اعتبر الأستاذ المساعد في قسم الإعلام بجامعة البحرين عبدالكريم الزياني أن خطاب الكراهية يشعل الفتنة التي من الصعب إخمادها، وأن هذا النوع من الخطاب يهدّد الأمن والسلم الاجتماعي على الصعيدين الوطني والدولي.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز كانو الثقافي، بعنوان «الإعلام وخطاب الكراهية والتحريض»، وذلك يوم الثلثاء الماضي (16 أغسطس/ آب 2016)، حيث قدّم الزياني في بداية حديثه الدلالات اللغوية للكراهية والتحريض، وثم انتقل إلى خطاب الكراهية وصور التحريض المتعددة التي تبث عبر القنوات الجديدة التي تهدف إلى حرف وسائل الإعلام عن بوصلتها الحقيقية، حاملة معها خطاباً يهدف إلى عكس الرزانة والمصداقية، ويحث على التحريض والقتل، على حد قوله.
وعرّف الزياني «الكره» بأنه: «عكس الحب، وعكس الخير، أي تبني المجتمع خطاباً آخر يحمل في طياته رسائل تسعى إلى حث الآخرين على قتل بعضهم البعض بمجرد اختلافهم في الآراء السياسية منها والاجتماعية والدينية وإلى آخره». كما تطرّق إلى خطاب الكراهية وما إذا كان يعتبر جريمةً، في ظل انتشار مثل هذه النوعية من الخطابات التي تهدف إلى تبني خطاب يساعد على انتشار الكره والبغضاء بين كافة أطياف المجتمع من خلال توجيهها رسالات معينة إلى جمهور مختلف. وذكر المحاضِر مثالاً على ذلك: «ليبيا التي تضررت من تلك الخطابات منذ انطلاقها إلى يومنا هذا، والتي أخذت البلاد إلى منحدر دموي؛ ولبنان الذي عانى من ذلك في العام 1982 إذ أشعل الحرب الأهلية فيه». وتابع: «هناك خطوطٌ فاصلة بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، ونحن بحاجةٍ إلى تشريعات وقوانين تفرّق بين حرية التعبير وخطاب الكراهية». وأضاف: «في العام 2011 اتجهت العديد من القنوات لتوجيه هذه النوعية من الخطابات، التي تحاول أن تركز على المشكلات واعتبارها ظاهرة من أجل التأثير على مجموعة من الناس لكي يتبعوا توجهاتها وآرائها».
وفي الختام تحدّث الزياني عن «خطة الرباط» التي عقدت في المغرب في العام 2012، والتي اعتبرها محاولة من الجانب الدولي لوضع معايير لتحديد خطاب التحريض على الكراهية من الجوانب التشريعية والقضائية والسياسات العامة. كما أوصى بالأخذ بمعايير لتقييم خطاب المتحدث، إن كان يهدف إلى التحريض أو الكراهية وهي القصد أو النية، والعلاقة السببية أي ما يربط خطابه باتجاه عمله.
العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