هذا الخطاب أوجّهه لنفسي ولكل من يرتاد حديقةً صغيرةً أو كبيرةً، أو ساحلاً من السواحل القليلة التي بقيت مفتوحةً للجمهور، ولا تزيد نسبتها عن 5 في المئة من سواحل البحرين.
ما تبقى اليوم من سواحل، عبارةٌ عن جيوب صغيرة تطلّ على البحر، وتمثل متنفساً عاماً للناس. والحدائق العامة بما تحتويه من تجهيزاتٍ ومرافق عامة أو صحية، هي ملكٌ عامٌ، تم إنشاؤها بمال الشعب، ولم يصرف عليها دينارٌ واحدٌ تبرعاً من شخص. فعندما نهمل هذه السواحل والحدائق، أو نخرّب ما فيها، أو نفرّط في نظافتها، أو نرمي الأوساخ فيها من دون اكتراث، فإننا نفرّط ونتلاعب بالمال العام.
التلاعب بالمال العام لا يقتصر فقط على شخصٍ يمرّر اتفاقيات مشبوهة، أو يتلاعب بالصفقات، وإنّما أنا وأنت نشارك أيضاً في ضياع المال العام، عبر تدميرنا وتخريبنا للمرافق العامة. والمسألة مسألة سلوك ووعي، وعلينا أن نختار لأنفسنا، ونربّي أطفالنا على السلوك السليم. فلا يصحّ أن نذهب للحديقة العامة، ونصطحب معنا عشاءنا، وبعد أن ننتهي نترك مخلفاتنا ليأتي عامل البلدية في اليوم التالي ليزيلها، بعد أن تتعفّن أو تصبح مادةً جاذبةً للحيوانات الضالة، أو بيئةً خصبةً لتكاثر القوارض والحشرات. والحال أن كلاً منا باستطاعته بكل سهولة، أن يجمع مخلفاته ويضعها في كيسٍ وينقلها إلى أقرب حاوية قمامة قبل مغادرة المكان.
ربما تكون هي تصرفات شخصية، لكنها تعطي انطباعاً سلبياً عن مناطق بأكملها، فتدمغ صورة بضعة آلاف بتصرف عشرات من المهملين المفرطين بالنظافة. ونحن شعبٌ منظّمٌ يؤمن بأن النظافة من الإيمان، ولسنا شعباً متخلفاً يحب مظاهر الفوضى والإهمال.
هذا الجزء من المقال كتبته قبل أسبوعين، واحتفظت به لإكماله ونشره في أقرب فرصة. وقبل يومين، أتيحت لي فرصة اللقاء بعددٍ من مسئولي الإدارات بوزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني، استجابة لدعوة كريمة منهم للقاء المباشر، للاطلاع على وجهات نظرهم فيما نكتب من انتقادات وملاحظات. وكانت فرصةً جميلةً أن تلتقي بمثل هذه الكوادر الوطنية التي تعمل في الميدان بصمت، وتتولى تنفيذ الأشغال الصعبة سواء في مجال البلديات أو شبكات المجاري والطرقات.
اللقاء استمر ساعتين، لتسمع وتُسمع، وتطّلع أيضاً على الصعوبات التي تواجههم في عملهم اليومي، مع كثرة الشكاوى والانتقادات. وإحدى المشاكل التي يشكون منها بمرارةٍ، تتعلّق بسلوكنا، نحن الجمهور، من رواد السواحل والحدائق العامة والمتنزهات. فهناك ظاهرةٌ مؤسفةٌ جداً نلاحظها جميعاً، وهي التخريب المتعمّد لمثل هذه المنشآت والممتلكات العامة، التي يُصرف على إنشائها الملايين من الموازنة العامة للبلد، ويُصرف على صيانتها عشرات الآلاف كل عام، وأكثره يذهب لصيانة ما تم تخريبه عمداً.
خلال الأشهر الماضية، نشرت الصحيفة مطالبات أهالي بعض المناطق، لإنشاء حديقةٍ عامةٍ، وأحياناً لإعادة تأهيلها. المطلب مفهوم ومشروع، لكن من غير المفهوم أن يتم إنشاء حديقة عامة، ولا يمر غير بضعة أشهر حتى تتعرّض للتخريب المتعمد، فتُنزع أبوابها، وتكسّر مرافقها الصحية، وتُخرّب صناديق وأعمدة الكهرباء فيها، وتُحطّم الألعاب أو المراجيح التي تم شراؤها من المال العام لإسعاد الأطفال والترويح عن الكبار.
