قتل عشرات الأشخاص أمس الأحد (28 أغسطس/ آب 2016) في شمال سورية جراء تصعيد تركيا لعملياتها العسكرية في المنطقة في اليوم الخامس من بدئها عملية «درع الفرات» دعماً لفصائل سورية ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» والمقاتلين الأكراد.
ومن مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أنه يريد التصدي «بالعزيمة نفسها» للمقاتلين الأكراد وتنظيم «داعش»، وذلك بعد أسبوع من اعتداء خلف 55 قتيلاً خلال حفل زفاف كردي في المدينة القريبة من الحدود السورية.
وقال أردوغان أمام حشد يلوح بأعلام تركية بعدما قدم تعازيه إلى أسر ضحايا الاعتداء الذي يحمل بصمات المتطرفين، «لن نقبل بأي نشاط إرهابي على حدودنا أو قربها».
وكان الجيش التركي أعلن مقتل «25 إرهابياً» في إشارة إلى المقاتلين الأكراد أو حلفائهم، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى مقتل أربعين مدنياً على الأقل في قصف تركي.
ودخلت خمسون دبابة ومئات الجنود الأتراك سورية منذ (الأربعاء) الماضي في إطار عملية «درع الفرات».
وإذ أكد سعي أنقرة إلى «طرد داعش»، أضاف أردوغان «نحن في جرابلس وبعشيقة لهذا الغرض. وسنتحمل المسئولية نفسها في مناطق أخرى عند الضرورة».
وكان يشير إلى المدينة السورية التي استعيدت في اليوم الأول من العملية التركية وإلى مدينة في شمال العراق وجه فيها الجيش التركي في يناير/ كانون الثاني ضربات إلى مواقع للمتطرفين.
وتحدث الجيش التركي في حصيلته عن مقتل «25 عنصراً إرهابياً» ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر الأحزاب الكردية في سورية، في غارات جوية قرب جرابلس.
وأكد أنه «تم اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية الممكنة لتفادي إصابة المدنيين».
من جهته، أفاد المرصد السوري أمس بـ «مقتل عشرين مدنياً على الأقل وإصابة خمسين آخرين بجروح جراء قصف مدفعي وجوي تركي صباح (أمس) الأحد على قرية جب الكوسا» الواقعة على بعد 14 كيلومتراً جنوب جرابلس.
كما تسببت غارات تركية أمس على مزرعة قريبة من قرية العمارنة جنوب جرابلس بمقتل عشرين مدنياً على الأقل وإصابة 25 آخرين بجروح، بحسب المرصد.
وأوضح أن هذه الحصيلة هي «الأولى لضحايا مدنيين منذ بدء تركيا هجومها» في شمال سورية.
واتهم الأكراد أنقرة في بيان «بالسعي إلى توسيع احتلالها لبلوغ مناطق سورية أخرى».
وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية منظمتين «إرهابيتين».
كما أفاد المرصد بمقتل أربعة مقاتلين من مجلس جرابلس العسكري المدعوم من المقاتلين الأكراد نتيجة القصف التركي.
وأمس الأول (السبت)، اندلعت للمرة الأولى مواجهات برية بين دبابات تركية ومقاتلين يدعمهم الأكراد في قرية العمارنة أسفرت عن مقتل جندي في هجوم صاروخي.
وعلى جبهة سورية أخرى، أفاد المرصد السوري بأن قذائف أطلقتها فصائل معارضة على أحياء يسيطر عليها النظام في حمص (وسط) أسفرت عن إصابة شخصين.
إلى ذلك، تجدد قصف قوات النظام أمس على حي الوعر في حمص ما أسفر عن ثلاثة قتلى على الأقل وعشرين جريحاً، بحسب المصدر نفسه. ولاتزال الأمم المتحدة تنتظر ردود أطراف النزاع على اقتراحها هدنة إنسانية لـ 48 ساعة في مدينة حلب، بعدما أعربت روسيا عن تأييدها لوقف إطلاق النار.
وكان الموفد الأممي ستافان دي ميستورا دعا (السبت) «جميع الأطراف المعنيين إلى بذل جميع الجهود حتى نعلم بحلول الأحد 28 أغسطس أين نقف» إزاء الهدنة الإنسانية في حلب.
ولم تصدر الحكومة السورية أي تعليق على اقتراح دي ميستورا الذي أوضح أن روسيا «أطلعت» حليفها الرئيس السوري بشار الأسد على الخطة.
ويعيش نحو 250 ألف شخص في أحياء المدينة الشرقية بينما يعيش 1,2 مليون في أحيائها الغربية.
العدد 5105 - الأحد 28 أغسطس 2016م الموافق 25 ذي القعدة 1437هـ