التوحد... اضطراب...  كان ولايزال شبحاً لانعرف له دواء...

وعلى الرغم من ذلك، تظهر بين الفينة والأخرى دراسات واجتهادات تدعي إكتشاف أسباب التوحد؛  بل وتؤكد بأنها توصلت إلى علاج لهذا الاضطراب...

كل تلك الأشياء هي بهرجة إعلامية غرضها الشهرة والمال؛ والرقص على المشاعر دون التفكير بالأهالي الذين أضناهم الألم والتعب من التفكير في حال أطفالهم، وقد يصدقوا كلام عطار يبيع قنينة ماء بمئات الدنانير،  أو دجال يدعي تقديمه علاجاً شافياً للتوحد، فالبعض قد يجرب أدوية أو حتى تدليكاً بخلطات عشبية معتقداً أنها الشفاء، والطامة الكبرى هي ما يسمى «الترفيع» والذي يتسبب في خروج الدم من الأنف والحلق، ولا أعرف كيف يمكن لليأس ان يجرفهم لذلك الطريق.

التوحد اضطراب لا يتلاشى مع الزمن مهما كانت طرق التدريب أو المكملات التي يحصل عليها التوحدي، بل تنخفض تلك الأعراض ويظهر شيء من التطور.

أعزائي أهالي التوحديين، فليكن إيمانكم بأطفالكم أولى الخطوات، ولنتعلم أن نواجه المستحيل من أجلهم و أن نسعى حتى نهاية الطريق.

أن لا نجعل من أي عقبة عائقاً في سبيل تطور أطفالنا، فالتطور حتى وإن تأخر فلابد أنه قادم.

ولا يمكننا نكران تاريخ التوحد؛ والمبدعين الذين صارعوا دوامة التوحد وخرجوا للعالم بأجمل الإنجازات البشرية على الاطلاق، فكيف يمكننا أن ننسى توماس أديسون أو بيل غيتس أو حتى بيتهوفن؟

عزيزي الأب:

كن صبوراً من أجل طفلك، وأسعَ لتعليمه مهما كانت درجة التوحد لديه، وكن فخوراً به قدر ما تستطيع، واجعله من اولوياتك ولا تجعل رغبتك في منزل رائع أو حياة من الرفاهية تقف عائقاً يحول دون تدريب وتطور طفلك.

عزيزتي الأم:

أنتِ المدرسة الأولى والأخيرة لطفلك، ووجوده في أحد المراكز لا ينفى دورك في تدريبه، وتذكري احتضانه كل يوم مهما كان عنيفاً،  فالحب يولد الحب.

 أفراد مجتمعنا العزيز:

الطفل التوحدي بحاجة للتقبل والفهم والمحبة فلا تعتبروه مريضاً أو شخصاً غير مقبول، أحبوه يحببكم، ولنسعى لدمجه متناسين كل الفروقات وهادمين كل الحواجز التافهة من الخجل أو العبارات التافهة.

خذوا بأيديهم ... ولننشر ثقافة التوحد من أجل أطفالنا حتى آخر بقعة على وجه الأرض...