مُصغياً إلى الحلم،
عام ألف وتسع مئة وثلاثة وستين
في الخامس عشر من أحد شهور الخريف،
في منتصف الليل:
تتمدَّد نائماً في تابوت حجري بلا قاع
شبه مستيقظ من هذه الكلمات.
لم يكن نائماً، ولم يكن مستيقظاً.
يبرز التابوت المصنوع من المرمر،
الآن أمام عينيَّ جليّاً
ظليلاً وأبيض لامعاً، بعدَّة تفاصيل واضحة
بدايةً، الأطراف من الداخل،
بخشونة نُحتت: اثنان طويلان، اثنان قصيران،
لم يولِها النحَّات اهتماماً كافياً؛
فآثار ضربات الإزميل مرئيَّة في كل مكان،
والزوايا مقوَّسة.
يبدو أنه كان قد سخَّر كل مهارته للمظهر خارجاً
حيث ثمَّة ثمار، أزهار، أطيار، دلافين،
وزخارف رومانية،
كذلك مقاطع من أسطورة، شكلان من المحَّار
يمسك كل منهما بخمار ملؤه الريح،
أفتِّش عن اسمي،
فيخطر في بالي بصفاء منطق الحلم،
إن لم يكن للتابوت قعْر،
فلن يكون له غطاء كذلك؛ فذاك الذي هنالك
يستيقظ مستلقياً،
مُديراً ظهره صوب الفناء،
ووجهه نحو الفناء.
فقط، حقل طاقة الجدران الأربعة تبقي النائم
محلِّقاً بين قسرِ داخلٍ وضيع متمنِّع
وسلطانِ خارجٍ موشَّحٍ بأسطورة مبتغاة
أيتها العذراء! آه يا آتوكوس (1)
ما إن يتحطَّم حقل الطاقة هذا
دعيني لا أولد في الحلم ثانية، أو لا أُخلق؛
فما كان من قبل لم يكن عليه أثر الأزاميل،
وما سيكون، من الآن فصاعداً،
لن يحظى بثمار أو زهر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) آتوكوس، نولي بارا: التي لم تلد طفلاً، هي نقيض لثيوتوكوس، والدة الآلهة أو العذراء. يبدو أنه خص بدعائه الربَّة الآسيوية القديمة، التي هي أم للجميع، دون تمييز، عُبدَت بأشكال شتَّى، على مرِّ العصور.