بدأت قوات عراقية خاصة أمس الثلثاء (23 أغسطس/ آب 2016) عملية لاستعادة السيطرة على بلدة القيارة في محافظة نينوى تمهيداً لعملية واسعة النطاق لطرد المتطرفين من مدينة الموصل وسط تحذيرات أممية من موجة نزوح لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ سنوات.
وفي سورية، توصل المقاتلون الأكراد وقوات النظام السوري وبرعاية روسية إلى اتفاق «نهائي» لوقف إطلاق النار ينهي أسبوعاً من المعارك العنيفة في مدينة الحسكة التي بدأت الحياة بالعودة إليها تدريجياً. ورأى محللون أن الاتفاق يصب في مصلحة الأكراد الذين نجحوا في تحقيق «انتصار» عسكري في المدينة.
وأعلن مسئول في المكتب الإعلامي التابع للإدارة الذاتية الكردية في شمال سورية أنه تم التوصل إلى «اتفاق نهائي حول وقف إطلاق النار برعاية روسية» بين وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام السوري في مدينة الحسكة.
وأكد التلفزيون الرسمي السوري بدوره التوصل إلى «اتفاق لوقف إطلاق النار» يتضمن «تسليم الجرحى وجثامين الشهداء وتبادل الأسرى» مساء أمس.
بغداد، الموصل - أ ف ب، د ب أ
بدأت قوات عراقية خاصة أمس الثلثاء (23 أغسطس/ آب 2016) عملية لاستعادة السيطرة على بلدة القيارة في محافظة نينوى تمهيداً لعملية واسعة النطاق لطرد المتطرفين من مدينة الموصل وسط تحذيرات أممية من موجة نزوح لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ سنوات.
تقع ناحية القيارة، هدف القوات العراقية أمس، على الضفة الغربية لنهر دجلة، على بعد حوالي 60 كيلومتراً إلى الجنوب من الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في العراق.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى العميد فراس بشار لفرانس برس: «انطلقت العملية فجر اليوم (أمس) الثلثاء بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب وقوات الجيش بمساندة طيران التحالف الدولي بعد إكمال الاستعدادات لاقتحام ناحية القيارة».
وأضاف أن «العملية حققت تقدماً كبيراً لاقتحام الناحية وأعطت أهمية كبيرة للحفاظ على أرواح المدنيين الذين يتخذهم التنظيم دروعاً بشرية».
وأكد المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان أن «عملية تحرير القيارة بدأت صباح اليوم (أمس) بقيادة قوات مكافحة الإرهاب ومساندة الفرقة التاسعة والعملية مستمرة وتحقق أهدافها».
وأضاف أن «القيارة ستطهر وستحسم المعركة سريعاً وستكون تأكيداً للمعركة الأخيرة معركة تحرير الموصل».
ورداً على سؤال حول دعم الاهالي، قال النعمان: «هناك تنسيق يجري مع الأهالي»، رافضاً الكشف عن تفاصل أكثر «لدواعٍ أمنية».
من جانبه، أكد مدير ناحية القيارة صالح الجبوري أن «القوات الأمنية حررت مركز شرطة الناحية وسوق القيارة وعدداً كبيراً من الأحياء السكنية والتقدم مستمر لتحرير المدينة بالكامل».
وأشار إلى «وجود حوالي 15 الف مدني محاصرين من قبل الجهاديين داخل القيارة»، مؤكداً أنه «سيتم توزيع المساعدات عليهم فور تحرير الناحية».
وركزت القوات العراقية بعد تحرير مدينة الفلوجة في يونيو/ حزيران الماضي، على التوجه لتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر مدن البلاد على بعد 370 كلم شمال بغداد.
من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس إن مدينة الموصل لكل العراقيين وهدف الحكومة حاليّاً تحريرها من قبضة تنظيم «داعش» وتسليمها إلى أهلها.
وقال العبادي للصحافيين في مقر الحكومة إن «الموصل لكل الأطراف من عرب وكرد ومسيحيين وايزيديين وقوميات وطوائف أخرى ومن حق الكرد الدفاع عنها مثلما من حق العرب والقوميات والطوائف الأخرى وهدفنا تحريرها بالتعاون مع الجميع وتسليمها إلى أهلها».
ميدانيّاً، ذكر ضابط عراقي كبير أمس أن 18 عسكرياً عراقياً قتلوا في تفجير انتحاري نفذه أحد عناصر داعش بسيارة مفخخة استهدفت القوات العراقية التي تمكنت من تحرير مناطق بوسط ناحية القيارة، مضيفاً أن الاشتباكات الدائرة أسفرت عن مقتل عشرات من عناصر «داعش».
وقال قائد عمليات تحرير مناطق جنوب الموصل اللواء نجم الجبوري في تصريح صحافي إن «18 من عناصر جهاز مكافحة الإرهاب قتلوا بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت رتلاً لهم في أحد الأزقة بمركز ناحية القيارة».
وأضاف أن «الانتحاري استهدف القوات العراقية أثناء محاولتها تطهير مناطق بمركز القيارة وأن العجلات المفخخة والانتحاريين تؤخر عملية التقدم وأن المعركة هي حرب شوارع في الناحية التي يتواجد فيها عشرات الآلاف من المدنيين».
وقال الجبوري إن مواجهات واشتباكات عنيفة دارت بين عناصر «داعش» والقوات العراقية أسفرت عن مقتل أكثر من 70 من عناصر «داعش» بينهم قناصون وانتحاريون وتفجير العشرات من السيارات المفخخة.
وأضاف أن القوات العراقية تتقدم لتحقيق أهدافها المرسومة ومن المؤمل أن تشهد الساعات المقبلة السيطرة على مركز ناحية القيارة.
وفيما تواصل القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عمليات لمحاصرة الموصل بهدف تنفيذ هجوم واسع لاستعادة السيطرة عليها، حذر تقرير للأمم المتحدة صدر أمس من موجة نزوح لم يشهدها العالم منذ سنوات.
وأشار تقرير للمفوضية العليا لشئون اللاجئين إلى أن «الهجوم المرتقب على الموصل (...) قد يؤدي، إذا ما طال أمده، إلى نزوح أكثر من مليون عراقي إضافي».
العدد 5100 - الثلثاء 23 أغسطس 2016م الموافق 20 ذي القعدة 1437هـ