للغذاء أهمية كبيرة لجسم الإنسان، والتغذية المناسبة تسهم في بناء وتزويد الجسم بالطاقة وتنظم العمليات الحيوية. ومن ضمن خصائص التغذية المناسبة أن يكون الغذاء مأمون ومغذي وصالح للإستهلاك الآدمي، فبالأغذية غير المأمونة توجد حلقة مفرغة من المرض وسوء التغذية وخصوصاً ما يصيب فئة الرضع، صغار الأطفال، كبار السن والأشخاص ذوي الحالات الصحية الخاصة.
ومع دخول موسم الحج وتوافد الحجاج بالملايين على بيت الله لتأدية فريضة الحج تزداد الضغوط على الخدمات العامة والخاصة بما فيها محلات وأماكن تحضير وتداول الأغذية بأنواعها، مما قد يزيد من معدل حدوث التسممات الغذائية والأمراض المنقولة بواسطة الأغذية. ولأن سلامة الأغذية من الأولويات الصحية العمومية وملايين من المستهلكين يتأثرون نتيجة الأمراض المنقولة بواسطة الأغذية، ولحرص الجهات المعنية من مختلف الدول بسلامة وصحة حجاجهم أثناء موسم الحج توفر بعض تلك الدول فرق طبية تقدم خدمات صحية وعلاجية ترافق حملات الحج والعمرة؛ من تلك الخدمات مراقبة سلامة وصحة الأغذية في مختلف المساكن والمواقع التي سوف يتواجد فيها حجاج بلدانهم.
من جانب آخر يساهم أصحاب حملات الحج والعمرة ومزودي الأغذية في تحمل جزء من المسئولية بإدراج موضوع السلامة الغذائية من أولوياتهم لمنع إنتشار الأمراض المنقولة بواسطة الأغذية، بالإلتزام بتطبيق الشروط والمعايير الصحية المتعلقة بالسلامة الغذائية التي تضمن وقاية الأغذية من التلوث أو الفساد أثناء النقل، التخزين، التحضير والتوزيع. هناك عوامل وأسباب يطلق عليها الأخطار الغذائية توجد في بيئة ومراحل الإنتاج، المناولة، التخزين، التجهيز والتوزيع تؤثر على سلامة وصحة الأغذية. من الشروط والمعايير الصحية المطلوبة والتي تقلل أو تمنع من إحتمالية الإصابة بالأمراض المتعلقة بالأغذية أنه يجب توفير أغذية مأمونة المصدر، وأن تكون مخزنة في درجة الحرارة المناسبة. ويتوجب من أصحاب حملات الحج والعمرة ومزودي الأغذية توفير أدوات نظيفة لإعداد وطهي الأغذية، وفي أثناء تقديم الأغذية للإستهلاك فيفضّل أن يتم توفير أدوات مخصصة للإستخدام الواحد فقط. وعلى أصحاب حملات الحج والعمرة ومزودي الأغذية المساهمة في توعية مناولو الأغذية وزيادة إدراكهم على أهمية الإلتزام بالمعايير والشروط الصحية التي تضمن سلامة وصحة الحجاج والمادة الغذائية من التلف والفساد.
ولزيادة حلقة التكامل تحتاج الجهات المعنية إلى جانب أصحاب حملات الحج والعمرة ومزودي الأغذية، مساهمة الحاج نفسه وذلك لتقليص المخاطر الصحية المتعلقة بالأمراض المنقولة بواسطة الأغذية إلى أدنى مستوى، وذلك ليتمكن الحاج من أداء مناسك الحج بدون أي منغصات وعراقيل. وعليه عدم المخاطرة بإستهلاك أي مادة غذائية غير مأمونة المصدر مع ضرورة الفحص الظاهري لأي مادة غذائية قبل إستهلاكها للتأكد من خلوها من علامات الفساد الظاهرة. والإهتمام بغسل اليد بشكل جيد بالماء والصابون، ذلك من أفضل الوسائل لمنع الميكروبات من التسبب بالمرض له؛ وبالخصوص قبل تناول الأغذية، بعد الذهاب واستخدام المرافق الصحية، بعد أداء المناسك، بعد لمس الأدوات الشخصية أو بعد نزع الثياب المتسخة. نتمنى لكل حجاج بيت الله حجاً مبرور وذنباً مغفور وأن ينعم الله عليهم بالصحة والعافية.
العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