هكذا هو الإنسان البحريني الأصيل، مبدع في عمله إلى أبعد مدى، قادر على أن يحوّل ما أمامه من أدوات بسيطة إلى تحف فنية راقية من الطراز الرفيع.
اسماعيل مهدي اسماعيل، أو كما يحب أن يكنّى «أبو نضال»، مثال جميل على البحريني الذي يحمل الكثير من الطاقات والإبداع، حيث استطاع بيديه، وبما منحه الله من إبداع، أن يحوّل الورق إلى تحف فنية رائعة الاتقان.
يتقن أبو نضال فن تدوير الأشياء، متعته أن يحوّل الأشياء المركونة أو التي يظن البعض أنها ليست ذات فائدة، إلى تحف فنية جميلة، ويقول إنه لا يعترف بالفشل، وأنه يحاول ويحاول إلى أن يصل إلى مبتغاه.
«الوسط» زارت «أبو نضال»، وتحدّثت معه عن أعماله الفنية، وتحدّث عن بداياته فقال: «لقد نمت عندي هذه الموهبة منذ صغري، حيث شغفت بمحاكاة الأجهزة والمجسمات التي أراها، وبدأت في وقت مبكر باستخدام الخشب للنحت عليه، إلا أنني تحوّلت في فترة لاحقة إلى الورق كونه أسهل في التشكيل ولا يحتاج إلى جهد عضلي كبير كما هو حال الخشب، الذي أتعبني في بدايات عملي لما يحتاجه من طاقة بدنية كبيرة».
وأضاف «بدأت بصنع مجسمات بسيطة، ثم تطور الحال إلى أن أصبحت قادراً على محاكاة أي شيء أريد صنع نسخة منه، وأصبح الورق والحديد والبلاستيك هي المواد الخام التي أعمل بها، من أجل إتمام كل مجسماتي وأعمالي المتنوعة، ولم يعد هناك أي مجسم لا يمكن أن أحاكيه، فقط احتاج إلى أن أضع الموضوع في رأسي وأفكّر في طريقة مناسبة لصنعه ومن ثم أقوم بإنجاز العمل».
ونوّه أبونضال إلى أنه لا يستخدم أي قطعة جاهزة في أعماله أبداً، لأنه يفضّل أن يصنع كل قطعة في عمله بنفسه، حتى ولو كانت هذه القطعة تتوافر جاهزة، كالسلاسل والأشرعة وحتى الدمى الصغيرة التي يضيفها إلى بعض أعماله كالبحارة على متن السفن التي يقوم بصناعتها. وأضاف: «أغلب المواد التي استخدمها عبارة عن أشياء عادية نستخدمها في حياتنا من علب بلاستيكية وورقية وأنابيب وأوراق صحف، حث أقوم بإعادة تدويرها والاستفادة منها، وهذا ما يوفر علي الجهد والكلفة غالباً إلا أنني أحرص على أن تكون هذه المواد صالحة للاستخدام ونظيفة».
وعن المدة التي يستغرقها إنجاز كل عمل، أفاد «غالباً ما أحتاج إلى يوم أو يومين لإتمام أي عمل أقوم به، حيث أعمل في اليوم الواحد بين ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط». وأكمل: «حالياً كل أعمالي أقوم بها بواسطة الورق، حتى السفن الكبيرة التي أمامكم، غير أنني أحرص على أن تكون الأعمال قوية وتتحمل النقل والحركة، من خلال مزجها ببعض المواد الأخرى من البلاستيك والحديد».
وأوضح أنه يجيد صناعة السفن الشراعية التراثية، لأنها من البيئة البحرينية، كما يقوم بصنع مجسمات للطيور والحيوانات بمختلف أنواعها، وكذلك يقوم بصنع الأشجار والنخيل، والدلال وأواني الطبخ، بالإضافة إلى شغفه بصنع أجهزة المذياع ذات الطابع القديم، وكل ما يخطر على البال من أشياء ومجسمات». ولفت إلى أنه «يقوم بوضع نماذج من أعماله على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «الانستغرام»، وهي تلاقي إعجاب الناس وتفاعلهم.
وحكى أبو نضال طرفة صادفته في إحدى المرات، حيث كان ذاهباً إلى المنامة عند أحد مصلّحي الأجهزة الالكترونية، حيث شاهد جهاز مذياع قديم، فطلب من البائع شراءه إلا أنه رفض، وأخبره أن صاحبه جلبه فيما يبدو لتصليحه. يقول أبونضال: «فطبعت صورة الجهاز في ذهني، حيث لم تكن تتوفر أجهزة تصوير حديثة في الهواتف وقتها كما هو الحال الآن، وحين عدت إلى المنزل قمت بصنع جهاز مماثل له تماماً، ثم أخذته إلى البائع مرة أخرى، فتعجّب مما شاهده ومن مطابقة المذياع الذي أتيت للمذياع الذي شاهدته عنده، خاصة عندما أخبرته أنني أنا من قام بصنعه بنفسي».
العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ
عاشت الايادي ابو نضال
اهنيك على هذه النعمه فكل من يمتلك موهبة من عند الله فهو في نعمة جمييله
تسلم إییدك يا مُبدع، أعمال فنية جدا جميلة ومتقنة بحرفية، الله يعطيك الصحة والعافية وطولة العمر
تسلم الايادي يا ابو نضال فنان مبدع
مبدعين البحارنة ومحافظين على التراث مثل صناعة الفخار والنسيج وغيرها من التراث
الابداعات البحرينية يجب أن يُروّج لها إعلامياً، ويجب دعمها من جانب الدولة بحيث يتم تسويق هذه التحف الفنية أو شراءها حتى من جانب الدولة ووضعها في الدوائر الرسمية.. أفضل بكثير في الترويج إلى البحرين من معارض واستضافة فرق بمبالغ باهضة..
نشكر الاستاذ حسن المدحوب على إبراز الفنان البحريني والشكر موصول لصحيفة الوسط
أعرف أبو نضال الانسان الخلوق ذو السمعة الطيبة في الدراز ولكن للتو عرفت أنه فنان مبدع وأتمنى أن تهتم الجهات الرسمية بها
ابو نظال مثال للاخلاص و الوفاء في العمل كما عهدناه يلبي دعواتنا متى و كيف ما نشاء و بكل دقة و ابداع عافاك الله و حماك يا ابو نظال و نعم الرجل
ما شاء الله ابداع
ما شاء الله، شغل حلو ومرتب، يعطيك العافية
ماشاء الله .. هذا هو البحريني اللي نفتخر فيه ويرفع الراس .. يعطيه الله ألف عافية