جدد العاهل المغربي محمد السادس الحديث عن رغبة بلاده في العودة إلى الاتحاد الأفريقي الذي انسحبت منه في عام 1984 بسبب قبول الاتحاد لجبهة البوليساريو ضمن عضويته.
وتخوض البوليساريو نزاعا مع المغرب حول إقليم الصحراء الغربية منذ 1976.
وفي خطاب إلى الشعب المغربي مساء السبت (20 أغسطس/ آب 2016) قال الملك إن "المشاكل التي تعانيها أفريقيا من فقر وتخلف وهجرة وإرهاب هي نتيجة السياسة الكارثية التي اعتمدها الاستعمار طيلة عقود من الزمن".
وأضاف العاهل المغربي قائلا "المشاكل التي تعاني منها الشعوب الأفريقية حاليا... كالتخلف والفقر والهجرة والحروب والصراعات واليأس والارتماء في جماعات التطرف والإرهاب هي نتاج للسياسة الكارثية التي اعتمدها الاستعمار طيلة عقود من الزمن".
"فقد نهب خيراتها ورهن قدرات ومستقبل أبنائها وعرقل مسار التنمية بها وزرع أسباب النزاع بين دولها".
وقال الملك "أفريقيا رغم كل المشاكل التي خلفها الاستعمار قادرة على النهوض من جديد بفضل ما لشعوبها من إرادة قوية وطاقات بشرية وموارد طبيعية".
وأضاف قائلا "وما قرارنا بعودة المغرب إلى مكانه الطبيعي داخل أسرته المؤسسية القارية إلا تجسيد لهذا الالتزام بمواصلة العمل على نصرة قضايا شعوبها".
وقال العاهل المغربي إن أفريقيا بالنسبة للمغرب "أكثر من مجرد انتماء جغرافي وارتباط تاريخي فهي مشاعر صادقة من المحبة والتقدير وروابط إنسانية وروحية عميقة وعلاقات تعاون مثمر وتضامن ملموس. إنها الامتداد الطبيعي والعمق الاستراتيجي للمغرب.".
ومضى قائلا إنه يؤمن بأن مصير المغرب وأفريقيا واحد وإن "التقدم والاستقرار في نظرنا إما أن يكونا مشتركين أو لا يكونا".
وتحدث الملك في خطابه عن ظاهرة الإرهاب والتطرف وربطها بالمهاجرين "عن خطأ أو عن صواب... خاصة في أوروبا".
ودعا المغاربة المقيمين في الخارج إلى "التشبث بقيم دينهم وتقاليدهم العريقة في مواجهة هذه الظاهرة الغريبة عنهم".
وقال إنه يتفهم "الوضع الصعب الذي يعيشونه ... من تشويه صورة الإسلام... ومن الاتهامات الموجهة لهم بحكم عقيدتهم".
وإعتبر العاهل المغربي الخطاب مناسبة للتنديد بمقتل راهب فرنسي داخل كنيسته مؤخرا وقال "قتل راهب حرام شرعا وقتله داخل كنيسة حماقة لا تغتفر لأنه إنسان ولأنه رجل دين وإن لم يكن مسلما" مضيفا أن الإسلام "أوصانا خيرا بأهل الكتاب".
وقال الملك إن "الإرهابيين... يظنون عن جهل أن ما يقومون به جهادا... متى كان الجهاد هو قتل الأبرياء؟".