هنأ مجلس الامن الدولي أمس الجمعة (26 أغسطس / آب 2016) الكولومبيين على اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه بين الحكومة وحركة التمرد "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك)، ووعد بالمساعدة على تطبيقه.
وقالت رئيسة المجلس نائبة سفير ماليزيا ستي هاجر عدنان ان الدول ال15 الاعضاء في المجلس "كررت التزامها دعم تطبيق الاتفاق وخصوصا وقف الاعمال القتالية ونزاع اسلحة" المتمردين.
واضافت في ختام مشاورات جرت في جلسة مغلقة ان المجلس "هنأ شعب كولومبيا على هذا السلام النهائي الذي ينهي نزاعا مستمرا منذ اكثر من خمسين عاما".
وتنوي الأمم المتحدة نشر بعثة مؤلفة من 450 مراقبا عسكريا في كولومبيا، غالبيتهم من دول أميركا اللاتينية. وسيكلف هؤلاء التحقق من عملية تسليم 7500 متمرد اسلحتهم ومراقبة وقف إطلاق النار.
لكن ما زال يتوجب المصادقة على اتفاق السلام النهائي الذي تم التوصل اليه الاربعاء، في استفتاء وان يصدر مجلس الامن الدولي قرارا بعد ذلك.
وستكون بعثة الامم المتحدة برئاسة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت. وقد قدم للمجلس الجمعة تقريرا عن زيارة ميدانية اخيرة قام بها لتحديد مكان وكيفية عمل المراقبين.
وكان نائب السفير البريطاني بيتر ويلسن صرح الخميس إن "هذه عملية مهمة للأمم المتحدة لمساعدة الحكومة الكولومبية على تنفيذ اتفاق السلام الذي يشكل فرصة تاريخية".
وستتولى بريطانيا صياغة وتقديم مشروع القرار وتحديد الدور الدقيق للأمم المتحدة في عملية السلام.
وبعدما فشلت ثلاث مرات في 1984 و1991 و1999، تنص عملية السلام على اجراءات تتعلق بالقطاع الزراعي وبرنامج لتأمين بدائل عن الزراعات غير القانونية التي تشكل مصادر تمويل للمجموعات المسلحة، ومشاركة المتمردين الذين يتم تسريحهم في الحياة السياسية.
واسفر هذا النزاع وهو الاقدم في اميركا اللاتينية عن سقوط 260 الف قتيل على الاقل وفقدان 45 الفا آخرين ونزوح 6,8 ملايين شخص خلال اكثر من نصف قرن.
وقال مساعد السفير البريطاني ان المجلس "سيفكر بدقة في المراحل المقبلة" من العملية. واضاف "انه اتفاق تاريخي يشكل نبأ سارا"، مشيرا إلى ان المجلس اجتمع "في اجواء من الارتياح الكبير".