أبدى الناشط التربوي سلمان سالم استغرابه من نوعية الاسئلة التي وجهت الى الطلبة المتفوقين في مقابلات البعثات الدراسية، ذاكرا ان احدى المتفوقات سئلت في مقابلتها «لو كنت غيمة أين ستمطرين؟، وطالبة أخرى سئلت عن معنى لقب أسرتها».

وتساءل سالم في ندوة عقدت بمقر جمعية التجمع الوحدوي في العدلية مساء السبت (20 أغسطس/ آب 2016)، «هل هذه الاسئلة تستطيع ان تكتشف ميول طالب الى الطب مثلا؟ وهل من المنطق تخصيص نسبة 40 في المئة لمقابلة مدتها لا يتجاوز 15 دقيقة، مقابل جهود طالب تمتد لثلاث سنوات يتم منحها 60 في المئة فقط».

وأوضح انه «من خلال تقصي حالات 67 طالبا، تمثل عينة من الطلاب والطالبات الحاصلين على معدل 95 في المئة فما فوق من مجموع يبلغ 635 متفوقا هذا العام، بما يمثل 10.6 في المئة من مجموع الطلبة المتفوقين، وجدنا ان من حرموا من الرغبات الثلاث الاولى بلغ 59.7 في المئة، اما الطلبة الذين حصلوا على احدى الرغبات الثلاث فيبلغ 40.3 في المئة».

وقال سالم: «نتكلم عن أزمة متكررة منذ العام 2011، وسببها مشروع أقرته وزارة التربية وهو مشروع (60/40 في المئة)، هذا المشروع سبب رئيسي، على الرغم من ان هذه الأزمة عمرها 12 عاما، ولكن زاد اثرها بعد إقرار هذا المشروع، حيث 60 في المئة للمعدل التراكمي و40 في المئة الى المقابلة».

وأردف «ليس لدي الحقيقة كاملة، ولا امتلكها؛ لأن هناك تغييبا للمعلومات من قبل وزارة التربية، هذا العام عدد المتفوقين الحاصلين على مجموع 95 في المئة وما فوق يبلغ 635 متفوقا، ونحن استطعنا كمهتمين ان نجمع 67 طالبا وطالبة بما يمثل 10.6 في المئة من مجموع الطلبة المتفوقين، واعتبرناهم كعينة».

وتابع «الأرقام الرسمية التي اعلنتها وزارة التربية، تظهر أن عدد من تقدم الى التخرج من الشهادة الثانوية هذا العام، يبلغ 6111 طالبا وطالبة، البنين منهم 2206، والبنات 3905، الناجحون في الدور الاول بلغ 5809 طلاب وطالبات، بنسبة نجاح 95.1 في المئة».

وأفاد أن «عدد المتفوقين الحاصلين على 95 في المئة فما فوق، بلغ من البنات 472 طالبة، والبنين 163 طالبا، نحن استطلعنا أحوال 67 منهم فقط، ونتائج الاستطلاع تشير بحسب هذه العينة الى ان 20.9 في المئة منهم حصل على رغبته الاولى، فيما حصل 11.9 في المئة على رغبتهم الثانية، فيما حصل 7.5 في المئة على رغباتهم الثالثة».

وواصل «من هم خارج الرغبات الثلاث هم العدد الاكبر، فيما بلغ عدد من تم اعطاؤهم منحا بدلا من البعثات 26.9 في المئة، اذاً من حرموا من الرغبات الثلاث الاولى بلغ 59.7 في المئة، اما الطلبة الذين حصلوا على احدى الرغبات الثلاث فبلغ 40.3 في المئة».

وأشار الى أن «هذه الارقام توحي ان هناك مشكلة في توزيع البعثات، ونحن دائما نرجع سبب ذلك الى مشروع (60/ 40 %) الذي طبق منذ العام 2011، وبحسب هذا المشروع يمكن لطالب مجموعه 99 في المئة ان يحصل على منحة، وطالب آخر حاصل على 94 في المئة ان يحصل على بعثة، لأن نسبة 40 في المئة لمقابلة مدتها لا يتجاوز 15 دقيقة تعد نسبة كبيرة، مقابل جهود طالب تمتد لثلاث سنوات يتم منحها 60 في المئة فقط».

