قبل فترة، حصل تطور جديد في المنطقة. فقد أعلن الإيرانيون أنهم سمحوا للروس باستخدام قاعدة «نوجه» الجوية العسكرية بمحافظة همدان شمال غرب إيران لضرب أهداف في سورية.
وقد بدأ الروس فعلاً في تسيير طائرات تو - 22 إم 3 من هناك وقاموا بشن غارات في سورية، شملت مناطق حلب وإدلب ودير الزور وكذلك مناطق في الوسط. لكن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وممثل المرشد فيه الأدميرال علي شمخاني قال يوم الثلثاء الماضي للتلفزيون الإيراني إن المقاتلات الروسية غادرت قاعدة هَمَدَان يوم الخميس (18 أغسطس/ آب الجاري). وأضاف شمخاني «أن إيران وروسيا كانتا قد اتفقتا على موعد زمني محدد في ما يخص التواجد العسكري لروسيا في مطار هَمَدَان العسكري، ولم يكن من المقرر أن تبقى القاذفات الروسية هناك بل كان الاتفاق على أن تغادر هذه المقاتلات يوم الخميس الماضي وقد تم تنفيذ ما اتفق عليه الجانبان».
لكن وبعد يوم واحد من حديث شمخاني، صرّح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي بكلام مختلف إلى حدٍّ ما، كاشفاً عن غرفة عمليات مشتركة تجمعهم بالروس، مضيفاً أن إيران قدمت «تسهيلات للمقاتلات الروسية» لمواصلة تحليقها في سورية «وهذا قرار منطقي بدعم من مجلس الأعلى للأمن القومي» الإيراني.
هذا التواجد الروسي على الأراضي الإيرانية هو الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية عندما خرجت قوات الاتحاد السوفياتي من هناك بعد دخولها مع القوات البريطانية إلى إيران في العام 1941، لمنع قوات المحور من التواجد على الأراضي الإيرانية بتسهيل من رضا شاه. وبالتالي فهو يشكل تطوراً جديداً في السياسات الخارجية والعسكرية لإيران منذ ما يقرب الـ70 عاماً.
دعونا نتحدث بشيء من التفصيل عمّا جرى، وعن الخلفيات التاريخية والجغرافية للموضوع. فهَمَدَان محافظة إيرانية تقع شمال غرب إيران في مقدمة حلقها وكأنها في التَّرْقُوَة. وهي لا تُلفظ (هَمْدان) التي هي قبيلة من اليمن، ومؤسسها دَوْمانُ بن بَكِيلِ بنِ جُشَم.
للوهلة الأولى يظهر انتساب جوقة من أقوى رجال الدِّين والسياسة الإيرانيين لهذه المحافظة، أو ينتسبون لها بالعِرق كما هو حال قائد الحرس الثوري الأسبق الجنرال محسن رضائي، كَوْن 25 في المئة من سكانها من عرقية اللور. كما أن الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر وُلِدَ في هذه المحافظة كذلك قبل 83 عاماً.
وللعلم، فقد حوَّل الإيرانيون هَمَدَان إلى منطقة توسيع نفوذهم الاقتصادي والثقافي مع الخارج القريب والبعيد، كونها منطقة قريبة من ممرات اقتصادية وثقافية تربط إيران بمحيطها، وكذلك بنفوذها الأبعد. وقد صرّح المدير العام لشئون الطلبة الأجانب في وزارة العلوم والأبحاث والتكنولوجيا الإيرانية قبل أشهر صمد حاج جباري بأن جامعات هَمَدَان تضم المئات من الطلاب الأجانب من ضمن 21 ألفاً و500 طالب أجنبي من 23 دولة، يدرسون في الجامعات الإيرانية.
وبعيداً عن جدل بقاء أو انتهاء عمليات استخدام الروس لهذه القاعدة، فقد تساءل كثيرون: لماذا اختار الطرفان منطقة هَمَدَان دون غيرها من الأراضي الإيرانية كي يستخدمها الروس لتسيير طائراتهم. وكان يمكنهم أن يفعلوا ذلك في مناطق غربية شمالية أقرب كتبريز أو خوي أو حتى أرومية.
الحقيقة أن هناك خمس ملاحظات يمكن الإشارة إليها هنا تعليقاً على ذلك:
أولاً: اختار الإيرانيون منطقة هَمَدَان كونها الأقرب لحدودهم المائية في بحر قزوين، الذي قد يساعد في العمليات اللوجستية. وكان بإمكانهم إعطاء الروس منطقة أردبيل بل وحتى تبريز، ولكن بسبب تماس هاتين المنطقتين بالحدود المائية الآذربيجانية جعلهم يختارون هَمَدَان كون المنطقة تقع في خط مستقيم وآمن باتجاه البحر، ومنع حدوث أي حالات تجسس «مفترضة» قد تلجأ إليها أطراف منافسة أو مناهضة لروسيا.
ثانياً: اختار الروس هذه المنطقة لتلافي التحليق فوق محافظة الموصل العراقية التي ينشط فيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وبالتالي يمكنهم من خلال قاعدة هَمَدَان الولوج مباشرةً إلى السليمانية التي تسيطر عليها قوات كردية أكثر قرباً لطهران (حزب جلال طالباني) بدل السير على خط كردكسبيان وبيرانشهر ثم في الجانب العراقي حيث مناطق أربيل الشرقية الشمالية.
