قال سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى دولة الكويت كارل بيرغنر إن حجم الاستثمارات الكويتية في ألمانيا بلغ 3ر18 مليار دولار مما يثبت قوة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وذلك وفق ما نقلته صحيفة "الوطن" الكويتية على موقعها اليوم الجمعة (19 اغسطس / آب 2016).
وأضاف السفير بيرغنر في مؤتمر صحافي عقده بمناسبة تعيينه سفيرا لألمانيا في الكويت أن بلاده تحتل المرتبة السادسة في حجم التبادل التجاري مع الكويت مؤكدا متانة أواصر الثقة التجارية المتبادلة والتي ستسعى السفارة بكل امكانياتها لتعزيزها و تقويتها.
وأوضح أن السفارة الألمانية تعد حاليا خطة متكاملة لتعزيز واستمرار التعاون مع الكويت في عدة مجالات لاسيما الملفين السوري واليمني والذي لعبت الكويت دورا بارزا فيهما من حيث مساعدة اللاجئين والمتضررين واستضافة مباحثات السلام اليمنية لفترة طويلة مؤكدا تقدير وشكر الحكومة الالمانية لهذا الدور الانساني الرائد.
وذكر أن الأوضاع في المنطقة "معقدة ولو كان لدى ألمانيا عصا سحرية لحل المشكلات في المنطقة لكانت استعملتها منذ فترة طويلة جدا حقنا للدماء وحفظا للجهود" لافتا إلى أن مشكلة اللجوء الناجمة عن الحرب في سوريا أضحت قضية عالمية.
وأضاف بيرغنر ان "الحل ليس بسيطا ولا يمكن أن يكون في الخيار العسكري لكننا نسعى بشكل جاد لايجاد حل سياسي للازمتين السورية واليمنية" موضحا أن الخيار العسكري قد يطرح فقط لمحاربة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) والقضاء عليه لاسيما أن استرجاع مدينة الموصل العراقية والقضاء على هذا التنظيم في العراق لا يعني نهاية حتمية للارهاب.
وأشار إلى أنه من المهم وضع خطط لاعادة بناء الموصل و تأمين المساعدات الانسانية والاحتياجات الأساسية للمتضررين والبحث عن حلول لمحاربة الارهاب بشكل كامل واقتلاعه جذريا.
ولفت إلى أن العمل السياسي يحتاج للكثير من الصبر والطاقة مبينا أن الحكومة الألمانية لديها كل الصبر والطاقة اللازمين وأنها تولي أهمية كبرى لحل الازمات.
فيما يتعلق بعمله في الكويت أعرب السفير الألماني عن بالغ الاعجاب بالثقافة الكويتية "التي تمتاز بكرم الضيافة" التي تلقاها منذ وصوله ولقاء صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح واجتماعه مع عدد من الشخصيات البارزة والتي شكلت فرصة متميزة لتكوين أجواء ملائمة لعلاقات صداقة ومحبة عميقة.
وأشار إلى ذكريات التراث الجميل الذي وثقه وشهده العديد من الرحالة الألمان في رحلاتهم الاستكشافية الى (كويت الماضي) تركت بصمات للهوية الكويتية الجميلة مبينا أن الحاضر لايمكن الحفاظ عليه الا بتمجيد الماضي".
وأوضح بيرغنر ان التعاون الثقافي يحتل صدارة اهتمامات السفارة الألمانية لافتا إلى معرض المخطوطات الاسلامية الذي أقيم بالتعاون مع دار الاثار الاسلامية أخيرا.
وعلى صعيد اقبال المواطنين الكويتيين على زيارة ألمانيا أشار إلى أن الاحصائيات لهذا العام سجلت ارتفاعا قدره 4 أضعاف في اعداد المتقدمين للحصول على تأشيرة لزيارة ألمانيا لافتا إلى أن سفارة بلاده تصدر نحو 60 ألف تأشيرة سنويا للمواطنين والمقيمين.
وأكد ضرورة التقدم بطلب الحصول على (الفيزا) قبل موعد السفر بفترة كافية لتجنب أي تأخير مشددا على عدم وجود أي حالة رفض لأي من المتقدمين للحصول على التأشيرة.
وحول التعاون في المجال الصحي ذكر السفير بيرغنر أن هناك خطة لجلب الخبرة الطبية الالمانية الى الكويت لافتا إلى العمل على استيضاح الصورة حول الاجراءات القانونية المتعلقه بإبرام العقود مع الاطباء والمختصين الطبيين.
وأضاف أن هناك مساع قائمة حاليا بين الحكومة الكويتية وجامعة منشن الالمانية ثالث افضل جامعة في ألمانيا لافتتاح فرع لها في الكويت.
وبدأ السفير كارل بيرغنر عمله في وزارة الخارجية الالمانية عام 1989 ثم عمل مديرا للقسم السياسي في سفارة بلاده في مدريد ومبعوثا مسؤولا عن قسم الاتصالات و الثقافة في واشنطن.