العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ

متشدد يطلب الصفح بعد اعترافه بهدم أضرحة في تمبكتو

ركام متناثر بعد تدمير أحد الأضرحة التاريخية في تمبكتو     - reuters
ركام متناثر بعد تدمير أحد الأضرحة التاريخية في تمبكتو - reuters

طلب متشدد مالي اعترف، أمس الاثنين (22 أغسطس/ آب 2016)، أمام المحكمة الجنائية الدولية، بأنه أمر وشارك بتدمير أضرحة مدرجة على لائحة التراث العالمي للإنسانية في مدينة تمبكتو بمالي، الصفح من شعبه ودعا المسلمين إلى عدم القيام بمثل هذه الأعمال «الشريرة».

وهذه المحاكمة تشكل سابقة للمحكمة الجنائية الدولية في عدة نقاط؛ فالمتشدد هو أول متهم يحاكم لجرائم حرب تتعلق بتدمير تراث ثقافي وأول شخص يعترف بذنبه في تاريخ المحكمة. وهو أول مالي يشتبه بأنه متشدد يمثل أمام القضاء الدولي والأول الذي يحاكم لجرائم وقعت خلال النزاع في جمهورية مالي.

وقال أحمد الفقي المهدي بعد تلاوة محضر الاتهام: «يؤسفني القول إن كل ما سمعته حتى الآن صحيح ويعكس الأحداث». وأضاف «أقر بأنني مذنب».

وتابع الفقي المهدي «أطلب منهم الصفح وأطلب منهم أن يعتبروني ابناً ضل طريقه». وقال: «أمثل أمامكم يملأني الندم والأسف»، مضيفاً «أشعر بالندم على أفعالي وعلى كل الأضرار التي سببتها لأحبائي لإخوتي ولأمي، لوطني، جمهورية مالي والإنسانية جمعاء».

وتتهم المحكمة في هذه المحاكمة غير المسبوقة، الفقي المهدي الذي ينتمي إلى المتمردين الطوارق بأنه «قاد عمداً هجمات» على تسعة أضرحة في تمبكتو وعلى باب مسجد سيدي يحيى بين 30 يونيو/ حزيران و11 يوليو/ تموز 2012.

وكانت مدينة تمبكتو التي أسستها في القرن الخامس قبائل من الطوارق، ازدهرت بفضل قوافل التجارة وأصبحت مركزاً ثقافياً كبيراً للإسلام بلغ ذروته في القرن الخامس عشر.

وأمر الفقي المهدي بصفته رئيس «الحسبة» التي تشرف على تطبيق الشريعة، بشن هجمات وشارك في الهجوم على أضرحة الأولياء وتدميرها بالمعاول وأدوات هدم أخرى.

وقالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا: «إن هذه المباني كانت الأشهر في تمبكتو وتشكل جزءاً من إرثها التاريخي وجزءاً من تاريخ مالي والعالم». وأضافت أنها «جريمة تشكل ضربة للقيم العالمية التي يتوجب علينا حمايتها»، معتبرةً أن «ما حدث في تمبكتو صفحة سوداء في تاريخ المدينة».

وكانت بنسودا قد قالت لوكالة «فرانس برس»: «إن مهاجمة وتدمير المواقع والرموز الثقافية والدينية لمجموعات سكانية هما اعتداء على تاريخها». وأضافت «يجب ألا يفلت من القضاء أي شخص يدمر ما يجسد روح الشعوب وجذورها».

وصرح القضاة بأن المحاكمة يفترض أن تستمر أسبوعاً. وسيقدم كل من الاتهام والدفاع مرافعته. أما الإدانة والحكم فسيعلنان في وقت لاحق.

ويؤكد الاتهام أن هذا الرجل الذي يضع نظارات رقيقة والمولود قرابة العام 1975، كان عضواً في جماعة «أنصار الدين» المؤلفة من الطوارق والتي سيطرت في العام 2012 على شمال مالي، مع تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي»، لنحو عشرة أشهر قبل تدخل دولي بدأ في يناير/ كانون الثاني 2013.

والفقي المهدي الذي ينتمي إلى الطوارق أمضى طفولته في حفظ القرآن وشكل تجسيداً للنظام الذي فرضه المتشددون في شمال مالي في العام 2012. وتقرب من السادة الجدد في تمبكتو وأصبح منظرهم ورئيس الحسبة التي تشرف على تطبيق الشريعة. وقد شكلها في أبريل/ نيسان 2012 والتحق بجماعة «أنصار الدين».

العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً