في الوقت الذي سجلت فيه نسبة الرطوبة ارتفاعا في مملكة البحرين، يحتفي الفلكيون بدخول "نجم سهيل" الذي يعلن بدء عام جديد في التقويم الفلكي الذي أسسه الفلكيون العرب الأوائل.

وتأتي أهمية "نجم سهيل" من أنه ينبئ بانحسار ساعات النهار واعتدال الطقس، وقد قيل قديما في المأثور الشعبي "إذا دخل سهيل... لا تأمن السيل"، كما تغنى به غالبية الشعراء في منطقة الخليج؛ نظراً إلى أهميته ولوهجه ولمعانه وتميزه عن بقية النجوم.

وفي تصريح لأستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين، رئيس الجمعية الفلكية البحرينية وهيب الناصر لوكالة أنباء البحرين (بنا)، فإن دخول "نجم سهيل" سماء البحرين يبدأ اليوم الأربعاء (24 أغسطس/ آب 2016). إلا أن تأثير "نجم سهيل" يختلف تبعاً لطبيعة كل منطقة، ففي الوقت الذي يستبشر فيه أهل البادية بطلوع النجم؛ وذلك لأنه يؤذن ببدء اعتدال الجو، يعاني أهل المناطق المطلة على البحر من اشتداد الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة.

واستنادا إلى إدارة الارصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات، فإن الطقس أمس في مملكة البحرين اتسم بالحرارة والرطوبة، ووصلت درجة الحرارة العظمى 42 درجة مئوية للعظمى، في حين أن مستوى الرطوبة النسبية يصل إلى 85  في المئة للعظمى.

وقيل قديما إن "الصيف أوله الثريا... وآخره سهيل" في إشارة إلى قرب انتهاء موسم الصيف.

وقال وهيب الناصر: "عدد أيام نجم سهيل يبلغ 52 يوما ليبدأ بعده موسم الشتاء والمطر، إذ إنه يبدأ تاريخ (24 أغسطس) وينتهي (15 أكتوبر/ تشرين الأول). 

ويحرص الجميع في المنطقة على متابعة ظهور نجم سهيل الذي يتميز بلمعانه لما يعكسه من تحسن حالة الطقس في الليل وانحسار حدة أشعة الشمس في النهار مع استمرار درجة الحرارة العالية وخاصة في المناطق المطلة على البحر، ولذلك فإننا نرى أهل البحرين ينزعجون من حالة الطقس، حيث تبقى درجات الحرارة مرتفعة في النهار مع تحسن الجو أثناء الليل وارتفاع نسبة الرطوبة".

ومن المعروف أن تكثر زراعة البقول والخضراوات في هذه الفترة من العام، وتحرث الأرض وتبذر الأشجار والشجيرات، في حين يكثر سمك الربيب واللحلاح والصافي والمقلي والبدح.

ومن أبرز الأقوال المأثورة في الذاكرة العربية عن نجم سهيل «إذا طلع سهيل برد الليل، وخيف السيل، وامتنع القيل، ولأم الفصيل الويل، ورفع الكيل».

وتختلف مواعيد طلوع "نجم سهيل" تبعا للموقع الجغرافي لكل دولة، ويبدأ رصده في الجزء الجنوبي حيث إنه يسمى كذلك بـ"سهيل اليمن" نسبة لظهوره جهة الجنوب بشكل مقابل للقطب الشمالي، كما أن الشمس تميل ناحية الجنوب بعد أن كانت عمودية خلال فصل الصيف.