وشدد «هذا الامر نحن نتمنى ان يعاد النظر فيه والاعتماد على المعدل التراكمي للطالب فقط».

وتساءل «ما نوع الاسئلة التي تدور في المقابلات الشخصية؟ الوزارة تقول انها توجه لتحديد ميول الطالب، تعالوا دعونا نطلع على نماذج من هذه الأسئلة... إحدى الطالبات سألوها «لو كنت غيمة أين ستمطرين؟»، وطالبة اخرى سألوها «ماذا ستفعلين لو حصلت على بعثة لم تعجبك؟»، وأخرى سألوها «عندما تواجهين أمراً لا يعجبك هل تعصبين؟»، وطالبة أخرى سئلت عن «معنى لقب أسرتها»، فهل هذه الاسئلة تستطيع ان تكتشف ميول طالب الى الطب مثلا؟! نعم هناك اسئلة اخرى وجهت لهم يمكن بالفعل ان تكتشف جوانب في شخصية الطالب، من قبيل «تحدث عن نفسك باللغتين العربية والإنجليزية»، و»اذكر بعض الصفات التي تراها في نفسك؟».

وأضاف «أنت الآن لديك مورد بشري كبير، ونحن لسنا ضد كشف ميول هذا الطالب او الطالبة، ولكن هناك طرق اخرى لتحقيق ذلك، هناك برنامج معتمد دوليا يقيس الميول بشكل صحيح، ولكن هذه المقابلات يحدث فيها تقدير نسبي، وبالتالي تضيع 40 في المئة على تقديرات نسبية، هذا المشروع هو خسارة للوطن منذ العام 2011 وحتى اليوم».

وشدد «لابد أن يكون هناك خطة إستراتيجية للبعثات تتناسب مع متطلبات سوق العمل، ولكن للأسف نحن نرى ان كثيرا من هؤلاء بعد تخرجهم يذهبون الى وزارة العمل ويسجلون كعاطلين».

وختم سالم «هناك مطلب واحد فقط، وهو الغاء هذا المشروع والاعتماد على المعدل التراكمي، ونشر اسماء الطلبة ومعدلاتهم التراكمية والتخصصات التي حصلوا عليها، وهناك لن يكون ثمة تشكيك من اي احد، وسنحصل على الحقيقة كاملة، ولكن الوزارة لا يوجد لديها للآن توجه لنشر الاسماء، بينما نجد مثلا وزارة التربية في دولة لكويت وبقية الدول تقوم بنشر الأسماء بكل وضوح، لذلك لا نسمع أصواتا متذمرة، او أن هناك تشكيكا من أحد في نتائج البعثات».

ومن جانبه، قال الأمين العام لجمعية الوحدوي حسن المرزوق: «وجهنا دعوة الى وزارة التربية والتعليم، وتحدثت شخصيا الى مسئولة مكتب رئيس البعثات بالوزارة بصفتي رئيس جمعية سياسية مرخصة تعمل وفق القانون، ووجهت دعوة حضور رئيس ادارة البعثات للندوة ليجيب عن الأسئلة المطروحة من قبل المتفوقين وأولياء امورهم والمهتمين فيما يخص البعثات، وتم ارسال رسالة رسمية من قبلنا له، وكتبنا في الرسالة برنامج الدعوة، وقلنا في الرسالة انك اذا لم تستطع الحضور نرجو ترشيح اي موظف رسمي آخر للحضور».

وأضاف المرزوق «من غير المعقول ان يتم توزيع البعثات بهذه الصورة! اذا لم تكن هناك موازنة، فيمكن للحكومة ان توجه بعض الموارد الى هذه البعثات، او الاستفادة من صندوق التعطل في دعم البعثات الدراسية، لأن هذا المتفوق سوف ينفع الوطن. ونرجو من وزير التربية ان يوضح سبب عدم ابتعاث احد من موظفيه ليجيب على تساؤلات الناس في هذه الندوة، ولماذا حتى لم يقم أحد في الوزارة بالرد أصلا على الرسالة التي وجهناها لهم للحضور والمشاركة!».