تزامناً مع إعلان نتائج البعثات الدراسية للطلاب المتفوقين في الثانوية العامة، يبدأ معهد البحرين للتنمية السياسية يوم غدٍ (الأحد) بطرح برنامجه "المبتعث السفير" ليكون بشكل سنوي، خلال الفترة (21 – 25 أغسطس/ آب الجاري)، وذلك بمشاركة الطلبة والطالبات الحاصلين على بعثات أو منح دراسية من وزارة التربية والتعليم للدراسة بجامعات خارج مملكة البحرين.
وصرح المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية ياسر العلوي، بأن برنامج "المبتعث السفير"، هو أحد البرامج التوعوية التي ترتبط بشكل وثيق بتحقيق أهداف المعهد ودفع جهوده في مجال التنشئة السياسية وتنمية الوعي السياسي للمواطنين، إذ أنه يأتي تفعيلاً لدور المعهد ومسؤوليته المجتمعية تجاه الوطن من خلال مشاركته في تنشئة الأجيال المستقبلية على أسس صلبة عمادها قيم الانتماء الوطني ومبادئ الديمقراطية السليمة، التي رسّخها المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.
وقال العلوي إن المعهد يطمح من خلال برنامج "المبتعث السفير"، إلى تهيئة الطلبة والطالبات الذين يبتعثون للدراسة في الخارج ليكونوا خير سفراء لوطنهم في الخارج وتحصين هويتهم الوطنية ضد عمليات التغريب والتشويه، وكذلك حماية أمنهم بإرشادهم للحالات الطارئة، خصوصاً في ظل ما تتعرض له البحرين في السنوات الأخيرة من حملات منظمة من التشوية والتضليل الإعلامي المتعمد. سيكون البرنامج محطة لتهيئة الطلبة وتثقيفهم بالجوانب السياسية والقانونية والإعلامية والاجتماعية والحقوقية للتوعية بتاريخ البحرين وحاضرها، وإبراز حقوقهم وواجباتهم في ظل ما تعيشه المملكة من نهضة تنموية وديمقراطية شاملة وما تتمتع به من حقوق وحريات.
وأضاف العلوي إن الهدف من برنامج "المبتعث السفير" هو تكوين قاعدة معلوماتية وثقافية عامة لدى المبتعث قبل سفره للخارج تسهم في تهيئة مبتعثين على دراية ووعي عام بالشأن الوطني، وذلك حرصاً على الارتقاء بشخص المبتعث سياسياً وقانونياً وإعلامياً واجتماعياً وحقوقياً، وتوعيتهم بحقوقهم كطلاب مبتعثين في الخارج وبدورهم الوطني خارج البلاد، باعتبارهم المرآة التي تعكس واقع المجتمع وصورته الحقيقية في الخارج. وأشار إلى أن البرنامج الذي سيقدمه نخبة من المحاضرين والخبراء المتخصصين، يسعى كذلك إلى تعزيز أواصر الترابط بين المبتعثين وأوطانهم من خلال التركيز على غرس القيم الوطنية وتعزيز روح الانتماء والشعور الوطني، بما يجنّبهم مخاطر التغريب والنتاج السلبي لاختلاط الثقافات، والحؤول دون تعرضهم لأية مخاطر أو مشكلات خارج البلاد.
وأكد العلوي أن الطالب البحريني المبتعث للدراسة في الخارج يتمتع بميزة خاصة، في الاحتكاك المباشر مع مختلف الثقافات والحضارات الأخرى، وهو ما يتطلب إعداده بشكل جيد لاكتساب مهارات الحوار العقلاني والقدرة على التأثير في الرأي العام والإقناع بالحجة والدليل وفن التواصل، لكي يكون متحدثاً قوياً يدافع بالحقائق والحجة والمنطق العقلاني عن البحرين ببيان الحقائق والرد على أية مغالطات بشأن وطنه، والتعريف بالواقع المزدهر الذي تشهده مملكة البحرين على مختلف الصُعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ونوّه إلى حرص المعهد على ترجمة رؤية جلالة العاهل في شكل برامج وفعاليات هادفة لتنمية الوعي السياسي لدى أفراد المجتمع وتهيئتهم للمشاركة الإيجابية في تحقيق تطلعات المستقبل الواعد في مختلف مجالات التنمية وتعزيز المكتسبات الديمقراطية التي تحققت في ظل العهد الزاهر لجلالته.
وتشتمل محاور برنامج "المبتعث السفير" على خمسة محاور لتهيئة الطلاب المبتعثين سياسياً وقانونياً واعلامياً واجتماعياً وحقوقياً، بهدف الوصول بمخرجات البرنامج إلى تهيئة مبتعث لديه القدرة على تمثيل مجتمعه بشكل إيجابي، ويتمتع بالقدرة على مواجهة الأكاذيب والاشاعات المغرضة التي يروجها آخرون حول وطنه، والقدرة على الاندماج بسهولة في أوساط المجتمعات الخارجية دون أن تتأثر عاداته وقيمه الاجتماعية والسياسية والثقافية.
ويتطرق المحور الأول للبرنامج (الدستوري-القانوني) إلى التعريف بميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين وقوانين مباشرة الحقوق السياسية وقوانين الجمعيات السياسية، أما المحور الثاني (السياسي) فيلقي الضوء على تاريخ النظام السياسي البحريني منذ عام 1971 وحتى الآن، مروراً بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى وما نتج عنه من قفزات كبيرة في اتجاه إقامة الدولة المدنية، فيما يتناول المحور الثالث (الإعلامي)، مهارات التواصل والتأثير على الرأي العام. كما يشمل المحور الرابع (الاجتماعي) تعريف الطلبة بأسس إدارة الازمات الاجتماعية، ومهارات تكوين وتنشيط منظمات المجتمع المدني البحريني في الخارج، وأخيراً (المحور الحقوقي)، الذي يركّز على حقوق الأجانب، والمبتعثين، في المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان، والقوانين الداخلية في دول الابتعاث المنظمة لحقوق وواجبات الأجانب والمبتعثين، ودور السفارات البحرينية في الخارج وعلاقاتها مع المبتعثين.
ومن المقرر أن يتم تخصيص يوم كامل لكل محور، بمشاركة نحو 25 مبتعثاً ومبتعثة في الورشة الواحدة، كما سيحصل المبتعث المشارك على شهادة معتمدة من معهد البحرين للتنمية السياسية تفيد بمشاركته في هذه الدورة، إضافةً إلى حصول المشاركين في نهاية البرنامج على "دليل المبتعث للخارج" والذي يضم المادة العلمية والفنية التي تناولتها ورش العمل والمحاضرات، لتكون مرجعاً معرفياً للطلبة للرجوع إليه في أي وقت.