قتل 16 شخصاً على الأقل في هجوم على الجامعة الأميركية في كابول استمر أكثر من عشر ساعات مساء أمس الأول (الأربعاء) ووجه خلاله عدد من الطلاب نداءات مؤثرة لطلب المساعدة.
ودوَّت انفجارات وسمع إطلاق نار مساء مساء أمس الأول في وقتٍ كان العديد من الطلاب في الجامعة لحضور حصص الدروس المسائية، وفق توقيت اعتيادي للدروس في أفغانستان، حيث العديد من الطلاب يزاولون أعمالاً أيضاً.
وانتهى الهجوم فجر أمس الخميس (25 أغسطس/ آب 2016)، كما لم تعلن أي جهة حتى الآن (مساء أمس) مسئوليتها عن الهجوم على هذه الجامعة المرموقة التي تستقبل 1700 طالب. وكان اثنان من أساتذتها هما أسترالي وأميركي خطفا في مطلع الشهر من دون أن يتم تبني خطفهما أيضاً.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح لوكالة «فرانس برس» إن «16 شخصاً بينهم ثمانية طلاب قتلوا وأصيب 53 آخرون بجروح»، لافتاً إلى أن «بعض الجرحى وضعهم خطير».
وأوضحت وزارة الداخلية أن بين القتلى رجال شرطة وأحد حراس الجامعة فضلاً عن حارس مدرسة مجاورة.
ولم يتضح عدد المهاجمين لكن شرطة كابول قالت إن اثنين منهم قتلوا في عملية التطهير.
وأعلن قائد الشرطة القضائية في كابول فريدون عبيدي لوكالة «فرانس برس»: «أنجزنا عمليتنا وقتل مهاجمان».
ونشر عدد من الطلاب فور بدء الهجوم رسائل استغاثة على «تويتر»، وبينهم مسعود حسيني المصور في وكالة «اسوشيتد برس» الأميركية الذي أفيد في ما بعد أنه تمكن من الفرار مع طلاب آخرين.
وكتب الصحافي أحمد مختار «هجوم على الجامعة الأميركية في كابول. فررنا أنا وبعض الأصدقاء، وثمة عدد من الأصدقاء الآخرين والأساتذة عالقون في الداخل».
وروى طالب في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة «فرانس برس»: «سمعت انفجارات وهناك إطلاق نار بالقرب مني (...) صفنا يملؤه الدخان والغبار»، مضيفاً «نحن عالقون في الداخل وخائفون جداً».
وسارع الجيش الأفغاني بمساعدة مستشارين عسكريين من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى محاصرة الحرم الجامعي.
وبعد انتهاء الهجوم واكب الشرطيون طالبات انتابهن الذعر إلى خارج الحرم الجامعي.
وقالت امرأة أمام حرم الجامعة لوكالة «فرانس برس»: «لقد فقدت قريبتي، نحن نبحث عنها منذ بدء الهجوم، وفتشنا كل المستشفيات لكن لا أثر لها».
وندَّدت واشنطن بالهجوم «بأشد العبارات»، كما ندَّد الرئيس الأفغاني أشرف غني في بيان بـ «الهجوم الوحشي»، وقال إن «مجموعات إرهابية وعبر مهاجمتها مدنيين ومؤسسات تعليمية ومناطق سكنية ومحطات كهرباء والجسور، تريد عرقلة النمو والمساس بالقيم التي يؤمن بها الأفغان».
العدد 5102 - الخميس 25 أغسطس 2016م الموافق 22 ذي القعدة 1437هـ