أكدت فعاليات اقتصادية أهمية البرامج التي ينفذها المجلس الأعلى للمرأة على صعيد تمكين المرأة اقتصادياً، مشيرة إلى أن المتتبع لمسيرة المرأة البحرينية يلمس قفزة نوعية واسعة في مجال تعزيز حضورها كسيدة ورائدة أعمال تملك وتدير مشاريعها الخاصة، وفي الهيئات الاقتصادية مثل غرفة تجارة وصناعة البحرين ومجلس التنمية الاقتصادية، وكذلك مجالس إدارة الشركات الحكومية والخاصة.
وأكدت الفعاليات في تصريحات امس لها بمناسبة الذكرى الـ 15 لتأسيس المجلس الأعلى للمرأة أن المؤشرات الدولية المعنية بقياس مساهمة المرأة في الحياة الاقتصادية تؤكد حقيقة أن تميز المرأة البحرينية في مجال التجارة والأعمال بات أمراً واقعاً، كما نجحت سيدة الأعمال البحرينية في أن تكون مكافئاً بل ومنافساً للرجل في المجالات التجارية، وأظهرت في أحيان كثيرة قدرة على دخول مجالات أعمال واسعة، وجذب استثمارات للبحرين، وتعزيز المساهمة في نمو الناتج الوطني.
ونوهت الفعاليات بدور برامج التمكين المتنوعة التي يتبناها المجلس الأعلى للمرأة بهدف تمكين المرأة اقتصادياً، وكذلك برامج التمويل، وخصواً بالذكر «المحفظة المالية لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتنمية المرأة البحرينية» والتي أعلن عنها المجلس مؤخراً وتبلغ قيمتها 100 مليون دولار أميركي، والمخصصة للمرأة البحرينية الراغبة في دخول مجال ريادة الأعمال من خلال إنشاء مشروع تجاري جديد أو تطوير مشروعها القائم.
شراكة متكافئة في الأعمال التجارية
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين والرئيس الفخري لاستثمارات الزياني خالد الزياني أن المرأة البحرينية أظهرت من الكفاءة والاقتدار ما جعلها جديرة بتبوء مناصب عليا في شركات ومؤسسات القطاع الخاص المساهمة في تحمل مسئولية بناء الاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أن حضور المرأة البحرينية برز بشكل خاص في هذا القطاع خلال الأعوام الـ 15 الأخيرة، وقال: «بتنا نشاهد المرأة البحرينية شريكاً ومكافئاً لنا في أعمالنا التجارية، وبل منافساً جديراً بالاحترام، كما نراها حاضرة بقوة في الوفود التجارية التي تمثل البحرين في الخارج، ومفاوضاً عنيداً، وقناصاً لفرص الاستثمار».
وأشار الزياني إلى تمتع سيدة الأعمال البحرينية بقدرة خاصة على جذب الاستثمارات للبحرين، وقال: «هناك زوايا في قطاعات الأعمال لا يغطيها الرجل عادة، كما أن سيدات الأعمال الأجانب يفضلن غالباً التفاوض والشراكة مع نظراء لهن، وهنا يبرز دور سيدة الأعمال البحرينية في إبراز صورة البحرينية الحضارية، في الدوائر التجارية الإقليمية والعالمية من غرف وممثليات تجارية وهيئات اقتصادية وغيرها».
وأكد أن المجلس الأعلى للمرأة برئاسة قرينة العاهل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة نجح في توفير آليات دعم دائمة تعزز من تمكين المرأة اقتصاديا، وقال: «نرى الآن بيننا في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين أربع سيدات أعمال يظهرن كفاءة وجدارة في رسم سياسات القطاع الخاص والدفاع عن مصالحه أمام مختلف الجهات، كما يثبتن نجاحاً كبيراً في إدارة أعمالهن».
وأعرب الزياني عن استعداد الغرفة الدائم للتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة عبر اللجنة المشتركة الدائمة بين الجانبين، وتعزيز التنسيق فيما يتعلق بالبرامج والفعاليات الاقتصادية التي تصب في صالح تمكين المرأة البحرينية وإبراز حضورها الاقتصادي على مختلف الأصعدة وفي مختلف المجالات التجارية.
معايير عالمية لتمكين المرأة اقتصاديّاً
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لبنك الإبداع للتمويل متناهي الصغر خالد الغزاوي أهمية البرامج التي يتبناها المجلس الأعلى للمرأة على صعيد تمكين المرأة اقتصادياً، وخص بالذكر البرامج الموجهة للمرأة البحرينية الساعية إلى أخذ زمام المبادرة وإطلاق مشروعها التجاري الخاص.
وقال: «تمكن المجلس الأعلى للمرأة على مدى الـ 15 الماضية من عقد شراكات مثمرة مع جهات محلية وإقليمية ودولية عززت من قدراته على تنفيذ الاختصاصات المنوطة به والتي تهدف بمجملها إلى تمكين المرأة في مختلف المجالات»، وخص بالذكر مباركة ورعاية قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لإطلاق بنك الإبداع للتمويل متناهي الصغر في العام 2009، وأضاف «منذ ذلك الوقت ونحن نعمل سوياً من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بيننا، ونحن في بنك الإبداع نفخر في مساهمتنا بتحقيق جانب مهم من أهداف المجلس الأعلى للمرأة المتمثل في تمكين المرأة اقتصادياً».
وأكد الغزاوي أن تبني المجلس الأعلى للمرأة معايير عمل مؤسسي عالمية مكنته من مراكمة خبرات طويلة في إطار تلمس احتياجات المرأة وتحقيق متطلباتها وتمكينها في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتذليل العقبات التي تحول دون رفع مستويات مشاركتها الفاعلة في النهوض بنفسها وأسرتها ومجتمعها في ظل بيئة داعمة من تشريعات وسياسات عامة مساندة ومستنيرة.
