العدد 5097 - السبت 20 أغسطس 2016م الموافق 17 ذي القعدة 1437هـ

مواطنون حائرون بين مناسبتين كبيرتين ومجهدتين اقتصاديّاً

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في الأيام القليلة القادمة سيتعرض الكثير من المواطنين إلى ضغوط نفسية ومادية كبيرة، وخصوصاً المواطنين الذين يطلق عليهم بذوي الدخل المحدود أوالمعدوم، الذين دخولهم تنحصر بين 300 و500 دينار، وعدد أفراد أسرهم يتراوح بين 4 و5 و6 أفراد، وأما الأسر التي لا تجد قوت يومها، والتي يطلقون عليها المعدمة ماديّاً، ودخولها الشهرية تكون بين 150 و250 ديناراً، هذه الفئة في الغالب تعتمد بنسبة كبيرة على المساعدات المحدودة جدّاً التي تقدمها لها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية بصورة شهرية أو موسمية وبعض أهل البحرين الخيّرين، سواء كانت بصورة عينية أومادية، لا نبالغ إذا ما قلنا إن هاتين الفئتين من الأسر البحرينية، يعيش أفرادها، صغاراً وكباراً في بؤس شديد من الناحية المادية، فهم محرومون من العيش الرغيد والرفاهية في أدنى مستوياتها في كل جوانب حياتهم، لأن دخولهم الشهرية لا تفي حتى باحتياجاتهم الأساسية، وكثير منها في الشهور الخالية من المناسبات الكبيرة، لا تقوى دخولها الشهرية إيصالها إلى أكثر من منتصف الشهر، وبعضها تصل إلى حد الإفلاس بعد انقضاء الثلث الأول من كل شهر.

من الطبيعي نجدها يصعب عليها توفير متطلبات الحياة العصرية لأولادها وبناتها التي تساعدهم على تطوير وتنمية أنفسهم علميّاً وتقنيّاً، ومن الطبيعي لو قالت تلك الأسر إنها تصاب بالحيرة طوال السنة بعد منتصف كل شهر، ومن الطبيعي أن تقول إنها تشعر بالحرج الشديد في داخلها وفي أوساطها الاجتماعية وعلى وجه الخصوص في المناسبات الكبيرة، كافتتاح المدارس، وقدوم شهر رمضان المبارك، وحلول عيد الفطر السعيد، وعيد الأضحى المبارك، فبدلاً أن تعيش في فرح وسرور، تراها تعيش في ضيق شديد، يصعب علينا وصفه بدقة، كيف نتصور حال الأسرة التي دخلها لا يزيد على 250 ديناراً في مثل هذه الأيام؟ التي عليها أن تجهز فيها لأفرادها الخمسة كل متطلبات العيد والمدرسة في وقت واحد، فإذا كان رب الأسرة يريد شراء متطلبات العيد بالقدر المعقول نسبيّاً يحتاج أن يخصص 50 ديناراً لكل فرد، يعني ذلك أنه عليه أن يخصص 250 ديناراً لتلبية احتياجات أسرته لعيد الأضحى المبارك، ويحتاج لتوفير متطلبات المدرسة، من ملابس وأحذية وقرطاسية وحقائب، إلى صرف أكثر من 150 ديناراً لثلاثة من أبنائه، فعليه توفير 400 دينار على أقل تقدير للمناسبتين (حلول العيد وافتتاح المدرسة)، ليتمكن من تجاوزهما بنسبة معينة متدنية، فالسؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين من الناس، كيف يا ترى تعيش الأسر الفقيرة هذه الأيام التي دخلها الشهري يزيد بقليل أو يقل بكثير عن 400 دينار؟ هل سنراها سعيدة بقدوم هاتين المناسبتين الكبيرتين، أم نراها مهمومة كئيبة لا تدري إلى أين تتجه لحل مشكلتها المادية ولا تدري كيف تتصرف؟

لاشك أن مثل هذه الأيام السعيدة هي أيام عصيبة على الأسر الفقيرة، التي لا حول لها ولا قوة، والتي لا يعلم عن حقيقة أحوالها النفسية والمعنوية والصحية إلا الله تعالى، فمثلها يخجل التقشف منها، لأنها في طوال السنة تعيش التقشف القسري إلى أبعد الحدود، كيف نتوقع من أسرة عاجزة عن توفير أبسط متطلبات الحياة المعيشية وغير قادرة على تحسين وضعها الاقتصادي والمعيشي والصحي والتعليمي، بأي صورة من الصور؟ كيف يتحسن وضعها المعيشي وهي ترى كل الطرق التي تعتقد أنها تؤدي إلى رفع مستواها المادي مسدودة أمامها؟ المطلع على أوضاع هذه الأسر الفقيرة والمتعففة، لا يستطيع أن يحبس دموعة في مقلتيه من شدة ما يراه من بؤس وشقاء بين أفرادها، بعضها لا تملك أسرة لأفرادها ولا أغطية تحميهم من البرد، ولا يمكنها شراء حتى نوع واحد من الفواكه في أكثر أيام السنة.

