تحتفل الأمم المتحدة في (19 أغسطس/ آب) من كل عام، باليوم العالمي للعمل الإنساني، لتزامنه مع حلول الذكرى السنوية للهجوم على مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية (بغداد) في العام 2003.
كما يحتفل العالم به اعترافاً بالعاملين في مجال العون والإغاثة، الذين يخاطرون بأنفسهم في سبيل تقديم المساعدة إلى الناس في كل أرجاء العالم، و للإعلاء من شأن الروح الإنسانية ودعوة الناس إلى العمل من أجل عالم أكثر تراحماً وعطفاً.
في (مايو/ أيار الماضي) من هذا العام عقدت أول قمة عالمية للعمل الإنساني تحت شعار: «إنسانية واحدة: مسئولية مشتركة»، من أجل الإنسانية، بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اسطنبول، نظراً إلى ازدياد الأزمات الإنسانية كالحروب والنزاعات، والكوارث الطبيعية المهلكة والأمراض الفتاكة.
وفي ذلك، حرصت «الوسط» على استطلاع آراء بعض المتطوعات في العمل الإنساني بهذه المناسبة الدولية. إذ أكدت عضو جمعية الهلال الأحمر طاهرة عبدالكريم أن «الأعمال الإنسانية التطوعية تعطي قوة الإرادة وحب التطوع، وتجربتي الأولى في المجال التطوعي جعلتني أسعى إلى تطوير ذاتي ومجتمعي».
وأعربت عبدالكريم عن تمنياتها أن يخوض الجميع المجال التطوعي السامي، وخصوصا أن إجراءات الانضمام إليه سهلة، إذ يتطلب فقط ملء استمارة وبذل بعض الجهد والوقت والمال بصفة اختيارية من دون انتظار عائد مادي.
فيما ذكرت الصحافية والناشطة في حقوق الإنسان فاتن بوشهري «لطالما كنت مهتمة بمجال حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، أمرٌ كهذا دفعني إلى أن أكون صحافية، كنت محظوظة بتجربتي التي قمت فيها بمساعدة اللاجئين السوريين، فبعد هذه التجربة كان من الصعب عليّ مواصلة حياتي العادية، إذ أحسست أنه العمل الوحيد الذي له معنى في الحياة».
وتحدثت بوشهري عن تجربتها في مساعدة اللاجئين السوريين بالقول: «كانت مشاعري مختلطة... وذكرتني كم أنني والآخرين محظوظون، إذ لا نمر بما يمر به هؤلاء اللاجئون. والذين على رغم ما يعيشونه من فقدانهم وطنهم الذي أجبروا على مغادرته بسبب الحرب، وفقدانهم أحبتهم الذين غرقوا في سبيل النجاة من نار الحرب، فإنه لا تزال لديهم روح سعيدة وممتنون لبقائهم على قيد الحياة، فموقفهم يجعلنا نشعر وكأننا ليس لدينا ما نشكو منه».
وعما إذا كانت ستعيد تجربة مساعدة اللاجئين السوريين، أجابت بوشهري بضرس قاطع: «سأكرر التجربة مع اللاجئين في أمستردام حيث أعيش وخارجها».
وختمت بوشهري حديثها بالقول: «يجب أن يكون كل يوم يوماً إنسانيّاً لا يوم واحد فقط، والعمل الإنساني يجب ألا يتوقف، فيمكن لمحبي هذا المجال أن يسهموا بمهاراتهم ومواهبهم، وتوفير الخدمات بدلا من المال، فهناك دائما شيئا ما يمكننا القيام به للمساهمة في العمل الإنساني حتى من مسافة بعيدة».
أما المتطوعة في منظمة «أيزيك» الدولية زهراء البني، فقالت: «من المحزن أن نرى أطفالا يتسولون الآخرين لكي يتعلموا، لأن التعليم هو منقذهم من الفقر، وهذا ما دفعني إلى المشاركة في تدريس أطفال في الهند في إطار النشاطات التي تقوم بها المنظمة على هذا الصعيد، وهم الأطفال الذين أجبرتهم ظروفهم على أن يتعلموا في مكان يشبه الحظيرة بسبب الفقر».
وتابعت «لطالما كنا نحن شباب هذا الجيل نتذمر دوماً من صعوبات حياتنا المرفهة، تجربتي جعلتني أتأمل الصعوبات التي يعيشونها، وعلى رغم ذلك لايزالون يكافحون من أجل أن يحصلوا على حق من حقوق أطفال العالم وهو التعليم».
وتستذكر البني بداية عملها التطوعي بالقول: «البداية كانت صعبة، فالسكن كان من أبرز الصعوبات، لكني استطعت أن أتأقلم مع الصعوبات فابتسامتهم ولهفتهم للتعليم أنسياني الصعوبات والغربة».
ودعت البني محبي التطوع إلى الانخراط في العمل الإنساني؛ لأنه بسيط وفي بساطته جمال ويستطيع الجميع عمله.
وأعربت عن أملها أن يتم في اليوم العالمي للعمل الإنساني احترام الإنسانية ووقف هدر الدماء التي تحولت إلى ماء، على حد تعبيرها.
وتقول مؤسسة ورئيسة فريق نبض الإسعاف التطوعي ابتسام الدبيني: «الإنسانية سمة يملكها كل البشر ولكنها عمل وإحساس لا يشعر به أي إنسان، فنحن نسعى إلى خدمة المجتمع والرقي بمستوى العمل الإنساني التطوعي الذي يخدم الوطن والناس».
وتضيف «المشاركة في العمل الإنساني تتطلب النية الصادقة في العمل والأخلاق الرفيعة، والمجال مفتوح لكل من يستطيع أن يخدم المجتمع والناس بحسب تخصصه، كما أننا نحتفل بهذا اليوم بفعالية نتشارك فيها معاني العمل الإنساني».
وتطرقت الدبيني إلى الصعوبات التي واجهتها في بداية عملها التطوعي، وخصوصا على صعيد الحصول على التراخيص من الجهات الحكومية لتنظيم الفعاليات ذات الطابع الإنساني، ناهيك عن عدم وجود جهات داعمة للعمل التطوعي، واقتصارها على الأهل وبعض الأصدقاء.
العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