د. جنى الشلاتي-استشارية نساء وولادة وعقم وأطفال آنابيب في مستشفى المانع بالدمام
27 أغسطس 2016
كيف يؤثر العمرعلى قدرة المرأة على الحمل والإنجاب؟
يعتبر عمر المرأة من أهم العوامل التي تؤثر على قدرتها على الحمل وإنجاب طفل سليم ويعود هذا إلى عدة عوامل طبيعية، ومنها إن عدد البويضات الموجودة في المبيض تبدأ بالنقصان بصورة طبيعية منذ ولادة المرأة وحتى وصولها إلى سن اليأس وفترة إنقطاع الطمث.
هذا النقصان يتم بصورة تدريجية إلى أوائل الثلاثينيات، ولكنه يبدأ بالتسارع بعد منتصف الثلاثينيات. ومع تقدم العمر, تقل الخصوبة وتزيد نسبة الإجهاضات نتيجة لخلل الكروموسومات في الأجنة كما تزيد نسبة بعض الأمراض كالتليفات, البطانة المهاجرة ومشاكل قناة فالوب. وتزيد نسبة المشاكل الصحية أثناء الحمل عند تقدم العمر لدى المرأة, كسكر الحمل وضغط الحمل وتأثيرهم السلبي على الأم والجنين.
متى يجب على المرأة اللجوء للطبيب للمساعدة على الإنجاب؟
إذا كان عمر المرأة أقل من 35 سنة، فيجب على الزوجين الإنتظار على الأقل سنة من إستمرار العلاقة الزوجية من غير موانع حمل. أما إذا كان عمر المرأة أكثر من 35 سنة فيجب اللجوء للطبيب بعد 6 أشهر من العلاقة الزوجية إذا لم يحصل حمل.
ماهي العوامل الأخرى التي قد تقلل الخصوبة وتستوجب الإستشارة الطبية في وقت أبكر؟
تاريخ العائلة (إذا كانت أم المريضة أو أخت لها حصل لها سن يأس مبكر قبل 51 سنة).
إذا كان أحد الزوجين مدخناً.
إذا تعرض أحد الزوجين لجراحات في الأعضاء التناسلية (المبيض أو الخصية).
التعرض لعلاج إشعاعي أو كيميائي لعلاج أي نوع من أنواع الأورام.
عدم إنتظام الدورة.
التعرض للمواد الكيميائية السامة كبعض مبيدات الحشرات.
فإذا وجد لدى أحد الزوجان واحداً من هذه الأسباب التي تؤثر على الإخصاب وتؤخر الحمل, وجب عليهم عدم تضييع الوقت والذهاب للطبيب مباشرة لعمل تقييم دقيق للحالة والبدء بالتدخل العلاجي إن لزم الأمر.
كيف نستطيع أن نأخذ فكرة عن مخازن المبايض لدى المرأة؟
لانستطيع معرفة عدد البويضات وجودتها بصورة دقيقة، ولكن بواسطة بعض الفحوصات نستطيع أن نعرف بصورة تقريبية جودة عمل المبيض .أما عن طريق تحليل هرموني بأخذ عينة دم من المريضة أوعن طريق عمل أشعة تلفزيونية وقياس عدد الحويصلات التي تحتوي على البويضات.(FSH/AMH)
هل من الممكن تأخير تأثير العمر على نقص الخصوبة؟
لا للأسف، لانستطيع ذلك بأي طريقة علمية ممكنة. فالحيوانات المنوية لدى الرجل تصنع كل 3 أشهر تقريبا لذا أي تغيير في جودة الحيوانات المنوية قد يظهر في تحليل السائل المنوي. عكس المرأة التي تولد بعدد محدد من البويضات, ولا توجد طريقة لاستخراج أو عمل بويضات جديدة أو حتى الحفاظ على جودة هذه البويضات. ولكن من الممكن إتباع أسلوب حياتي ممتاز لتحسين الصحة العامة وتقليل تأثير العوامل السلبية الأخرى عدا تقدم العمر من تأثيرها على الخصوبه, كالحرص على التغذية السليمة وإتباع الرياضة والتوقف عن التدخين.
هل هناك طرق طبية لتحسين الخصوبة؟
الطرق الطبية المتبعه تهدف لتقريب البويضة والحيوان المنوي، إما عن طريق تنشيط المبايض أو التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب. أيضا تجميد النطف (الحيوانات المنوية أو البويضات) وتجميد الأجنة يعتبر إحدى وسائل حفظ الخصوبة، مع العلم أن تجميد الأجنة وحفظها لسنوات يعد أكثر نجاحا من تجميد البويضات مجملاً.
هناك إجراء قد يتبع في الدول الغربية, وهو أن يستخدم الزوجان نطف(حيوانات منوية أو بويضات) من متبرع سواءً رجل أو أمرأة أصغر سناً لتكون جودة البويضات أفضل وبالتالي ترتفع نسبة الحمل عند تقدم العمر عند النساء مع العلم أن هذا لا يتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف ولكن ذكرت المعلومة العلمية للتوضيح فقط, فبعض النساء تعتقد بالسفر للدول الأجنبية لتطور العلم لديهم ولكن في حقيقتها الحلول المتبعة غير مقبوله لدى مجتمعنا من الناحية الدينية والإجتماعية.
متمنيين لكم السلامة دائما.
العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