قبل أيام قليلة اطلعنا على أحوال أسرة مكونة من 5 أفراد، تتكدس في شقة صغيرة، بصورة لا تخطر على بال أحد، والأمر المدهش أنها تضطر لتحويل المطبخ في فترة الليل إلى غرفة نوم لبعض أفرادها، لماذا تعيش هذا الوضع المأساوي؟ هل باختيارها أم الحياة القاسية أجبرتها على ذلك؟ بكل وضوح، لأنها فقيرة لا تستطيع توفير المسكن اللائق والمناسب لعدد أفرادها، فهي منذ 19 سنة تنتظر من وزارة الإسكان أن تلبي طلبها الإسكاني الذي تقدمت به في العام 1997، نأمل أن تنظر وزارة الإسكان بعين الاهتمام لمثل هذه الأسرة الفقيرة والكثير من أمثالها في الفقر وأشد منها فقراً، التي تصنف تحت خط الفقر، وهذه الفئة من المواطنين البحرينيين تعيش في ظروف سكنية واقتصادية ونفسية ومعنوية قاسية، وقد زاد بؤسها وساءت أحوالها بنسبة كبيرة، بعد رفع الدعم عن اللحم والدجاج والبنزين والكهرباء والماء، لا أحد ينكر أن الفقر المدقع له الدور الكبير في تدني المستوى الصحي التعليمي في الأسر التي تعاني منه ومن تداعياته وانعكاساته السلبية والخطيرة.

ما أردنا قوله بكل صراحة، إن تحسين وضع الأسر الفقيرة ليس بالأمر المستحيل ولا الصعب، فكل سبل التحسين متوفرة وفي متناول الجهات المعنية بتحسين أوضاع الأسر الفقيرة، باستطاعة جل الوزارات والدوائرالحكومية المساهمة بصورة مباشرة في تحسين أحوالها المعيشية، فوزارة الإسكان أولها، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية ثانيها، ووزارة الصحة ثالثها، ووزارة التربية والتعليم رابعها، ووزارة البلديات والتخطيط العمراني خامسها، وديوان الخدمة المدنية سادسها، ووزارة الكهرباء والماء سابعها، ووزارة العدل والأوقاف الإسلامية ثامنها، وإدارة الهجرة والجوازات تاسعها، وإدارة المرور عاشرها، لن نتحدث عن كيفية مساعدة تلك الجهات للأسر الفقيرة، لأننا نعتقد أنها أعلم من غيرها بالوسائل المتاحة لها، التي تتمكن من خلالها المساهمة الفعالة في تقليل معاناة الأسر الفقيرة وتحسين وضعها المعيشي، كل ما نتمناه السعادة وراحة البال لكل أبناء البحرين الكرام.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 5097 - السبت 20 أغسطس 2016م الموافق 17 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:20 م

      تسلم يا صاحب العمود..تصور مواطنين يعملون مراسلين في مدارس حكومية براتب 250 دينار عن طريق شركات..تصور ايها المواطنين بأن في العطلة الصيفية ولمدة شهرين كاملين تتوقف دفع الرواتب عتا وكذلك نستبعد من التأمين لمدة شهرين

    • زائر 6 | 6:13 ص

      والله دست على الجرح
      احنا معلمين ومحتارين الحين في مناسبة العيد والرجوع للمدارس ..شلون المواطنين الاقل دخلا منا..والله اذا الحكومة ما وجهت اعاناتها لهذه الفئات سريعا لا تضمن ما سيحدث

    • زائر 4 | 5:10 ص

      من يحتاج للمساعدة الأجتماعية هم الذين رواتبهم أقل من 300 دينار وساكن في شقة إيجار وعنده عيال
      للأسف لعبوا على الشعب البحريني بالمجلس النواب وللأسف ما شفنا إلى قرارات ضدنا من تجنيس هنود وباكستانية وتفضيلهم على المواطنين
      بلد خربانة

    • زائر 3 | 3:40 ص

      فيكم خير بس الكلام اللي لا يقدم
      ولا يأخر شنو مستفيدين من الكلام
      الحين احنا ندري ما جبتون شىء جديد.

    • زائر 2 | 1:38 ص

      الحل في صرف مبلغ 1000 دينار لكل رب اسرة كل عام بداية شهر رمضان. ولكن هذا مجرد حلم وأمنيات مستحيلة!

    • زائر 1 | 11:26 م

      وين النواب عن مشاكل الناس سكته وفيها العافية لازيادة رواتب ولاإسقاط قروض ولامنحة مالية بس يتكلمون ويطالبون بمصالحهم ومصالح دويهم الناس ويش طالبه منكم غير تطالبون الحكومة بزيادة الرواتب والله مانستاهل الزيادة

اقرأ ايضاً