سيطرت فصائل سورية معارضة أمس (الأربعاء) مدعومة بدبابات تركية على مدينة جرابلس الحدودية في شمال سورية بعد ساعات على بدء أنقرة عملية برية لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» منها، وفق ما أفاد مصدران معارضان وكالة «فرانس برس».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: «لم تكن هناك أيّة مقاومة تُذكر من قبل من تبقى من مقاتلي التنظيم» في مدينة جرابلس التي سيطر عليها المتشددون في بداية العام 2014، ويعيش فيها حاليّاً نحو 30 ألف مدني.
وباشر الجيش التركي مدعوماً من التحالف الدولي بقيادة أميركية عملية فجر أمس بمشاركة طائرات حربية ومقاتلين من الفصائل السورية المعارضة ضد «داعش» والمقاتلين الأكراد في منطقة جرابلس السورية.
عواصم - وكالات
سيطرت فصائل سورية معارضة أمس الأربعاء (24 أغسطس/ آب 2016) مدعومة من تركيا على مدينة جرابلس الحدودية في شمال سورية بعد ساعات على بدء أنقرة عملية برية لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» منها، وفق ما أفاد مصدران معارضان لوكالة «فرانس برس».
وقال القيادي في «فرقة السلطان مراد» أحمد عثمان: «باتت جرابلس محررة بالكامل»، الأمر الذي أكده مصدر في المكتب الإعلامي لـ «حركة نور الدين زنكي»، مشيراً إلى «انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية إلى مدينة الباب».
وكانت جرابلس تعد إلى جانب مدينة الباب آخر معقلين لتنظيم «داعش» في محافظة حلب، بعدما تمكنت «قوات سورية الديمقراطية» في النصف الأول من الشهر الجاري من طرد المتشددين من مدينة منبج.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: «لم يكن هناك أي مقاومة تذكر من قبل من تبقى من مقاتلي التنظيم» في مدينة جرابلس التي سيطر عليها المتشددون في بداية العام 2014، ويعيش فيها حاليّاً نحو 30 ألف مدني.
ووفق عبدالرحمن، «انسحب العديد من مقاتلي التنظيم من المدينة قبل بدء العملية». ومع خسارته جرابلس، فقد التنظيم آخر منفذ له عبر الحدود التركية وفق المرصد.
وباشر الجيش التركي مدعوماً من التحالف الدولي بقيادة أميركية عملية فجر أمس بمشاركة طائرات حربية ومقاتلين من الفصائل السورية المعارضة ضد «داعش» والمقاتلين الأكراد في منطقة جرابلس السورية.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ظهر أمس أنه «منذ الساعة الرابعة فجراً أطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) الإرهابيتين».
وتتواجد «قوات سورية الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب الكردي»، الذراع العسكري لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي»، عمودها الفقري جنوب مدينة جرابلس التي يسيطر عليها «داعش».
وقال مسئول تركي إن بلاده ستواصل عملياتها في سورية لحين تحييد التهديدات الوشيكة المحدقة بأمنها القومي.
ودخلت الدبابات التركية مدعومة بمقاتلات حربية وقوات خاصة وبإسناد من التحالف الدولي لمكافحة المتشددين، إلى سورية في عملية غير مسبوقة لطرد «داعش» من جرابلس. وتقدم الولايات المتحدة دعمها للعملية التي تشارك فيها أيضاً فصائل معارضة سورية مدعومة من أنقرة، فيما نددت دمشق بـ «خرق سافر» لسيادتها.
والعملية التي اطلق عليها اسم «درع الفرات» تهدف إلى «إنهاء» المشاكل على الحدود التركية.
وكانت أنقرة أعلنت في نهاية الأسبوع الماضي عزمها على لعب دور أكبر في سورية، وهذه العملية هي الاوسع نطاقاً التي تنفذها تركيا منذ اندلاع النزاع في سورية قبل خمس سنوات ونصف.
وبدأت العملية مع وصول نائب الرئيس الاميركي جو بايدن قبل الظهر إلى أنقرة، حيث التقى رئيس الوزراء بن علي يلديريم ثم أردوغان لإجراء محادثات تتناول بصورة خاصة الملف السوري.
وقدمت الولايات المتحدة دعماً للعملية التركية الجارية داخل الحدود السورية حسبما أعلن مسئول أميركي رفض الكشف عن اسمه.
وقال المسئول الذي يرافق نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خلال زيارته إلى تركيا أنه في الوقت الراهن اتخذ الدعم شكل تبادل معلومات ومشاركة مستشارين عسكريين أميركيين ويمكن أن يصبح دعما جوياً إذا طلب الاتراك ذلك.
وندد القائد في الوحدات الكردية، صالح مسلم بشدة بالعملية وكتب على «تويتر»: «تركيا في المستنقع السوري ستهزم مثل داعش».
كذلك نددت دمشق أمس بعبور دبابات تركية إلى أراضيها، معتبرة ذلك «خرقاً سافراً»، وفق مسئول في وزارة الخارجية السورية. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن المصدر «تدين سورية عبور دبابات ومدرعات تركية عند الحدود السورية التركية إلى مدينة جرابلس تحت غطاء جوي من طيران التحالف الأميركي الذي تقوده واشنطن وتعتبره خرقاً سافراً لسيادتها».
واعتبر المصدر أن «محاربة الإرهاب ليست في طرد داعش وإحلال تنظيمات إرهابية أخرى مكانه مدعومة مباشرة من تركيا»، مشدداً على أن «محاربة الإرهاب على الأراضي السورية من أي طرف كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري».
من جهتها أعربت موسكو عن «قلقها العميق» إزاء عملية الجيش التركي، مشيرة إلى أنها تخشى من احتمال تفاقم التوتر بين انقرة والميليشيات الكردية. وقالت الخارجية الروسية في بيان: «موسكو قلقة جداً لما يحدث عند الحدود التركية-السورية. إن احتمال تدهور الوضع بشكل إضافي في منطقة النزاع يشكل مصدراً للقلق».
في المقابل، قال نائب الرئيس الأميركي إن القوات الكردية السورية التي تدعمها بلاده يجب أن تتجاوز نهر الفرات وتصل إلى الضفة الشرقية. وأوضح بايدن: «إنهم لن يحصلوا، ولن يحصلوا، في ظل أي ظروف على الدعم الأميركي إذا لم يحافظوا على التزاماتهم». واضاف أن الولايات المتحدة لن تقبل بكيان كردي على الحدود التركية.
العدد 5101 - الأربعاء 24 أغسطس 2016م الموافق 21 ذي القعدة 1437هـ