أعلن المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص» العسكرية التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، العميد محمد الغصري أن قوات العملية نجحت في استعادة كامل الحيين الأول والثالث اللذين كان يتحصن بهما عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في مدينة سرت الساحلية. وشدد الغصري، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، على أن التنظيم «أمسى محاصراً في مساحة صغيرة جداً في منطقة الجيزة البحرية شمال الحي الأول». ووصف وضع التنظيم بأنه في «الرمق الأخير».
سرت (ليبيا) - أ ف ب
شنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، أمس الاثنين (29 أغسطس/ آب 2016)، هجوماً جديداً على المنطقة التي تحاصر فيها تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في سرت بعد ساعات من سيطرتها على أجزاء كبيرة من معقليه الأخيرين في المدينة على إثر معارك شرسة قتل وأصيب فيها العشرات من مقاتليها.
وقبيل محاولة التقدم الجديدة التي بدأت مساء أمس، عملت القوات الحكومية على تحصين المكاسب الميدانية التي حققتها في هجوم، أمس الأول (الأحد)، حيث قامت بتمشيط المناطق التي انتزعتها من عناصر التنظيم المتطرف وأعادت التمركز فيها.
وقال أحد المتحدثين باسم عملية «البنيان المرصوص» الحكومية الهادفة إلى استعادة سرت، رضا عيسى: «اندلعت اشتباكات على إثر تقدم جديد مساء اليوم (أمس) لقواتنا في الحي رقم 1 مدعومة بالدبابات، وقامت بالتعامل مع قناصة «داعش» المتمركزين في الأبنية».
وفي وقت لاحق، سيطرت قوات حكومة الوفاق الوطني «بالكامل» مساء أمس على الحي رقم واحد في سرت، بحسب ما أعلن المركز الإعلامي التابع لهذه القوات ومتحدث باسمها. وقال المركز الإعلامي في صفحته على «فيسبوك»: «إن قواتنا تستكمل تطهير بقية جيوب الدواعش في الحي رقم 1 (شمال) وتعلن تحريره بالكامل». وأكد رضا عيسى لوكالة «فرانس برس» أن «قواتنا حررته. الثمن كان غالياً، لكنهم حرروه».
وأعلن المستشفى الميداني لهذه القوات على صفحته على موقع «فيسبوك» أن ستة من المقاتلين الحكوميين قتلوا في هذه المواجهات. وكان نحو ألف مقاتل من القوات الحكومية شنوا أمس الأول هجوماً على المعقلين الأخيرين للتنظيم في سرت، الحي رقم 1 في شمال المدينة، والحي رقم 3 في شرقها. وقالت القوات الحكومية إن هذا الهجوم يمثل بداية «المرحلة الأخيرة» من عملية استعادة سرت.
وأكدت قوات الحكومة في بيان أمس أنها باتت تحاصر عناصر التنظيم المتطرف «في أقل من كيلومترين مربعين» بعد معارك أمس الأول، موضحة أنها تسيطر على «أكثر من نصف» الحي رقم 3 و «قرابة 70 في المئة» من الحي رقم 1.
وقبيل اندلاع الاشتباكات أمس، عملت القوات الحكومية على «تحصين مكاسبها عبر إعادة التمركز في المناطق التي سيطرت عليها (الأحد) وتمشيطها»، بحسب عيسى.
وذكر المتحدث أن قوات حكومة الوفاق «تستعد في الوقت ذاته لشن هجوم جديد على المنطقة التي يتحصن فيها «داعش»، حيث تقوم سرايا الهندسة العسكرية بتأمين إمدادات جديدة لها، بينما تقوم سرايا أخرى بالعمل على جلب إمدادات لوجستية مختلفة تشمل الجانب العلاجي».
وكانت القوات الحكومية قد خسرت في معارك أمس الأول 38 من عناصرها بينما أصيب 185 عنصراً آخر بجروح، وفقاً لمصادر طبية، ليرتفع عدد المقاتلين الحكوميين الذين سقطوا في المعارك مع المتشددين منذ انطلاق عملية «البنيان المرصوص» في 12 مايو/ أيار إلى أكثر من 400 والجرحى إلى نحو 2500.
وفي مواجهة الهجوم على معقليه الأخيرين، قام التنظيم بتنفيذ سلسلة من الهجمات الانتحارية أمس الأول (الأحد) بينها محاولة تفجير 12 سيارة مفخخة يقودها انتحاريون، بحسب بيان قوات حكومة الوفاق. ولم تتوفر إحصائية عن أعداد قتلى التنظيم.
وفي ظل العدد الكبير من الجرحى، دعا المستشفى الميداني في سرت على صفحته على موقع «فيسبوك» إلى التبرع بالدم، معلناً أن عدد وحدات الدم التي أعطيت للمصابين أمس الأول بلغت نحو 70 وحدة.
وفي مستشفى مصراتة، اكتظت أمس الغرف بالمصابين من مقاتلي قوات حكومة الوفاق بعدما كان المستشفى قد اضطر أمس الأول إلى تحويل صالة الاستقبال الرئيسية عند مدخل المبنى إلى غرفة طوارئ ثانية. وقال الطبيب أكرم جمعة لوكالة «فرانس برس»: «كان يوماً دموياً استقبلنا فيه عشرات الجرحى»، مضيفاً «أجريت عشرات العمليات الجراحية التي تواصلت حتى الصباح وبعضها مستمر حتى الآن». من جهته، قال الممرض محمد القويد: «إنه شعور سيء جداً لأننا لا نملك الإمكانيات. ليست هناك غرف كافية لذا فقد اضطررنا في بعض الحالات إلى وضع خمسة أو ستة مقاتلين معاً في غرفة واحدة».
العدد 5106 - الإثنين 29 أغسطس 2016م الموافق 26 ذي القعدة 1437هـ