مرة أخرى، أثبت نادي الحد تميزه وكفاءته وقدرته على حسم المباريات الهامة في مسابقاتنا المحلية، حينما حقق لقب كأس السوبر البحريني أمس على حساب المحرق، ليؤكد النادي على أن هذا الزمان هو «زمانه»، فبعد أن كان في مصاف (العدم)، أصبح أقوى فريق على المستوى المحلي، والدليل على ذلك تحقيقه 5 بطولات في 3 مواسم، منها اثنتان لكأس السوبر وواحدة لكأس جلالة الملك ودوري الدرجة الأولى وكأس الاتحاد البحريني لكرة القدم، ومازال أمامه أيضاً بطولتا الدوري والكأس وكأس الاتحاد في الأشهر القادمة.

ربما كانت الحظوظ متكافئة قبل لقاء أمس، ونسبة الفوز كانت متساوية، لكن ماشاهدناه على أرض الواقع وبالذات في الشوط الثاني ان المباراة كانت بين فريق قادم من إعداد قوي وأثبت استفادته من فترة التحضير قبل الموسم، بالإضافة إلى العزيمة الواضحة والإصرار من أجل حسم اللقب، وبين فريق آخر حاله لايسر عدواً ولا صديقا.

لا أريد المبالغة فيما يخص وضع فريق المحرق أمس، وخصوصاً أنها المباراة الأولى فقط في الموسم، لكن صورة الفريق كانت سيئة للغاية في المباراة، والمحرق كان عاجزاً عن تشكيل أي فرصة حقيقية على مرمى الحد، لتكون الحسرة المحرقاوية أمس ليست على النتيجة، بل على المستوى والأداء الضعيف، وفوق ذلك فإن عزيمة وإصرار وحماس وقتالية لاعبي الحد كانت أكبر من زملائهم في المحرق، وفي ظل كل هذا، فمن الطبيعي أن تذهب البطولة للفريق الذي يستحقها والكأس يرفعها الفريق الذي سعى من أجلها.

الحد يستحق التبريك على هذا الفوز الذي سيكون دافعاً له فيما تبقى من الموسم، ولكن يجب ألا تُعطى البطولة أكبر من حجمها، ولابد من العمل بشكل جاد للقادم، وفي الجانب المحرق فإن المحرق مُطالب باستعادة التوازن، كونه «ملح» الكرة البحرينية، وهو مقبل على مباراتين هامتين في ربع نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، إذ إننا لانريد مشاهدة ماحصل أمس، والمحرق بالتأكيد قادر على العودة.