين وضعوا حواجز في الشوارع ورددوا هتافات مناهضة لميشيل تامر، رئيس البرازيل المؤقت.