الخروج إلى العالمية
بدورها، أشارت رئيسة جمعية سيدات الأعمال البحرينية فريال عبدالله ناس إلى أن المرأة البحرينية عززت من ريادتها في شتى المجالات في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وما نتج عنه من مؤسسات وطنية من أبرزها المجلس الأعلى للمرأة، معربة عن أخلص تهانيها لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس والأمين العام هالة الأنصاري وجميع كوادر المجلس الأعلى للمرأة بمناسبة الذكرى الـ 15 لتأسيسه.
وأشارت ناس إلى وجود سيدات تمكن من الوصول بأعمالهن وشركاتهن الخاصة إلى العالمية، وكذلك تمثيل القطاع الخاص البحريني داخل البحرين وخارجها عبر هيئات مثل غرفة التجارة أو مجلس التنمية الاقتصادية، وشددت على دور المجلس الأعلى للمرأة في دعم وتمكين المرأة البحرينية وتهيئة الأرضية المناسبة أمامها على مختلف الأصعدة وتذليل أية تحديات ربما تعترض مسيرة مشاركتها في بناء الوطن.
وأكدت أن المرأة البحرينية الساعية إلى البروز في عالم الأعمال تحظى الآن بمنظومة دعم مهني وتمويلي متكاملة يقود توجهها المجلس الأعلى للمرأة بدعم ومؤازرة جهات عديدة من بينها صندوق العمل تمكين وبنك البحرين للتنمية وبنك الإبداع للتمويل متناهي الصغر.
ونوهت رئيسة الجمعية بحزمة برامج التدريب والتأهيل والتمويل التي أطلقها المجلس الأعلى للمرأة تنفيذا للخطة الوطنية لاستراتيجية النهوض بالمرأة البحرينية، على صعيد توفير القروض وخدمات التمويل الميسر، أو على صعيد توفير الحاضنات الاقتصادية المتكاملة التي تقدم كل الخدمات الإدارية والاستشارية والتدريبية والفنية التي تحتاج إليها المرأة للدخول في مجال ريادة الأعمال، لافتة إلى أهمية هذه البرامج في تزويد المرأة بالتحفيز والمعارف اللازمة لتكون قادرة على إطلاق مشاريع صغيرة أو الدخول في مجال ريادة الإعمال.
منظومة دعم متكاملة تحفز نجاح المرأة اقتصاديّاً
إلى ذلك، أشارت مديرة الموارد البشرية في شركة «ممتلكات البحرين» نوف السويدي إلى أن المتتبع لمسيرة المرأة البحرينية يلمس في الآونة الأخيرة حضوراً أوسع لها على في مجال الشركات التجارية على اختلاف مستوياتها وأنشطتها، مؤكدة على دور المجلس الأعلى للمرأة في تحفيز المرأة البحرينية ودعمها وتمهيد الطريق أمامها للوصول إلى أعلى المستويات.
وأشارت السويدي إلى دور المجلس في إزالة التحديات التي يمكن أن تمنع تطور المرأة التطور في شتى المجالات، وخصت السويدي بالذكر مبادرة المجلس الأعلى للمرأة إلى تحفيز جميع الجهات الحكومية والخاصة إلى تشكيل لجنة تكافؤ فرص فيها وإلغاء أي شكل من أشكال التمييز ضدها، لافتة إلى تطور المرأة في أي عمل بات يعتمد بشكل أساسي على كفاءتها الشخصية ومهاراتها في إثبات قدراتها وأخذها لزمام المبادرة، وإثبات جدارتها بالنهوض بالعمل وقيادة الفرق وتبوء المناصب العليا.
وقالت إن زيادة عدد النساء البحرينيات في المستويات الإدارية العليا والمتوسطة في جهات اقتصادية كثيرة مثل مجلس التنمية الاقتصادية وغرفة التجارة، إضافة إلى الشركات الحكومية والخاصة، يشكل مؤشراً واضحاً على التطور الكبير على صعيد إدماج المرأة البحرينية في شتى المجالات ومنها مجال الأعمال.
رائدات أعمال يواصلن المسيرة
من جانبها، قالت رائدة الأعمال دينا الأنصاري إنه بات المجلس الأعلى للمرأة على امتداد مسيرته لـ 15 عاما الكثير من «قصص النجاح النسائية» التي يفخر بها المجلس وتفخر هي بدورها بحصولها على دعم المجلس، وأضافت أن «هذه القصص من شأنها تحفيز كل امرأة بحرينية ترغب في إطلاق عملها الخاص وإثبات قدرتها على النجاح في عالم الأعمال.
الأنصاري، الحائزة «امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة» في دورته الثانية أكدت أهمية المبادرات والجوائز التي يعمل عليها المجلس الأعلى للمرأة، مؤكدة أنه من شأن المعايير المتبعة في هذه الجوائز أن تشكل خطة عمل رائدة ومعالم طريق أمام رائدات الأعمال، سواء فزن بالجائزة أم لم يفزن.
وقالت إنه بوجود مؤسسة وطنية تحرص على دفع مسيرة المرأة البحرينية من جميع النواحي تلاشت التحديات التي يمكن أن تعترض مسيرة المرأة باستثناء تلك التحديات التي تضعها المرأة لنفسها، وأضافت أن المرأة التي تعمل وتثابر وتنمي معارفها ومهاراتها ستجد كثيراً من الفرص المتاحة أمامها في كل المجالات، مع ضرورة أن تتحلى المرأة بالشجاعة والقدرة على إبراز الذات.
العدد 5102 - الخميس 25 أغسطس 2016م الموافق 22 ذي القعدة 1437هـ