العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ

الواسطة حتى في «ريو»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كشفت الألعاب الأولمبية في ريو، أن «الواسطة» و«التلاعبات» لا تقتصر على مجال الفساد السياسي والإداري والتعليمي، بل هي منتشرة أيضاً في المجال الرياضي.

قبل أيام، وتحديداً يوم الثلثاء الماضي، رحل الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، البرازيلي جواو هافلانج، عن عمر ناهز 100 عام! وعلى رغم دوره في تطور صناعة كرة القدم على مستوى العالم، إلا أنه تلوّث بقضايا فساد، اضطرته للاستقالة من الاتحاد، وحتى من الرئاسة الفخرية للفيفا لاحقاً. كما أدين خلفه السويسري جوزيف بلاتر بقضايا فساد أخرى، اضطرته العام الماضي للاستقالة أيضاً.

في هذا العام، اهتمت الصحف الأجنبية التي تغطي أولمبياد «ريو»، بسبّاح إثيوبي، ليس بسبب براعته وفوزه بالميداليات، بل بسبب كرشه البارز! فقد كان لافتاً أن يشارك سباحٌ بدينٌ في مسابقةٍ تحتاج إلى الكثير من اللياقة البدنية والرشاقة الجسدية. وتأكّدت شكوك تلك الصحف حيث جاء ترتيبه الأخير في مسابقة 100 متر سباحة حرة، وقاد هذا الاهتمام إلى التساؤل عن السر في ترشيح رجلٍ بدينٍ يفتقر إلى المهارات، للمشاركة في مسابقات دولية كبرى.

والتقط الخيط صحافي إثيوبي، حيث كشف أن روبل كيروس البالغ 24 عاماً، إنما هو ابن رئيس اتحاد السباحة نفسه، ونشر صورةً تجمع الأب الحنون مع ابنه الحبيب في فعالية رياضية للسباحة! ولا يُعلم ماذا سيجري لاحقاً بعد عودة الوفد الإثيوبي إلى أديس أبابا، هل سيُفتح تحقيقٌ لمحاسبة رئيس الاتحاد الذي استغل منصبه لإرسال ابنه للأولمبياد، أم سيُلقى القبض على الصحافي الذي كشف السر وفضح الفساد، ويتهم بتشويه صورة إثيوبيا!

صورةٌ أخرى، تداولها المصريون وعلّقوا عليها بكثرةٍ في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تتعلق بشابةٍ مصريةٍ شاركت أيضاً في الأولمبياد، في مسابقة الرمي بالسهم. وقد ودّعت المسابقة على يد لاعبة تايوانية أخرجتها من الدور الـ 64، وبنتيجة 6/صفر. وعلّق أحد المواقع المصرية الرياضية بأن الجماهير خشيت من سهام ريم الطائشة، حيث كانت تتساقط بعيداً عن الهدف، وغطّى أحد الجماهير وجهه خشية أن تصيبه سهامها!

مثل هذه التعليقات المصرية الطريفة وصلت وانتشرت عندنا، واستلمت منها عدة نسخ عبر «الواتساب»، حيث علق أحدهم بقوله: «سجّلتْ رقم قياسي عالمي جديد، فلأول مرة في تاريخ الأولمبياد، ولا سهم واحد يجي في اللوحة»! وأضاف «يذكر أن البطلة المصرية بنت لواء!»، ولم ينس أن يذيّل تعليقه بتنويه: «الجمهور بخير والحمد لله، الأسهم طارت بعيد عنهم»!

هناك دولٌ إفريقية أخرى، اهتم مواطنوها بلعب أبطالهم الرياضيين لصالح دول أخرى، لتمثيلها في الأولمبياد. وقد شهدت الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي نقاشات حادة، وانشق القوم بين فسطاطين، مؤيد ومعارض. البعض اعتبره فرصةً لكسب المال، كأية مهنة أخرى، فأنت يمكن أن تتغرّب من أجل العمل في الخارج موظفاً محترماً أو سائقاً كادحاً، أو حتى كحارس بار، فالأولى أن تعمل رياضياً، فهي مهنةٌ محترمةٌ ومجزيةٌ، ولها الكثير من الامتيازات.

في المقابل، اعتبرها البعض خيانةً للوطن، فكيف يقبلون بتمثيل دول أخرى ولا يمثلون بلدهم؟ وكيف يقبلون بكسب الميداليات للدول الأخرى ولا يجلبونها لبلدانهم؟ فردّ عليهم معارضوهم بالقول: ما الضرر من ذلك؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 6:40 ص

      13

      صدقت يا أبا عباس لا فساد ولا محسوبيه ، بس اشوية حبة الخضره واشوية حب الفساد ! إذا ديوان الرقابه إللي عندك يقول فيه فساد ومحسوبيه والتقارير الدوليه تقول مؤشر الفساد عندك مرتفع وحضرتك ترفض ، مالنا إلا نقول لك (حمو الطيران والطبول يا بنات ) للأخ الطبال اهني.

