تبنى حزب العمال الكردستاني أمس الجمعة (19 أغسطس/ آب 2016) اعتداء بالسيارة المفخخة استهدف مقر الشرطة في الازيغ شرق تركيا أمس الأول (الخميس) وأدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين.
وأوضح الجناح العسكري للحزب في بيان أوردته وكالة «فرات» المؤيدة للأكراد أن «هجوماً انتحارياً واسع النطاق نفذه رفاقنا ضد مقر الشرطة في الازيغ تنديدا بالقمع» الذي تمارسه القوات التركية ضد المدن الكردية في جنوب شرق البلاد حيث الغالبية كردية. ونسبت السلطات التركية على الفور الهجوم إلى «حزب العمال الكردستاني» الذي نادراً ما يتبنى اعتداءات.
وكان اعتداء اخر وقع مساء الأربعاء في مركز للشرطة في فان شرق البلاد أيضا وأسفر عن 3 قتلى. وأوقعت الاعتداءات والهجمات التي يشنها متمردو «العمال الكردستاني» ضد الشرطة والجيش 14 قتيلا في يوم واحد الخميس، ما يدل على تكثيف حملة العنف المرتبطة بالنزاع الكردي والتي توعدت بها قيادة الحزب.
والازيغ تعتبر معقلاً للقوميين الاتراك كانت بمنأى عن النزاع المستمر منذ 1984 وأسفر عن أكثر من 40 ألف قتيل. وتظاهر آلاف من سكان المدينة أمس تنديداً بـ «حزب العمال الكردستاني»، كما أفادت وسائل الإعلام التركية.
والاثنين الماضي، قتل 8 اشخاص هم 5 شرطيين و3 مدنيين في اعتداء بسيارة مفخخة نفذه المتمردون الاتراك ضد مركز للشرطة على طريق عام في المنطقة.
وتتعرض قوات الامن التركية لهجمات شبه يومية يشنها الحزب منذ انتهاء وقف إطلاق النار بين المتمردين والقوات الحكومية في صيف 2015، وأدت الهجمات إلى مقتل مئات الشرطيين والعسكريين.
ومع حملة التطهير الواسعة النطاق التي أطلقتها السلطات التركية بحق مناصري الداعية الاسلامي فتح الله غولن المتهم بأنه مدبر الانقلاب الفاشل، تمت إقالة آلاف عناصر الشرطة والجيش أو وضعوا قيد الحجز الاحتياطي، ما أثار مخاوف من ضعف امكانات الدولة لمكافحة «حزب العمال الكردستاني» بفاعلية.
من جهة ثانية، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن هناك «علاقة خاصة» تربط بين بلادها وتركيا، وذلك على رغم توتر العلاقات بين البلدين.
وقالت ميركل في تصريحات لصحف شبكة ألمانيا التحريرية الصادرة أمس: «سيظل الأمر كذلك... ما يميز العلاقات الألمانية-التركية هو الثلاثة ملايين مواطن من أصل تركي المقيمين هنا في ألمانيا».
وذكرت ميركل أنه على رغم وجود نماذج مخيبة للآمال فيما يتعلق بالإخفاق في الاندماج بالمجتمع، «سيكون من الخطأ تماماً سحب ذلك على الملايين الثلاثة المنحدرين من أصول تركية في ألمانيا». وأضافت ميركل «أيضا ما يسر بالنسبة لتركيا هو: تفضيل العلاقة الجيدة على المتوترة، وبهذه الروح أجري محادثاتي مع الرئيس (رجب طيب) أردوغان».
وذكرت ميركل أن محاولة الانقلاب التي خلفت العديد من الضحايا القتلى منعطف سيئ لتركيا، مؤكدة أن تركيا شريك مهم كعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأنها مهمة أيضاً لحل نزاعات معينة، وقالت: «أفكر على وجه الخصوص في المأساة التي تعيشها سورية».
وأوضحت ميركل أن تركيا استقبلت 3 ملايين لاجئ سوري، وقالت: «هذا عمل كبير. إنها بذلك الدولة التي تقدم أكبر إسهام لحل الكارثة الإنسانية لسورية».
العدد 5096 - الجمعة 19 أغسطس 2016م الموافق 16 ذي القعدة 1437هـ