قدم لنفسك صنيعاً بركوبك للدراجة الهوائية وانطلق واستمتع بدلاً من تمارين الصالات الرياضية الثابتة المملة، لكن تمهل؛ الدراجات الهوائية أنواع ولها أدوات خاصة ومعايير يجب عليك أن تتطلع عليها من أجل سلامتك. لذلك التقت (الوسط الطبي) بالبطلة سارة السمَّاك الفتاة البحرينية التي تمارس رياضة ركوب الدراجات منذ أكثر من 10 سنوات حيث كان التالي:
حب من أول ركوب
سارة السمَّاك هي فتاة بدأت شغفها بقيادة الدراجة حينما استأجرت دراجة هوائية لأول مرة في كندا خلال إحدى الرحلات حيث كانت الخطوة الأولى لحب هذه الرياضة. و حين عودتها للبحرين حاولت معاودة التجربة حيث كانت تتحرك في أماكن محدودة جداً بمعية مجموعة من الدراجين الأجانب باعتبار أن المجتمع البحريني غير معتاد على ركوب البنات (للسياكل)، بعد ذلك بدأت خطوتها الجريئة باقتناءها لدراجتها الخاصة الأولى سنة 2007 وانطلقت بها من عوالي إلى محمية العرين وحتى أمواج.
اختر دراجتك المناسبة
أشارت السمَّاك إلى أن هناك عدة أنواع للدراجات كل نوع له استخداماته الخاصة، ويجب على الدرَّاج تحديد نوع النشاط الذي سيمارسه لكي يختار الدراجة المناسبة له، أما أنواع الدراجات فهي:
دراجة الطريق: وهي دراجة لها إطارات نحيفة جداً، وقاعدة عجلات قصيرة والمقود معقوف يجعل جسمك مائلاً باتجاه المقود، بالإضافة إلى أن هيكلها خفيف جداً وهي مناسبة للقيادة بسرعة بقيادة ولكنها مخصصة للطرق الأسفلتيه فقط.
الدراجة الجبلية: صُمِمَت هذه الدراجة للاستخدام على الطرق الوعرة والترابية، مقعدها مريح، وسعرها رخيص ولا يقارن بدراجات الطريق، عجلاتها عريضة، وتحتوي على قطعة لمقاومة المطبات، كما أن المقود غير ملتوي وطولي يعطي الدراج ارتياح أكثر بعدم انحناء الظهر.
الدراجة الهجينة: وهي خليط مابين دراجة الطريق والدراجة الجبلية، فهي بمقود ومقعد مريحان، إطاراتها أعرض من دراجة الطريق لكنها أقل حجماً من الدراجة الجبلية، لا تستخدم للسرعات العالية أو قطع المسافات الطويلة، مناسبة لعمل التمارين والتنزه.
أخطاء لا تقع فيها
اختيار الدراجة الهوائية تعتمد على مقاييس خاصة لضمان سلامة الدرَّاج، كتحديد ارتفاع المقعد ومسافة المقود وموقع الدواسة ويمكن أخذ نصيحة صاحب محل بيع الدراجات الذي سيقوم بالتأكيد بتحديد الدراجة المناسبة لحجم الشخص عن طريق نظام الـ (بايك فت)، إذ يجب أن تكون ركبة الدرّاج منحنية قليلاً لأن استقامة الساق على الدواسة غير صحي، و مهم جداً ضبط المسافة بين المقعد والمقود فإذا ركب الشخص ويديه ممدودتين بشكل مستقيم أو منحنيتين بشكل مبالغ فيه سيصاب بالخدر نتيجة الضغط على الذراعين أو احتمالية اصابته بآلام في الظهر أو الكتف.
وبيَّنت السمَّاك أنه على المبتدئين تعلم الطريقة المثالية لركوب الدراجة إذ يفترض إمالة الدراجة ثم وضع إحدى القدمين على الدواسة دون الجلوس على المقعد وبعد تدوير الدواسة برجل واحدة يمكن الصعود بالرجل الثانية على الدواسة الأخرى ثم الجلوس على المقعد.
وأضافت من أخطاء المبتدئين أيضاً الضغط على الفرامل الأمامية والخلفية في ذات الوقت وهذا خطر، بسبب احتمالية السقوط. وتفضل السمَّاك الضغط على الفرامل الأمامية لأنها أخف من الخلفية ويمكن التحكم بها .
أما عند قيادة الدراجة لفترة طويلة في شوارع غير معبدة يفضل لبس قفازات خاصة للدراجين والضغط على اليد أثناء الاهتزازات مع ضرورة تحريك الأصابع وتمرينها بين فينة وأخرى لمنع التنمل.
أدوات خاصة جداً
تنصح السمَّاك الرياضيين المقبلين على شراء دراجة لأول مرة التأكد من شراء هذه الأدوات الخاصة لضمان صحتهم و سلامتهم في الطريق : نظارات رياضية، قفازات خاصة، مطارة للماء، مصابيخ أمامية وخلفية للتنبيه،عدَّاد السرعة لاحتساب سرعة الدراجة وعدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها، مقياس لضربات القلب لتفادي أي عارض صحي لا سمح الله، طقم ملابس خاصة بالدرّاجين المصنوعة من النايلون لتوفر مميزات عديدة فيها كخفتها ووجود فتحات للتهوية جيوب خلفية وعواكس ضوئية، بالإضافة إلى أن السروال الخاص بالدراجة يحتوي على طبقه اسفنجية لحماية المناطق الحساسة في الجسم.
«السيكل» سبب للتغيير
تغيرت عادات سارة السمَّاك الغذائية بعد انضمامها لرياضة ركوب الدراجة الهوائية حيث كانت في السابق لا تتناول البيض بتاتاً ولكن بعد ممارستها لهذه الرياضة احتاجت لتناول البروتين من أجل نمو العضلات بعد التمرين وكانت أسهل طريقة للحصول عليه هو تناول البيض، كما أنها كانت لا تهتم بشرب الماء كما الآن، بالإضافة إلى اهتمامها بتناول الطعام الصحي لتتجنب المشاكل الصحية كالشد العضلي والجفاف وضمور العضلات.
حيث يولد الحب .. لا يموت أبداً
الشغف كان الخطوة الأولى تلتها نجاحات على المستوى المحلي و لعالمي بعد الانخراط مع مجموعة متخصصة في قيادة الدراجات الهوائية، فقد حصدت السمَّاك العديد من الجوائز والمراكز الأولى والتفرد ضمن مشاركتها في الكثير من المسابقات الرياضية من ضمنها مشاركتها في رحلة لصالح جمعية خيرية قطرية من هنغاريا إلى ألمانيا حيث كانت المرأة الخليجية الوحيدة التي قطعت الرحلة في سبعة أيام متواصلة قطعت فيها 850 كيلومتر.
تقول السمَّاك: «أنا أحب سياقة الدراجة لكن هدفي هو ليس الفوز، ولكنني أقوم بقيادة الدراجة لدعم الآخرين للمواصلة في ممارسة هذه الرياضة لذلك ترتكز مشاركاتي الرياضة في دعم الخير ونشر السعادة وهذا ما يجعلني سعيدة في حياتي لأنني أخلق من رياضتي المفضلة ابتسامة ونجاح لمن هم حولي».
وتختم اللقاء بقولها «السعادة العائلية جزء من الطاقة وعلى الرياضي أن لا يهمل عائلته على حساب الرياضة أو المشاركة في السباقات أو تهيئة جسمه ولياقته البدنية».
العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