في بلادنا كثير من الطاقات التي نفخر بها. طاقات آمنت بقدراتها على تخطِّي المستحيل. أثبتت أن بداخل كل منا قدرات هائلة، قد تكون الظروف هي القادرة على استخراجها واكتشافها أحياناً. فكم من صاحب عمل بدأ من الصفر بعد أن كان معدماً هو وأسرته، فاستطاع أن يحقق ذاته ويبدأ تجارته وينجح. وكم من طبيب ومعلم ومهندس وإعلامي وغيرهم... كانت الظروف هي دافعهم الأول لتحقيق نجاحات يضرب بها المثل اليوم؟ وكم من متحدث ومحاضر في تنمية الذات كانت الصدمة أو المحنة هي دافعه الأول نحو النجاح لينقل تجربته لغيره؟ وكم من اختصاصي تغذية أو مدرب بدني ومثقف صحي كانت حالته الصحية هي سبب عمله في مجاله هذا، كي يجنب غيره ما تعرض له؟
لكن أن يكون المرض هو الدافع نحو التميز، فهذا أمر يدعو لكثير من التقدير. المرض الذي قد يصل ببعضنا إلى اليأس وإيقاف كل نشاط لهم في الحياة. وما اختصاصية التغذية علياء المؤيد إلا واحدة من هؤلاء الذين بدأوا حين شعروا بحاجتهم للتغيير.
كنتُ أتابعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر قناتها على «اليوتيوب»، وكنت سعيدة بأن لدينا طاقات بحرينية قادرة على العطاء من غير أن تنتظر شكراً أو مقابلاً. وشاء الله أن أحضر لها محاضرة أقامتها المؤسسة الخيرية الملكية مشكورة في الأسبوع الماضي بمركز عيسى الثقافي حول التغذية ونمط الحياة السليم. محاضرة أيقنتُ من خلالها أن قائد الرأي في أي مجال لا يمكنه أن ينجح إلا إذا كان قدوةً حقيقية لغيره؛ فلا يقول ما لا يفعل. إذ بدا ذلك واضحاً من خلال هيئتها العامة وقدرتها على استيعاب جمهورها؛ فقد كانت تستقبل كل الأسئلة بصدر رحب، ومع وجود بعض النساء كبيرات السن ممن قد لا يتقبلن التغيير ببساطة، لم تفارق الابتسامة وجهها وهي تجيب على كل تساؤلاتهن وتندرهن ومزاحهن.
المؤيد، آثرت أن تعمل في مجال التثقيف الصحي والتغذية بعد أن درست هذا التخصص الذي قد يبدو لغيرها أنه جاء متأخراً، وخصوصاً أنها خريجة الإعلام ولديها بكالوريوس تسويق، وكانت ناجحة في مجال عملها آنذاك، لكن شغفها بالعلم والطب البديل والنمط الصحي السليم جعلها تعود لمقاعد الدراسة وتغير من مجال عملها. ولم تكتفِ بهذا فقط، بل أصرت على أن تنشر علمها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال برنامج مصور تبثه عبر قناتها في اليوتيوب ليكون مرجعاً ودليلاً صحياً لكل من يرغب في تغيير نمط حياته إلى نمط صحي سليم.
مثل هذه الطاقات يجب أن يكون لها شأنها وتقديرها هنا في وطننا البحرين، قبل أن تستقبلها الدول الأخرى بعروضها، كما حدث كثيراً حين هاجرت الكثير من الطاقات بحثاً عن الفرص الجيدة ولم تعد حتى اليوم والأمثلة على ذلك كثيرة في كل المجالات، على رغم وجود الطاقات التي لا تفكر أبداً في الهجرة مهما تلقت من عروض لأنها لا ترغب في الهجرة عن هذا الوطن.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5098 - الأحد 21 أغسطس 2016م الموافق 18 ذي القعدة 1437هـ
نفتخر بوجود هذه الطاقات في وطننا الحبيب شخصياً استفدت منها الكثير ... الى الأمام عزيزتي ????
كل التحية والتقدير لاستاذة علياء
فعلا شخصية تستحق المتابعة بل وتستحق ان نطبق ما نتعلمه منها اعجبتني في كثير من المواضيع رغم صعوبة التغيير للافضل
استاذه سوسن عندي اقتراح
بما ان المدارس على الابواب تكثر في كل سنة مسجات وصور سلبية جدا تصور الاطفال تصرخ والامهات تشد شعرها ووو لبداية موسم المدرسه او لرؤية منظر الكتب وغيرها الكثير من الرسائل السلبيه التي تدمر نفسية الطلبه وتهيأهم بشكل سلبي لدخول موسم دراسي جديد .. عذرا اطلت ولكن اتمنى ان تكتبي في هذا الموضوع مع خالص شكري
احسنت استاذه وعلياء تستحق هذا المقال واكثر
بارك الله فيها وشكر سعيها واعتقد المجتمع يحتاج لتوعيه فعلا وطرق مستمر لهذا الجانب ولعلنا نعي لصحتنا