أحد المتحدثين بوزارة الأشغال، ذكّرني بمشروع «ارتقاء» الذي أطلقته الوزارة بالتعاون مع المجالس البلدية في العام 2008، بمشاركة الأهالي في عددٍ من مناطق البحرين، وشارك فيه متطوّعون من الشباب. كان مشروعاً ناجحاً ودليلاً على ما يمكن أن يحققه مبدأ الشراكة المجتمعية، حيث تم توجيه ما تم توفيره في الموازنة لإنشاء عددٍ من الحدائق آنذاك، بينما يضيع ذلك الجزء هذه الأيام على إصلاح ما يتم تخريبه وتكسيره.
يجب أن يشعر كلٌّ منّا بأن الحديقة العامة هي حديقته الخاصة، وأن المرافق العامة فيها إنما تم إنشاؤها بأموالنا، وحينما أخرّب حديقة منطقتي، أو أكسّر دورة المياه العامة، فإنني أمارس نوعاً من الفساد العام.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5094 - الأربعاء 17 أغسطس 2016م الموافق 14 ذي القعدة 1437هـ
جعفر الخابوري يقول لكم شكر لجميع الجهود الخيره
صحيح بالضبط هذه هي الرسالة المفروض نعرفها...... يجب أن يشعر كلٌّ منّا بأن الحديقة العامة هي حديقته الخاصة، وأن المرافق العامة فيها إنما تم إنشاؤها بأموالنا، وحينما أخرّب حديقة منطقتي، أو أكسّر دورة المياه العامة، فإنني أمارس نوعاً من الفساد العام.
فليتجه المسؤلين إلى ساحل الحوض الجاف ليرى ماذا فعل به الأجانب سابقا كان مكان جميل للبحرينين أما اليوم أصبح مكان تشمأز إذا دخلته فكل شيء مقرف وبالخصوص دورات المياة لم يعد هناك ساحل أو حديقة عامة ترتاح بوجودك فيه
وإذا أُصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا
نحن جميعامسؤلون عن مايحصل
في اعتقادي لو كان هناك مسؤلين
غير فاسدين لأصبح هناك حل جذري
لهذه الكارثه
الموضوع ممتاز تلوع الجبد السواحل كلا خمايم و تكرم حفاظات واشياء مقززه والحين طالعه موضه افعال مخله بالآداب امام الناس واللي ما يجوف يجوف كلشي صار عادي
الأفضل هو وجود حراسة ومبلغ رمزي تدفع للصيانة والمحافظة على نظافة الحدائق
سيدنا الحين اختلطت الامور كثيرا شعب البحرين لم يعد شعب البحرين نفوس اهل البحرين لم تعد كالسابق الان المواطنين الجدد هم اهل البلد احنا نتكلم بكل هذه الحرقه لانه فعلا تحس بها في كل مكان فرجان المحرق لم تعد كالسابق تحس بغربه عظيمه كل ما حواليك يشعرك بان هذا القطعه من الارض ليست من البحرين لان وجوه اهل هذه الفرقان لا تمت للبحرين باي صله
رحم الله الشيخ محمد عبده عندما قال "ذهبت للغرب فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين ولما عدت للشرق وجدت مسلمين و لكن لم أجد إسلاماً". فعلاً بعض الناس ماعندهم أخلاق في التعامل ، ولا حتى إبتسامه وهي صدقة :) لا في رمضان ولاغير رمضان، مافي إحترام أو ذوق في السياقه في الشوارع، مافي شئ إسمه طابور ويوقف مثل الناس الكل نفسي نفسي!! حتى في الصلاة يوقفون سيارتهم وتعارض السيارات البقية. تروح بنك أو وزارة تكلم موظف ينط لك واخد ثاني يسأل عن شغله الموظف يطنشك ويخلص شغلته!!1 مو تمجيد في الغرب لأنه عندهم مساؤ بعدز اتقوا
سؤال : هل بقيت سواحل للناس؟ بصيغة اخرى هل بقيت سواحل يرتادها الشعب؟
دلوني
نعم
بقيت سواحل قليلة جدا جدا
ومع ذلك نحن لا نحافظ عليها
ونقوم بتوسيخها وتدميرها
يحتاج للشعور بالمسؤولية
أم علي
زائر رقم 10لا أدري لما لم تبقى لنا سواحل قد يكون بسبب مااقترفته ايدينا من ذنوب ومعاصي هناك ذنوب تحرق الأخضر واليابس وهناك ذنوب تسلب النعم وكون السواحل من نعم الله العظيمة على الإنسان فعليها السلام راحت منا
الذنب الأكبر مصادرة الأراض العامة وتحويلها الى املاك خاصة.