    • زائر 16 | 6:06 ص

      البحرين فيها شابات وشباب لاكن وين لهتمام الفسادى مستشرى فى البلد المشتكى لله

    • زائر 14 | 5:53 ص

      أبناء المسؤلين او رؤساء الدول يلصقون روحهم في اي مجال رياضي وهم يمكن ما يحبون الرياضة ولا يدانونها بس المسألة توزيع أدوار ، فكيف لو يحصلون على ميدالية في منافسة حقيقية مع أبطال من حول العالم ..واو لصدعونا عن انجازاتهم الفارغة و كأن الناس فاضية وتنتضر سماع أخبار عنهم .

    • زائر 13 | 4:55 ص

      سلعطون الفاتح

      الحمدلله اننا هنا في البحرين لا نعاني من الفساد او المحسوبية وكل يأخذ حقه بالقانون وكل مواطن لديه الفرصة ليخدم او يمثل وطنه سواء كأم هذا المواطن مقيما في بلاده او مهاجر في افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية

    • زائر 12 | 4:50 ص

      انا فقط اريد التعليق على الفقرة الاخيرة من المقالة والتي تقول ان البعض يعتبر اللعب بأسم دولة اخرى خيانة للوطن. هناك دول فيها فائض من اللاعبين الجيدين وبالتالي لا يمكن لها ان تذهب الاولمبياد بأكثر من عدد معين من اللاعبين، هذا الفائض يذهب لتمثيل دول اخرى ومن تحل المادة كذلك ويحققون نتائج طيبة للدولة المضيفة، أين الخيانة في هذه الحالة عندما لا تسمح الدولة الام أن يمثلها هؤلاء في المناسبات الدولية؟؟؟؟

    • زائر 10 | 3:14 ص

      فساد الرياضة هو آخر أنواع الفساد وأقلها ضررا، ونحن وصلنا إليه!!! هذا يعني أنه لم يتبقى اي مجال جديد للفسادن كل ابواب الفساد استُخدِمت

    • زائر 8 | 1:42 ص

      سلمان

      عندما حصلت البحرين على ميدلية دهبية في اليوم الثاني رحت الشغل وادا العمال الهنود يقولون البحرين حصلت ميدلية قلت نعم وقالو لي الاعبة ليست بحرينية اصلية قلت نعم فاخدو يستهزون قالو البحرين ليس فيها لاعبين قلت نعم فيها لكن البحريني ليس مقدر في وطانة هناك عاطلين جامعين نفس تخصصكم لكم انتم تعملون في البحرين وهم

    • زائر 7 | 1:07 ص

      الواسطة أساس الخراب و بُعد اي حضارة عن التطور لأن المجتمعات اللي تصنف الأفراد حسب الكفاءة و تعطي الأولية لذوي الخبرة و الكفاءة هي المجتمعات الناجحة

    • زائر 6 | 12:18 ص

      البلد فقد مواطنيته والرياضة فقدت بريقها بعد تدخّل المال واصبحت كل الأمور بلا متعة وبلا نكهة وعلى قولة ابو عنتر بلا فكاهة وبلا مازّية .
      اصبح استبدال المواطن في الألعاب كحال استبداله في السياسة وفقد الأوطان استقرارها والرياضة بريقها

    • زائر 4 | 11:46 م

      واقعة تبين سمعتنا في الخارج : عملت هيئة تصدير الاغنام الأسترالية بجهد مضني لتصدير الحيوانات الي الجزائر. حسب الاتفاق كان يجب حضور مندوبين لفحص الحيوانات قبل وضعها علي الباخرة. وصلوا خمسة وكانوا بعيدين مهنيا عن علم البيطرة. اختيارهم تم بناء علي صلاتهم مع المسئولين في بلدهم. زاروا المراعي في استراليا وكانت هذه خبرتهم الوحيدة بالحيوانات. عندما أرادوا شحن الباخرة اعترضوا علي نوعية الأغنام .عند الاستفسار عن العلة طلبوا الرشوة النقدية لأجل الموافقة. هذا ما يسجل عن سمعتنا في المحافل الخارجية.

    • زائر 3 | 11:00 م

      فلووووس... وقلة صنعة بعد ويش تبغاهم
      يرفضون هالعروض المجزية؟ لكن يبخلون على ولد البلد

    • زائر 2 | 9:55 م

      الأفارقه الرحالون

      (الأفارقه )أنت يمكن تتحدث عن رياضي افريقي واحد أو إثنين مثلوا دولة ما غير دولتهم ،، لكن المصيبه عن فوق ال50 عداء وعداءه من ناشئين وشباب وكبار ولعبات أخرى ك الترايثلون والألعاب القتاليه والمصارعه والملاكمه ويمكن حتى (لعبة التيله !) ماذا نسمي هذا ؟ لا تقل كارثه بل أعظم!

    • زائر 1 | 9:55 م

      كفيت و وفيت يا سيد و الفساد في الرياضة هو دليل على فساد في شؤون أخرى. كذلك بعضهم اذا تولى منصبا جلب ابناءه و عائلته ... و جعلهم في المناصب العليا بدون امتلاكهم لأي كفاءة.
      ..

اقرأ ايضاً