سوق الطيور في مملكة البحرين إذا هاج وبلغ ذروته يكون الاستثمار فيه أفضل من تجارة الذهب والمجوهرات، وإذا تراجع يكون الاستثمار فيه مخاطرة أكبر من القمار في كازينوهات لاس فيغاس، وإذا هدأ يكون الاستثمار فيه أكثر أمناً من بورصة البحرين، وإذا ركد يكون حال المستثمر فيه كحال العاطل عن العمل، إنه سوق عجيب غريب.
ومرّ سوق الطيور بمرحلتين من الهيجان الجارف في الأسعار، الأولى كانت بين 2009 و2010، في بيع وشراء طيور الزوبرا، إلى درجة ارتفاع سعر زوج الزوبرا إلى 2000 و3000 دينار.
في ذلك الوقت (2009 و2010)، لو استثمر شخص 2000 دينار في شراء «زوج زوبرا»، فإن هذين الزوجين سينتجان 6 فروخ جاهزة للبيع خلال شهرين، وعند بيعهم سيحقق عائداً يبلغ 300 في المئة على رأس المال المستثمر في شهرين فقط، وهذه النسبة لا تحققها تجارة الذهب والمجوهرات ولا حتى تجارة المخدرات.
هذا العائد الخيالي، أشعل نيران الطمع في قلوب من ليس لهم علاقة بسوق الطيور، فالتهبت نيران الأسعار للأعلى، وزاد الإنتاج حتى وصل إلى درجة عالية أكبر من الطلب، وفجأة بدأت الأسعار تنهار حتى وصل سعر الزوج إلى 20 و30 ديناراً، وخسرت الغالبية العظمى كل ما جنوه في فترة الذروة.
لو أن شخصاً أشترى زوجاً بسعر 2000 دينار، وفجأة هبطت الأسعار لتصل إلى 20 ديناراً، فإن خسائره لا يمكن أن تعوض، مثله كمثل من لعب القمار في كازينوهات لاسفيغاس وخسر كل شيء، وخرج بديون لا طاقة له بها، وظل يدفعها لسنوات طويلة.
أما ذروة الهيجان الثانية لسوق الطيور فقد كانت في 2012 و2013، في بيع وشراء «طيور الحب»، إذ بلغ متوسط سعر أزواج طيور الحب بين 2000 و3000 دينار، وبعض الأزواج وصلت إلى 5000 دينار، وبهذه الأسعار يحقق المستثمرون بهذه التجارة أرباحاً خيالية.
ولكن تكررت القصة نفسها، وانهارت السوق ليصل متوسط سعر زوج طيور الحب إلى 30 و40 ديناراً، وتخسر الغالبية العظمى كل ما جنوه أثناء هيجان الأسعار، ويخرجون من السوق بديون أكبر من طاقتهم.
وفي 2015 و2016 أصبحت سوق الطيور هادئة مثل بورصة البحرين، لا ربح سريعاً، ولا خسائر.
وفي الوقت الحالي (فصل الصيف) تصبح سوق الطيور راكدة، والمستثمرون فيها (المربون) مثلهم كمثل العاطل عن العمل. ينتظرون بداية الموسم في شهر (أكتوبر/تشرين الأول).
وعن إمكانية تكرر هيجان الأسعار في سوق الطيور، لا يتوقع مربو الطيور أن تتكرر، ويقول صاحب جزر الكناري للطيور شاكر العرادي: «لا اعتقد أن هيجان الأسعار سيتكرر مرة أخرى في سوق الطيور...».
وأضاف «من اكتوى بنيران الخسائر، من المستحيل أن يغامر مرة أخرى بالجريان وراء هيجان الأسعار، ولهذا مستحيل أن يتكرر مرة أخرى، تعلم الجميع الدرس».
وأضاف «هيجان الأسعار في السابق كان حدثاً نادراً، ولأسباب ليست لها علاقة بآلية السوق، وإنما لأسباب أخرى، كشخص يشتري طيور الزوبرا لأن صديقه يمتلك طيور زوبرا... (تقليد أو موضة أو غريزة)، الأمر الذي أحدث طلباً كبيراً في السوق بما يفوق العرض بأضعاف، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، ومن ثم العائد، ومن ثم دخول من ليس لهم علاقة بسوق الطيور، طمعاً في الأرباح.
وأكد أنه بعد ما مرت به السوق، ستبقى هادئة، وتعمل وفق آليات السوق، والبيع والشراء في الحدود الطبيعية للعرض والطلب».
وقال: «ربما تجد عملية بيع لزوج من الطيور بسعر عال، يصل إلى ضعف السعر الذي يباع في السوق، فهذا يرجع إلى الرغبة لدى المشتري، فعندما تتمكن الرغبة من صاحبها فإنها تدفعه للشراء بأعلى الأثمان».
وضرب مثلاً قائلاً: «هذا طائر الببغاء لو عرض علي بيعه بسعر 150، سأبيعه مباشرة، لكن هذا الطير الصغير (أشار إلى طير آخر) سعره في السوق 40 ديناراً، لو عرض علي مبلغ 400 دينار، سأرفض بيعه، لسبب أنني متعلق بهذا الطير، ربيته بيدي، ومشاعري ممتزجة بمشاعره».
وأوضح أن الأسعار في سوق الطيور مختلفة وغير ثابتة، وتدخل فيها العديد من الأسباب، ومنها أسباب نفسية كالرغبة لدى المشتري، والعلاقة العاطفية بين المربي والطير، وأسباب تتعلق بالطير نفسه كجمال مظهره وشكله ولونه، وأسباب تتعلق بآليات السوق كالعرض والطلب، وأسباب تتعلق بالطقس، ففي فصل الصيف مع اشتداد الحرارة تنخفض الأسعار.
العدد 5096 - الجمعة 19 أغسطس 2016م الموافق 16 ذي القعدة 1437هـ
مقارنة ممتازة مع لاس فيجاس و الذهب.
هناك مبالغة واضحة في الموضوع ومقارنة غير معقولة بين سوق الطيور في البحرين وصالات القمار والبورصة وحتى تجارة المخدرات. اولا سوق الكيور موسمية وعير ثابتة وحجمها جدا صغير ولوتم ذكر حجم التعاملات بالدينار لتبين الفرق...انها سوق هواة
امس حسن مهدي مشتري فصل طيور حب ب 4 دينار و باعهم ب 14 دينار
بالتوفيق اخوي بوجنة موضوع روعة
بالتوفيق ابو جنة و الله يرزقك
بالتوفيق ولد الديرة
موضوع رائع