هذه هي المشكلة
اتمنى من خطباء المساجد و المآتم ان يركزو على هذا الموضوع بدل الحديث في السياسة و مستحبات الوضوء
ههههههههههه ضحكتني والله من صدقك لو تطنز شنو الخطباء تبغيهم يسوون الشي اذا ما كان نابع من نفسك ما بتسويه وثانيا كثير من الخطباء يحثون على هالشي ويتكلمون في امور الحياة عامة الاجتماعية والسياسية وغيرها الا انت عندكم ما يتكلمون الا عن السياسة ههه عموما حبيت بعد اقول الكسيف كسيف لو يطلع اليه النبي (ص) ويحثه على النظافة بيتم نفس ما هو لان داخله ما يقدر يسوي هالشي وساخة وكسافة فيه قدامي في ممشى الزبالة مانت قدام عيونه لكن فلت زبالته في الشارع ومشى يعني كان بس يقدر يتعب روحه ثانيتين ويقطه ناس تعبانة
يعطيك العافية موضوع مهم و لكن لا حياة لمن تنادي . ولا تنطبق فقط على الحدائق العامة بل داخل القرى . الاطفال و الكبار عندما ياكلون اي شيء في الخارج يرمون مخلفاته مباشرة في الشارع و أسوء مافيه تكسير زجاجات المشروبات و العصائر و التي تتسبب في الكثير من الاصابات .
تضاعفت أعداد الشعب مرّات وتقلّصت السواحل مرّات ومرّات
كان الشعب قرابة 400 وله سواحل مفتوحة على معظم سواحل الارخبيل
تضاعفت أعداد الشعب مع الاجانب فأصبح المجموع قرابة مليون و200 ألف وتقلّص عدد السواحل
حتى اصبح 5%
شي حلو
(ولا تزيد نسبتها عن 5 في المئة من سواحل البحرين)
هذه حقيقة تجدها حين تهفو نفسك للخروج للترفيه عن نفسك ولو قليلا لكنها ما تلبث ان تنسدّ ويتعكّر مزاجك بسبب الازدحام والاكتظاظ وتكدّس الناس على بعضها في اماكن ضيّقة جدا.
لاحياة لمن تنادي
شكرًا أستاذ على هذا الموضوع المميز فعلًا لا أعرف كيف لإنسان مسلم يرمي الأوساخ على الأرض وين الإسلام ولماذا يوجد ناس وسخة أساسًا لا أتكلم عن أطفال صغار وإنما عوائل بأكملها تتميز بالوساخة أخي أذهب لساحل المالكية وأنا من مرتاديه شوف الساحل يرثى لحاله من الأوساخ مايكسرون خاطري الا عمال النظافة على ودي أنظف معهم المشكلة مايتغيرون الناس أنا كنت مدرسة تعال لساحة المدرسة في الفسحة قمنا بمشاريع جمة لغرس وعي النظافة ولكن كثير من الطالبات ماتغيروا تعرف ليش لأن الأهل ربوهم على الوساخة واللامبالاة
هذا الكلام ما كان يتوجب أن يكتب ويوجه إلى شعب يدعي أنه متطور ومتعلم ومثقف ، هذه النصائح والتوجيهات أكل عليها الدهر وشرب وتقال لشعب أتي من الأدغال ولم يدخل مدارس وجامعات ، أما ونحن في القرن 21 ولدينا أكثر من عشر جامعات حكومية وخاصة ومدارس حكومية وخاصة ومعاهد ومراكز تعليم ومازلنا نتلقى النصائح والتوجيهات من الصحافة للمحافظة على نظافة حدائق عامة وسواحل فهذه مصيبة كبرى وعدم وعي وتدل على أنه لا تعليم ولا ثقافة ولا حضارة لهذا الشعب.
بخصوص الحدائق الموجودة في المدن والقرى فالتخريب في أغلبه نتيجة عدم وجود حراسة، والحراسة توكل عادة لشركات لا توفي الحراس حقوقهم، فيتم تسريحهم وهذا بدوره يؤدي لخلل في الحراسة، وبالتالي تخريب من فئات تستغل هذا الخلل!
هذا ما لاحظته على أكثر من حديقة إحداها قريبة منا.
البحرين جزيرة بلا سواحل