تطرق عالم الدين السيد عبدالله الغريفي، في حديث الجمعة الذي ألقاه مساء الخميس (25 أغسطس / آب 2016) في مسجد الصادق بالقفول، إلى أن الرُّشد يتطلب أنْ تتعاطى الأنظمة مع هموم الشعوب بكلِّ انفتاحٍ وسماحةٍ ومحبة.
وتطرق الغريفي الى العمل التطوعيّ وفقَ المنظورِ الدِّيني. وقال في مطلع حديثه: «احتفل العالمُ الأسبوعَ المنصرم بـ «اليوم العالمي للعمل الإنساني التطوعي»، وهذا عنوانٌ جميلٌ جدًّا ويكرِّسُ (الحسَّ الإنساني) المتجاوز لكلِّ (المصالح الذاتية) في اتجاه (الأهداف العامة) التي تزرعُ الخيرَ والعطاء في حياة الناس. وإذا أردنا أنْ نعالج هذا العنوانَ وفق المنظور الدِّيني الإسلامي، فالمسألة لها بعدُها الأعمق، وهدفُها الأكبر، حيث يتحوَّل (العملُ التطوُّعيُّ) عِبَادةً وجِهادًا، بما للعبادة والجهادِ من قيمة عظمى في منظور الدِّين».
وقال الغريفي إن الدّال على الخيرِ كفاعله، و»قد لا يملكُ الإنسانُ مالاً يُشارك به في أعمالِ البر، ولكنَّه يحث الناسَ على أعمال البرّ، فيكون بذلك قد شاركهم في أعمالهم. وقد لا يملك الإنسانُ علمًا ينيرُ به درب الجاهلين، لكنَّه يدفع القادرين على أنْ يمارسوا عطاءَهم العلمي والتربوي فيعطى أجر المعلمين المربين. وقد لا يملك الإنسانُ جاهًا يوظِّفَهُ في خدمةِ الآخرين، لكنَّه يُحرِّك أصحاب الوجاهاتِ في هذا الاتجاه فيعطى ما يُعطون من الأجر والثواب».
وانطلق في الحديث عن حُقُوقُ الوَطنِ والمُواطنةِ، وقال: «للوطن حقوق على المواطن، وللمواطن حقوق على الوطن، ويجب أنْ تتوازنَ هذه الحقوق، فلا يجوز أنْ يُفرَّطَ في حقوق الوطنِ بأيِّ حالٍ من الأحوال، وكذلك لا يجوز أنْ يُفرّطَ بحقوق المواطن مهما كانت المبررات... ولا أريد أنْ أدخلَ في جدلية (حقوق الوطن أسبق أم حقوق المواطن) المهم أنْ يلتزم المواطن بما للوطن من حقوق، وأنْ يحصل المواطن على ما له من حقوق، بهذا التكامل تُبنى العلاقة بين الوطنِ والمواطنِ، وتُحصّن الأوطانُ والشعوب في مواجهة كلِّ الهزَّات والأزمات والمآزق».
وعن الحِفَاظِ على أمْنِ الوطن، قال الغريفي: «ومن أجلِ الحِفاظِ على أمنِ الوطنِ أكَّد الدِّين على الاعتدالِ والتسامحِ والرّفقِ ونبذ التطرفِ والعنفِ والإرهاب، كما أكَّد سياسة العدلِ والإنصاف».
وتحدث الغريفي عن حقوق المُواطنِ، بأنْ يكون آمنا على دينه ونفسِهِ وعرضِهِ وماله، مشيرا الى قول رسول الله (ص): «لا خير في الوطن إلَّا مع الأمنِ والسُّرور»، وقول الإمامُ عليٌّ (ع): «شرُّ الأوطانِ ما لم يأمن فيه القُطَّان»... «أنْ تتوافر له حياةٌ معيشيةٌ كريمة فيما هو العمل والسكن والخدمات التعليمية والصحبة وبقية الضمانات الحياتية.
قال الإمامُ عليٌّ (ع): «الغنى في الغُربة وطنٌ، والفقرُ في الوطنِ غربة». وقال (ع): «ليس في الغربة عار، إنَّما العار في الوطن الافتقار». وقال (ع): «العقل في الغُربة قربةٌ، الحمق في الوطن غربةٌ».
وقال الغريفي «وبقدر ما تتوافق الشعوبُ والأنظمةُ في منظومةِ الحقوق تتحصَّن الأوطان في مواجهةِ كلِّ الأزماتِ والتواتراتِ والاحتقاناتِ، وكلَّما تباعدتْ المسافاتُ وتعقَّدت العلاقاتُ كانت المآلاتُ ليستْ في صالح الأوطانِ، وليستْ في صالح الأنظمةِ والشعوب. فالرُّشدُ كلّ الرُّشدِ أنْ تتعاطى الأنظمة مع هموم الشعوب بكلِّ انفتاحٍ وسماحةٍ ومحبَّةٍ، وهذا ما يدفع الشعوبَ إلى أنْ تبادلَ الانفتاح انفتاحًا، والسَّماحة سماحةً، والمحبَّةَ محبَّةَ، وهذا ما يفتح مساراتِ المعالجة لكلِّ الإشكالاتِ والتعقيدات».
العدد 5103 - الجمعة 26 أغسطس 2016م الموافق 23 ذي القعدة 1437هـ
أحسنت سيدنا الرشد والسماحة والانفتاح يالية يكون مع نصفنا الآخر وفتح القنوات للقائهم وإزالة كل الخوف من بعضنا البعض وتسير في السكة الصحيحة كشعب واحد يعاضد بعضه البعض
يارشيد إنت
جمعت كل خصال الرشد فيكم وحدكم يا شيخ
هههههه
هههههههههه
وهل بقي مجال للنصح والارشاد؟
هل هناك من يستمع القول فيتبع احسنه؟
لا أظنك إلا تنفخ في جربة مقطوعة وإن كنت تلقي من على كاهلك المسؤولية الشرعية والوطنية لكنني لا أظنّ ان في
هذا البلد من يستمع لمثل صوتك لأنهم لا يحبّون الناصحين