حليب الأم - أو بدائله في تعذر لبن الأم- الغذاء الذي يبني الطفل وروحه، فجسمه الذي ظل يتزود طوال 9 أشهر بالحبل السري لا يستطيع التعامل مع أي طعام آخر فمعدته لا زالت غضة طرية، ولا أسنان له.
هنا يتساءل الكثير من الآباء وخصوصاً عندما يرزقون بالمولود الأول، متى يمكننا إدخال الأغذية الصلبة في برنامج الطفل الغذائي؟ وما هي الأغذية المناسبة؟ وكميتها؟ وكيف نلحظ تحسس الرضيع منها؟
الإضاءات التالية ستحاول إعطاء لمحة سريعة، لا تغني عن استشارة المختصين:
متى يمكن إدخال الأغذية الصّلبة إلى حمية الطّفل؟
تباينت الدراسات في الاتفاق على إجابة واحدة، فمنها من يقول عند سن الأربعة الأشهر، وأخرى ستة أشهر. وحُسِم الجدل بحسب نصيحة أطباء الأطفال بالبدء في تغذية الأطفال في شهره الرابع لتطور قدرته بشكل تدريجي على مضغ وبلع وهضم الطعام الّذي يتناوله البالغون.
وينطبق الكلام على الأطفال في الأوضاع المثالية والذين لا يعانون من مشاكل صحية، مع الحرص على المزاوجة بين إرضاع الطّفل من أمّه وإدخال الأغذية الصّلبة حتى عمر السّنة على الأقل.
كيف نلحظ تحسس الرضيع من الأغذية الجديدة؟
حتى نرقب تأثير الطعام على الطفل يجب الفصل بفترة زمنية تترواح بين 3 - 4 أيام بين كل نوع من الأطعمة وآخر. وتعبر الحساسية عن نفسها بأشكال متعددة من احمرار الجلد أو وعكة في الجهاز التنفسي و غيرها.
ومن المهم مراقبة براز الأطفال الذي يدل على إصابته بالإسهال أو الإمساك.
تختلف باختلاف المرحلة العمرية للطفل، ويتفق الجميع بأن أفضلها الحبوب المدعمة بالحديد والخضروات والفواكه المهروسة، ومع التقدم في العمر يمكن إضافة اللحوم في شهره العاشر أو عند إكماله عامه الأول.
وينصح الأطباء في الفترة ما بين الشهر الرابع والسادس بالبدء بإطعام الطّفل الحبوب المدعّمة بالحديد المخصّصة للأطفال والممزوجة بحليب الأم أو بدائله أو الماء، كما يُمكن البدء بالخضار والفواكه المهروسة، وتُسلَق بعض الخضروات الخشنة كالجزر بدون إضافة الملح.
أما في الفترة ما بين ستة أشهر إلى ثمانية يفضل ادخال عصائر الفواكه المخفّفة وغير المحلّاة من الكوب، مع الحرص على أن لا تتجاوز كميّة العصير التّي يتناولها الطّفل كميّة بسيطة حتى لا تحتلّ مكان الأغذية الأخرى التي تمنح السعرات الحراريّة والعناصر الغذائيّة الّتي يحتاجها الطّفل.
وفي الشهر الثامن وحتى العاشر يمكن الطفل تناول الخبز والحبوب الموجودة في المائدة، وقطع الخضروات والفواكه الطريّة المطبوخة والموجودة في المائدة مع الحرص أن لا تكون مالحة أو فيها بهارات كثيرة.
الشهر العاشر وحتى الثاني عشر يمكن إدخال اللحوم والدواجن والأسماك المفرومة أو المقطعة إلى قطعٍ صغيرة جداً.
ويجب الحرص على عدم إدخال أغذية عالية المحتوى بالسّكريات المركزة، والتي تشمل أيضاً الحلوى المخصّصة للأطفال الرضع؛ حيث إنّ هذه الأغذية تمنح سعرات حراريّة فارغة، أي إنّها لا تمنح الطّفل عناصر غذائيّة مفيدة لصحّته، كما يمكنها أن تُسبّب له السُّمنة. ويجبُ أيضاً تجنّب إطعام الطّفل الرّضيع العسل وشراب الذرة لتجنّب خطر التسمّم السُّجقي.
وعلى ذات الصعيد يجب أيضاً تجنّب إعطاء الطّفل أيٍّ من الأغذية التي لا يمكنه مضغها وبلعها بأمان، والّتي يُمكن أن تُعرّض الطّفل لخطر الاختناق، مثل الجزر غير المطبوخ، والكرز، وغيرها.
العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