قالت الشرطة في بنجلادش إن قواتها قتلت ثلاثة إسلاميين متشددين يوم السبت (27 أغسطس/ آب 2016) بينهم كندي مولود في بنجلادش يعتقد أنه العقل المدبر لهجوم وقع الشهر الماضي على مقهى في العاصمة داكا وأسفر عن سقوط 22 قتيلا معظمهم من الأجانب.
وقال منير الإسلام قائد شرطة مكافحة الإرهاب في داكا لرويترز إن المتشددين حوصروا داخل مبنى على مشارف داكا وقُتلوا بعد أن اندلعت معركة إثر رفضهم الاستسلام.
وكان منير الإسلام قد قال في بادئ الأمر إن أربعة متشددين قتلوا إلى أنه عدل العدد إلى ثلاثة في وقت لاحق.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنجلادش يوم الاثنين لبحث الوضع الأمني في أعقاب سلسلة جرائم قتل استهدفت ليبراليين وأشخاصا من أقليات دينية في البلاد التي تقطنها أغلبية مسلمة.
وكان تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن هجوم مقهى داكا الذي استهدف المتشددون خلاله الأجانب وغير المسلمين وقتلوا إيطاليين ويابانيين وأمريكيا وهنديا.
وتنفي الحكومة بشكل ثابت وجود أي تنظيم عالمي في بنجلادش مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش.
ولكن الشرطة تعتقد أن جماعة مجاهدي بنجلادش التي بايعت داعش هي المسؤولة عن التخطيط للهجوم.
وألقى حجم الهجوم واستهداف الأجانب بظلاله على الاستثمار الأجنبي في بنجلادش التي تصدر ملبوسات قيمتها 28 مليار دولار مما يجعلها ثاني أكبر سوق تصدير للملابس في العالم.
مقتل العقل المدبر
والعقل المدبر المشتبه به لهجوم مقهى داكا هو تميم أحمد تشودري (30 عاما) وهو كندي مولود في بنجلادش. ويقول محللون إن تنظيم داعش أعلن في أبريل نيسان أن تشودري هو قائد التنظيم في بنجلادش.
وقال وزير الداخلية أسد الزمان خان للصحفيين "نحن على يقين الآن وفقا لما لدينا من أدلة أن تميم بين القتلى الثلاثة."
وأضاف أن تشودري كان أحد الموردين الرئيسيين للمال والأسلحة في عدة هجمات في الآونة الأخيرة. وقال مفتش الشرطة أ. شهيد الحق إن تشودري عاد إلى بنجلادش في أكتوبر تشرين الأول عام 2013 عبر أبوظبي.
وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان إنها علمت بأنباء مقتل تشودري.
وقالت متحدثة إن"المسؤولين الكنديين على اتصال بسلطات بنجلادش لجمع معلومات إضافية.
"لا يمكن إعطاء تفاصيل أخرى في الوقت الحالي".
وقال شهيد الحق للصحفيين إن المداهمة وقعت بعد بلاغ من صاحب المنزل الذي كان المتشددون يقيمون به. ونسب صاحب المنزل إلى المتشددين قولهم إنهم رجال أعمال يعملون في تجارة المواد الطبية.
وقال متحدث باسم الشرطة إن بصمات الشخصين اللذين قُتلا مع تشودري يوم السبت أيضا أُرسلت إلى لجنة الانتخابات للتأكد من هويتهما.
وقال إن"الشرطة جمعت أدلة من المنزل على الرغم من قيامهما بتدمير كمبيوتر محمول وبعض الوثائق الأخرى".
واستأجر هؤلاء الأشخاص المنزل في وقت سابق من الشهر الجاري وضبطت الشرطة عدة قنابل يدوية وأسلحة ورصاصا.
وكانت الشرطة قد عرضت في الشهر الماضي مليوني تاكا (26 ألف دولار) مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال تشودري.
وتحتجز الشرطة أيضا رجلين كانا بين الناجين من الهجوم على المقهى.
وكان حسنات كريم الذي يحمل جنسيتي بريطانيا وبنجلادش وتحميد حسيب خان الطالب بجامعة تورونتو والمقيم في كندا بصفة دائمة يتناولان وجبة العشاء في المقهى كل على حدة.
وقال محامي كريم -وهو مهندس يبلغ من العمر 47 عاما- إن موكله برئ. ويدفع أقارب خان (22 عاما) ببراءته أيضا.
وقالت الخارجية الكندية إن المسؤولين على اتصال بنظرائهم في بنجلادش بشأن هذه المسألة ولكن المساعدة التي يمكن تقديمها محدودة لأن خان ليس مواطنا كنديا.
وكانت قوات الأمن ألقت القبض هذا الشهر على أربع نساء يشتبه أنهن أعضاء بجماعة مجاهدي بنجلادش.