واجه أزمة هوية في صباه بين مجتمعه الجديد وإرث والديه، ثم ذهب لدراسة الدين في الهند وباكستان، وهناك جاء وجها لوجه مع مقاتلي طالبان وتأثر بفكرهم وعقيدتهم، ليصبح مؤيدا لهم.
مبين شيخ، الكندي من أصل هندي، بعد أن نفض عن نفسه فكر التطرف والعنف، أصبح ناشطاً في مجال مكافحة الإرهاب ويدرس الآن في المملكة المتحدة للحصول على الدكتوراه.
وقد حضر شيخ إلى مقر الأمم المتحدة في يونيو/ حزيران الماضي، للمشاركة في نقاش رفيع المستوى حول التطرف وجهود إعادة التأهيل والإدماج المركزة على الأطفال والشباب المتضررين من التطرف العنيف.
وفي حوار مع إذاعة الأمم المتحدة، قال شيخ "عندما كان عمري تسعة عشر عاما كنت أعتقد أنه يمكنك تغيير العالم بين عشية وضحاها، عن طريق العنف".
وأضاف "نهارا كنت أذهب إلى المدرسة العامة، والتي كانت مختلطة، فتيان وفتيات من خلفيات متنوعة، كانت بيئة جيدة للتربية والرعاية. وفي المساء كنت أذهب إلى مدرسة تعلم القرآن، التي لم تكن مختلطة أو متنوعة ولم توفر بيئة جيدة للرعاية. خلق هذا أزمة هوية لدي ظهرت في وقت لاحق من حياتي".
وتابع شيخ قائلا إنه ببلوغه الثامنة عشرة شعر أنه كان مجبرا على اختيار طرف على الآخر، مستدركا أنه لم يكن يعرف آنذاك أنه يستطيع خلق توازن بين الحياتين.
ومع ازدياد الضغط الاجتماعي عليه وشعوره بالذنب والخزي، قرر شيخ الانصياع لرغبة والديه بأن يصبح شابا ملتزما: "هذا ما دفعني للذهاب إلى الهند وباكستان. وفي باكستان، التقيت مع طالبان. كنت في مدينة كويتا في عام 1995 وهذا هو المكان الذي يوجد فيه شورى جماعة طالبان".
وأثناء وجوده في كويتا، كان شيخ يمر بمقاتلي طالبان ذهاباً وإياباً. في البداية أعتقد أنهم علماء دين، إلّا أنه ما لبث أن أدرك أنهم مقاتلون بعد رؤيتهم مدججين بالأسلحة.
وقال "قلت لنفسي، رائع، هؤلاء الرجال رائعون بالنسبة لشاب صغير مثلي في الثامنة عشرة من عمره، كان ملتحقا بفرق الكشافة في الصف الثانوي. لقد سبق لي أن تعرفت على الأيديولوجية، ولكن التشدد كان جديدا علي. ما رأيته في طالبان أنهم كانوا أبطال العصر الحديث، فكرة العصر الذهبي الإسلامي المفقود. ها هم. لقد كانوا مثل الأبطال بالنسبة لي."
مبين شيخ نفسه لم يلتحق بطالبان ولكنه بعد عودته إلى كندا ووقوع هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول الإرهابي، قرر دراسة الدين بشكل أدق وأكثر تفصيلا، فذهب إلى سوريا.
وهناك فنّد معلموه ما كان يحمله من فكر متطرف: "مكثت هناك لمدة عامين بصحبة مجموعة من العلماء الصوفيين، الذين فنّدوا تأويلي للدين وأروني أنني لا أستطيع أن آخذ آية من القرآن أو حديثا وأشرّع قوانيني. هذا لم يكن مسموحا به على مدى التاريخ الإسلامي. إطلاقا. ما تتعامل معه هو، بالأساس، فقر في البطولة، حيث يتخفى الإرهاب في شكل البطولة. هذا يعطيهم شعورا بالذكورة وبالهدف والانتماء، شعورا بأنهم يفعلون شيئا ما. وهذه هي الأشياء التي يفتقدون إليها في الثقافات التي أتوا منها. الفراغ موجود بالفعل، فلا تشغل نفسك بخلق واحد، خاصة في العالم الإسلامي. سواء كان ذلك يتمثل في مشاكل مع الحكم أو مع الحرية والمجتمع. هؤلاء الأفراد يستغلون هذه الاشياء."
شيخ أوضح أن الحل للتطرف وما يحدث الآن يكمن في شيئين، أولا العودة للإسلام الحقيقي، الذي يدعو إلى التسامح وتقبل الآخر، لا العنف. ثانيا مزج ذلك بأيديولوجية حديثة وفهم أننا نعيش في عصر حديث.
كما شدد شيخ على ضرورة أن تكون هناك جهود لإحياء المناظرات الإسلامية الأولى، لأن، بحسب شيخ، العديد من الناس الآن يظنون أن أناسا مثله يسعون لإدخال تعديلات على الدين وتحديثه، بينما هكذا كان يفكر علماء المسلمين منذ مئات السنين.
الزبدة بأن هناك فكر ديني متطرف يجب محاربتته.
و هو اساس كل هذه التنظييمات الارهابيية.