ثالثاً: ربما يمنح خط السير المنطلق من هَمَدَان الطيران الروسي فرصة ملاقاة الأهداف من تدمر وسط سورية حتى حماة مروراً بإدلب التي تحاول القوات الروسية والسورية مجتمعةً قطع اتصالها بأرياف حلب، وتقوية مناطقهم في حلب قد يمنحهم أراضٍ أكثر أمناً وانبساطاً، دون الحاجة للمرور بالقرب من الحدود التركية أو المناطق الكردية التي تشهد نزاعاً على كافة الحدود للدول المشتركة.
رابعاً: يريد الإيرانيون أن يُطمئنوا الروس إلى أن اتفاقهم مع أوكرانيا لمد ألف كيلومتر من السكك الحديد التي ستشمل خط ميانة – تبريز بطول 440 كم، وطهران - هَمَدَان - سنندج بطول 190 كم، ودرود - خردم آباد - أنديمشك بطول 370 كم وتعزيز الاستثمارات مع كييف ليس على حسابهم، بل هم مستعدون لتعزيز تواجدهم في هذه المنطقة (هَمَدَان)، ولو وبشكل رمزي أمام الأوكرانيين.
خامساً: أراد الروس أن يبعثوا برسالةٍ إلى أن المسألة السورية باتت أكبر من قضيةٍ في دولة، فهي تحوّلت إلى مشكلة إقليمية بل عالمية تمتد حتى الصين حيث مناطق الإيغور وتوافد التترستانيين إلى شمال سورية، وصولاً إلى جنوب روسيا حيث 5000 مقاتل «قوقازي» باتوا في سورية. وهو ذات الحال مع الجيش الإيراني الذي قام بأول مهمّة خارج الحدود منذ انتصار الثورة الإيرانية 1979.
هذه ملاحظات أوّليّة قد يتنبأ بها المتابع لهذا الشأن، لكن بالتأكيد هناك أمور أخرى لم تظهر بعد.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 5103 - الجمعة 26 أغسطس 2016م الموافق 23 ذي القعدة 1437هـ
إلى زائر 7 حلال الف مره حلال علي إيران ماتعرف أن الخليج فيها القواعد من زمان إنما إيران يقولون لك دستورها مايسمح بتواجد قوات اجنبيه فيها.ليش الحين سمحت.هل عدلت الدستور أخبرنامن فضلك.
هذا اكبر دليل على انهم متورطين و مهزومين باْذن الله في سوريا لان الشعب العربي السوري المنتمي لابناء الغالبية العظمى من العروبة و الاسلام سيهزم ايران و قواته الطائفية في النهاية
ايران لن تستطيع بعد اليوم أن تعير الدول التي يوجد بها قواعد عسكرية أمريكية، فهي أيضا فتحت قواعدها العسكرية للجيوش الأجنبية لأول مرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية - على الرغم من أن هناك مواد صريحة في الدستور الإيراني تمنع منعا باتا تواجد قوات أجنبية على التراب الإيراني.
تواجد الروس في قواعد عسكرية في ايران بحد ذاته يكشف مدى فشل الإيرانيين في إدارة المعركة في سوريا، منذ ستبمبر من العام الماضي قلت بأن التدخل العسكري في سوريا لن يكون إلا على حساب ايران.
هههههههههه. .روسيا في إيران لماذا؟
بريطانيا وامريكا في الخليج لماذا؟ أم حلال علينا حرام على غيرنا؟
روسيا تؤيد زواج علني بينما ايران مصره على ان يكون الزواج سري لانها لن تستطيع ان تتهجم على الغير على قصة القواعد العسكرية لان الي بيته من زجاج ما يقدر يفلت على بيوت الناس حصى
ليست قاعده. ولكن سماح بإستخدام المطار لمدة 3 او 4 ايام و لهدف معين و فتره جدا بسيطه. احنا غير القواعد عندنا اراضي اجنيه يجب على اي مواطن مهما علت و بلغت مرتبته في الدوله ان يحصل على اذن بدخول القاعده من هؤلاء الاجانب اولا قبل السماح له بالدخول. فرق السماء عن الارض.
لا ادري اضحك ام الكي على ردك؟ ...
وما دامت الماده المذكوره موجوده في الدستور الإيراني كما ذكر الأخ فهذا يعني شيئا واحدا فقط لاغير بأن إيران مهزومه
في سوريا والا فكيف ترضى على انتهاك دستورها وهي التي غرور ها ليس مثله غرور .فليجربوا ما شاوا فالنصر للشعب السوري البطل.
النصر للشعب السوري ولرئيسه البطل بشار..!
المادة 146 من الدستور الإيراني:
تمنع إقامة أي قاعدة عسكرية أجنبية في البلاد حتى و لو كانت على أساس الإستفادة منها في الأغراض السلمية.
طبعا ........... قالوا هناك فرق بين استخدام و إقامة .. أيا يكن، حتى الشاه محمد رضا - الذي كان دائما ما ينظر إليه على أنه عميل للغرب - رفض تواجد قوات عسكرية أمريكية و بريطانية في ايران! و هؤلاء .................. يسمحون لطائرات روسية - صليبية - باستخدام قواعدهم لقصف المسلمين في سوريا.
مجبر أخاك لا بطل ، هذا واقع الحال بعد تعاون قوى الشرّ على هدم ما تبقى من سوريا