عُقد أمس السبت (27 أغسطس/ آب 2016)، منتدى الزراعة الأول تحت عنوان «بيئتي مصدر غذائي» الذي نظّمه فريق الأسطح الخضراء بدعم من المبادرة الوطنية لدعم القطاع الزراعي وجمعية توبلي الخيرية ومؤسسة عالم حدائق بابل.

وشارك في المنتدى خبراء وباحثون ومختصون خليجيون قدّموا محاضرات متنوعة حول الحصاد الزراعي، وتأسيس المناحل وتربية النحل، والمكافحة الحيوية لسوسة النخيل، وآفاق الزراعة الأحيومائية في الخليج.

واستعرض المؤتمر «تجربة زراعة الأسطح المائية» عبر المدرب المعتمد والباحث في الزراعة المائية رياض بوسالم، وتجربة «الأكوابونيك» للمهندس سامي منديل الذي اهتم بالزراعة العضوية والزراعة الحديثة بعد تقاعده، فاستأجر أرضاً ليبدأ منها مشروعه الحلم بتبني الزراعة العضوية المائية، ويعمل مشروعه وفق دورة النيتروجين في الطبيعة، وهو الأول من نوعه في البحرين. كما يعتمد على الزراعة في الماء الذي يستخدم في تربية الأسماك وبذلك تكون مخالفات الأسماك هي الغذاء الطبيعي للنباتات، وبالتالي تكون هناك دورة طبيعة ذاتية لإنتاج الأسماك والزراعة في آن واحد من دون أي مواد كيميائية.

وأوصى المنتدى بعقد مؤتمرات ومنتديات متكررة في شأن القطاع الزراعي الحديث من خلال استقطاب المزارعين والمهتمين والمختصين للحضور والمشاركة بأوراق عمل وأطروحات، وتبني زراعة الأسطح كمشروع ضمن البيوت المنتجة وتسهيل تسويق منتجاتها في المهرجانات والفعاليات المختلفة مثل سوق المزارعين البحرينيين، ونشر ثقافة المكافحة الحيوية، ودعم مربي النحل والتشجيع على هذا الباب من الاستثمار الزراعي، والتوعية بأساليب الزراعة التي تحد من هدر الموارد الطبيعية وبالأخص المياه والطاقة، والتشجيع على تبادل الخبرات بين المهتمين بالزراعة والمختصين بدول المجلس والمبتدئين في هذا المجال، والاستغلال الأمثل إعلامياً للتسويق وإيصال قصص النجاح.

وجاءت أبرز محاور المنتدى حول أهمية عمليات التأهيل والتطوير للكوادر البشرية في الزراعة، وفعالية برامج التنمية والتطوير من واقع التجارب في مجال تربية النحل، والتدريب والتطوير لمكافحة الآفات الزراعة وسوسة النخل الحمراء بالطرق الحديثة، وعرض لتجارب ناجحة في مجال الزراعة الحديثة المائية والأحيومائية (الهيدروبنك والأكوابونك).

واستهل المنتدى رئيس فريق «الأسطح الخضراء» فاضل رضي، وقال في كلمته له «يأتي المنتدى في إطار الإدراك بالمسئولية والحرص الجلي على أن تكون للجميع يد في دفع وتوجيه القطاع الزراعي للمسار الصحيح، ولا يعني ذلك الانقلاب على تقنيات وأساليب الزراعة القديمة المتوارثة من الأجداد، أو الاصطدام معها، لكن نسعى لتطويرها بالدراسة وربطها بما يستجد من علوم في هذا المجال لتثبت ما يثبت علمياً، وتصحيح وتقويم ما يحتاج التقويم منها، وتبني التقنيات الحديثة وتطويعها بما يخدم المزارع ويرفع من كفاءته في استغلال الموارد مثل المساحة والمياه، وبما يرفع من مستوى الإنتاج والجودة من دون الإضرار بالبيئة».

وأضاف رضي: «فريق الأسطح الخضراء وعلى الرغم من عمره القصير الذي لم يتجاوز عامين، استطاع وضع حجر الأساس لبناء هيكل ورؤية واضحة لما يصبو إلى تحقيقه بالمستقبل، ليكون الفريق الخليجي الأول لنشر الثقافة الزراعية وتطويرها وتنميتها. وقد لازم ذلك وضع الخطط التدريجية لتحقيق ذلك الهدف، ومنها تأهيل المدربين لعقد ورش العمل وغيرها؛ التوسع خليجياً باستقطاب المهتمين في الزراعة لتأسيس فرق فرعية؛ التوعية والتثقيف الزراعي ورفع المستوى العلمي من خلال عقد الدورات التدريبية والمؤتمرات والمشاركة في مختلف الفعاليات المحلية والخليجية والتعاون مع الجمعيات والجهات ذات الاختصاص، فضلاً عن تنظيم الرحلات العلمية للمراكز البحثية والمزارع النموذجية».

وذكر رضي أن «الفريق اتخذ خطوات علمية لتحقيق رؤيته بإنجاز وتنفيذ العديد من الأمور منها: إنشاء وإدارة أكثر من 5 مجاميع تعنى بالزراعة على مواقع التواصل الاجتماعي تجاوز عدد الأعضاء فيها 500 عضو، تقديم ما لا يقل عن 5 ورش عمل ومحاضرات، المشاركة بستٍّ من الفعاليات والمعارض ذات العلاقة بالمدارس والكليات والمراكز الاجتماعية، المشاركة بمعرض البحرين الدولي للحدائق حيث تم تقديم نماذج وشروحات للزوار عبر مختلف الزوايا المعنية بالزراعة مثل التربة والمياه وغيرها من الأنظمة المستحدثة في هذا القطاع، بالإضافة إلى تسيير رحلات تثقيفية».