يسعى المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب لإعادة إطلاق حملته الانتخابية على أسس جديدة في ظل تقدم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون عليه في استطلاعات الرأي، بعد أسابيع من السجالات المتتالية إثر تصريحات له.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه كلينتون أمراً قضائياً بالرد خطياً على قضية تتعلق باستخدامها خادم «سيرفر» خاص لرسائلها الإلكترونية أثناء شغلها منصب وزيرة الخارجية.
وأمهل القاضي كلينتون 30 يوماً للرد على أسئلة المجموعة القضائية بشأن استخدامها للخادم غير المصرح به.
وشهدت الأيام الثلاثة الأخيرة لحملة دونالد ترامب عدة تحولات بهدف وقف تراجع شعبيته، فأجرى يوم الأربعاء الماضي ثاني تعديل خلال شهرين على فريق حملته، وأعرب يوم الخميس الماضي عن «أسفه» لكلام مسيء صدر عنه، وطرح نفسه أمس الأول (الجمعة) في موقع من يجمع مختلف فئات الشعب الأميركي إذ زار ولاية لويزيانا التي تواجه فيضانات خطيرة، وتوجه إلى الناخبين السود المؤيدين تقليدياً للمرشحين الديمقراطيين، لطلب أصواتهم.
وقال ترامب خلال تجمع انتخابي في دايمونديل بولاية ميشيغن: «ليس هناك في أميركا مجموعة عانت من سياسات هيلاري كلينتون مثل السود».
وتابع «تعيشون في الفقر، مدارسكم سيئة، ليس لديكم وظائف، 58 في المئة من شبابكم عاطل عن العمل. ما الذي يمكن أن تخسرونه؟».
وكان ترامب قد زار لويزيانا في خليج المكسيك قبل ساعات للكشف على الأضرار الناجمة عن الفيضانات، وقال بعد ذلك: «يجدر بأوباما التوقف عن لعب الغولف والتوجه» إلى المنطقة.
لكن الرئيس باراك أوباما الذي يقضي عطلة في شمال شرق الولايات المتحدة أبلغ أنه سيزور لويزيانا بعد غد (الثلثاء)، وأوضح البيت الأبيض أنه لم يشأ بلبلة عمل قوات الأمن في الولاية بزيارة رئاسية في وقت تركز على عمليات الإغاثة.
واستقال مدير حملة ترامب، بول مانافورت أمس الأول (الجمعة) بعد 48 ساعة على تهميشه في آخر تعديلات أجراها المرشح على فريقه، في وقت ورد اسمه في سياق تحقيق في قضية فساد في أوكرانيا.
وكان هذا الخبير الاستراتيجي الجمهوري عمل مستشاراً لمرشحين للرئاسة في السبعينيات والثمانينيات فشارك في حملات جيرالد فورد ورونالد ريغان، ثم جورج بوش الأب العام 1988 وبوب دول العام 1996.
وسعى مانافورت جاهداً لجعل ترامب (70 عاماً) يكتسب صفات رئاسية تقربه من جميع الناخبين، بعدما عرف بتصريحاته الجارحة وهجماته الشخصية على خصوم وحلفاء، لكن من غير أن ينجح في تفادي سلسلة من الهفوات والأخطاء ارتكبها ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، وفي طليعتها هجومه على والدي جندي أميركي مسلم قتل في حرب العراق، ودعوته روسيا إلى اختراق رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية، وتصريحات اعتبرت بمثابة دعوة ضمنية إلى قتل منافسته، وغيرها.
وأعلن ترامب يوم الأربعاء الماضي تعيين خبيرة الاستطلاعات الجمهورية كيليان كونواي، مديرة لحملته، ورئيس موقع «برايبارت نيوز» الإخباري المحافظ المثير للجدل الشعبوي ستيف بانون مديراً عاماً للحملة.
من جهة أخرى، بث ترامب أمس الأول (الجمعة) أول إعلان تلفزيوني هو عبارة عن لقطة تربط بين هيلاري كلينتون والفوضى والهجرة السرية.
وجاءت هذه الحملة الإعلانية متأخرة بعد طول انتظار فيما أنفقت هيلاري كلينتون حتى الآن 61 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية، بحسب شبكة «ان بي سي».
من جانبه، ذكر أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) السابق اندريس فوج راسموسين في حوار مع قناة «زد دي إف» الألمانية أن فوز دونالد ترامب بالرئاسة سيضعف الحلف والولايات المتحدة.
وقال إن المرشح الجمهوري «أثار الشكوك بشأن القدرة الأميركية للدفاع عن حلفائنا»، مضيفاً أن العالم بحاجة إلى شرطة عالمية وهو الدور الذي يلائم الولايات المتحدة على نحو فريد.
وأضاف راسموسين أنه يخشى من أن يؤدى تراجع المشاركة الأميركية إلى إحداث فراغ يشغله «الأشرار» مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أشاد به ترامب في الماضي.
العدد 5097 - السبت 20 أغسطس 2016م الموافق 17 ذي القعدة 1437هـ