أكثر ما نتعرّض له من أخبار قتلٍ وقتال، وحروبٍ وتفجيرات، في عموم الساحة العربية، هو يوم الجمعة المبارك من كل أسبوع.
ففي يوم الإجازة الأسبوعية، وبحكم البقاء في المنزل، سواءً في بيتك أو في بيت العائلة، تضخ الشاشة أمامك الأخبار الحزينة. وفي السنوات الثلاث الأخيرة، على وجه الخصوص، غالباً ما تكون مشاهد الاقتتال الداخلي والتفجيرات في عددٍ من البلدان العربية، هي المسيطرة على الشاشة، من العراق وسورية، وليبيا واليمن، إلى تونس ومصر... حتى انتقلت دورة العنف والتفجيرات أخيراً إلى تركيا.
الأخبار تبدو أكثر سخونةً يوم الجمعة، الذي يعتبر عيداً مصغَّراً للمسلمين، حيث كان التكفيريون يعمدون خلال الفترة الماضية، إلى تنفيذ عمليات تفجير تستهدف المساجد، في عددٍ من الدول العربية والإسلامية. وهي عملياتٌ توقع في العادة عشرات الشهداء والجرحى، من المسلمين الأبرياء الذين استجابوا لنداء صلاة الجمعة على وجه التحديد. ولنتذكر أن مثل هذه الجرائم البشعة لم يكن يجرؤ على ارتكابها حتى المستعمرون الفرنسيون أو البريطانيون أو البرتغاليون أيام سيطرتهم على البلاد العربية.
على أبواب الموصل هذه الأيام، تشهد حشوداً عسكريةً ضخمةً تمهيداً لتحرير المدينة من قبضة تنظيم «داعش»، وتشاهد آلاف العراقيين، نظاميين ومتطوعين، منشغلين في استرجاع آخر معاقل التنظيم الإرهابي إلى حضن الدولة العراقية، التي يجري استنزافها داخلياً وخارجياً، من أجل تقسيمها كما فُعل بالسودان.
إلى الغرب منها، هناك حربٌ طاحنةٌ على الأرض السورية، التي تحوّلت إلى ساحة صراع دولي وإقليمي، حيث تستنفر مختلف الأطراف قواها لدخول معركة حلب الفاصلة، التي قد تحدّد وجه المنطقة للفترة المقبلة. ومع استمرار الاقتتال يستمر نزف الدم السوري واستنزاف هذا القطر العربي، ويدفع المدنيون الثمن أضعافاً كثيرة.
في ليبيا، تشاهد يومياً مشاهد الاقتتال الداخلي، بعدما تحوّل إلى بلدٍ مفكّك، لا حكومة مركزية فيه، ولا جيش موحد، ولا برلمان تجتمع فيه الأحزاب والقوى المختلفة لتتفاهم وترسو على اتفاقات تنقذ البلد. منظرٌ يذكّرك بحروب الجاهلية، التي كنا نقرأ عنها في كتب التاريخ والتراث، وكيف كانت القبائل العربية القديمة تتقاتل من أجل الماء والكلأ، وتُغير على بعضها بعضاً على ظهور الخيل، مستخدمةً السيوف والرماح، لتفتك ببعضها بعضاً. أما اليوم، فتشاهد هذه القبائل تفتك ببعضها باستخدام الرشاشات، وتغير على مضارب بعضها بعضاً باستخدام الدبابات وراجمات الصواريخ.
وتسأل: من أجل ماذا كل هذا القتل والفتك؟ والتخريب والتدمير؟ وكم سيستمر هذا العبث والانتحار؟ خمس أم عشر سنوات؟ أم عشرين أو ثلاثين عاماً حتى يقتل نصفُنا نصفَنا الآخر؟ وماذا سيفعل النصفُ المنتصرُ بعد أن يقضي على الطرف الآخر ويمحوه من الوجود؟ سيجلس فوق أطلال المدن المهدمة وهو يعزف الكمان كما فعل نيرون فوق أطلال روما المحترقة؟
ثم ماذا بعد هذه العشرية الدموية السوداء؟ هل تنتظر الشعوب العربية حريةً سياسيةً أو ازدهاراً اقتصادياً؟ أم ستدخل حقبة من الانهيار الاقتصادي حيث ينتظرها العري والجوع، حتى تتدخل الأمم المتحدة فترسل لهم قوافل المساعدات الغذائية كما تفعل مع قبائل الصومال؟
الشعوب الأخرى، في أوروبا وأميركا وشرق آسيا، تعيش وتنتج، وتخترع وتصنّع، بينما دخلنا مرحلة التدمير والانهيار الذاتي والانتحار الجماعي.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5097 - السبت 20 أغسطس 2016م الموافق 17 ذي القعدة 1437هـ
في اعتقادي أن النصف المنتصر شينشق على نفسه ويتحول إلى ربعين مختلفين ويتقاتلون لآخر رجل منهم وهكذا حتى يفهم البشر .
إنه لا يوجد ولن يوجد شي اسمه كوكب أرض لايوجد به إلا دين أو مذهب واحد أو حتى لون واحد وعرقية واحده.
جعل الله سبحانه وتعالى الاختلاف سنه من سنن الحياة من أراد تغييرها فسيضيع نفسه ونفس غيره. بدون فائده.
وسكرا
الطائفية دائماً لها طرفان لذلك يحب على المتطرفين من الطرفين الابتعاد عن السياسة فهم سبب المشاكل
صدقت سيدنه هؤلاء الدواعش الشرة مو عليهم الشرة على الي يمولهم ويصلون ليل نهار لاكنهم قتلة هؤلاء غشاوة على قلوبهم لايرون اله الشر ولايهمهم فى الحياة الى مصالحهم
حقبة الجنون تتوسع لا انكماش لها مع اتساع الفجوة بين الاخوه. الحقبة القادمة هي حقبة البكاء والنياح والعويل على شباب امتنا العربية والاسلامية الذي ارادوا له الفناء. نحن الان في عصر الظلمات للعالم العربية والاسلامي.
حقية الجنون حدثت بعد اجهاض آمال الشعوب العربية التي أرادت أن تعيش بحرية كرامة ولكن المتآمرين تكالبوا على ثورات الربيع العربي وقتلوا احلامها واستخدموا هالتكفيريين من كل مكان. .
حقبة الجنون هي حقبة تدخل المذاهب في السياسة وكلن يغني على حسب مذهبه سوى صح أو غلط
هذه هي المشكلة الشعوب الأخرى، في أوروبا وأميركا وشرق آسيا، تعيش وتنتج، وتخترع وتصنّع،
بينما دخلنا مرحلة التدمير والانهيار الذاتي والانتحار والقتل الجماعي وتفجير المساجد بايدينا وليس بأيدي اعدائنا. حماقة.
حلوه سيدنا "ومتطوعين" عجبتني.
أقول لكم ما شفتوا شيء للحين ... الحروب توها مبدية، اللي شفتوه الخمس سنوات الماضية كان مجرد تسخين و لعب ع خفيف!
استعدوا لما هو أسوأ .... راح تتعودون على الحروب لين تنسون أيام السلام.
هي فعلاً حقبة الجنون يستوي فيها الجاهل مع العالم المحرك الرئيسي فيها هو المذهب هو المحرك الرئيسي للعقل للوقوف من الأحداث مع هذا الطرف أو ذاك لهذا نرى انقسام العالم الإسلامي من الأحداث الدامية فأين موقف علماء المذاهب الإسلامية الم يحن الوقت للاجتماع مع بعضهم البعض الم تحركهم سفك هذه الدماء البريئة من المدنيين
جنون جماعي