حين قررَّت الذهاب لمشاهدة فيلم «Suicide Squad» (الفرقة الانتحارية)، كان هدفي الأساس هو بطل الفيلم ويل سميث. سميث كان الممثل المفضَّل بالنسبة لي في فترة التسعينات وما بعدها بعقد كامل أو أكثر، لكنه ولا أعرف لماذا، فجأة، فقد كثيراً من جاذبيته كفنان على الشاشة، وأصبح غير قادر على «مغازلة» شبَّاك التذاكر وجمهور السينما.
بعيداً عن ذلك، دفعني هذا الهوَس القديم، وربما الفضول (ليس الصحافي بل فضول المتابعين لأفلام السينما) هو ما أخذني لمشاهدة سميث، ممثلي المفضل (سابقاً)، الذي لم يحقق آخر أفلامه «Concussion» أي نجاح يُذكر، لدرجة أن أرباحه على شباك التذاكر كانت أقل من موازنته!
ما حدث بعدها غيَّر كل شيء. وغيَّر ترتيب الأفكار المسبق الذي وضعته للمقال. لن يكون هذا مقالاً عن ويل سميث وما حققه من نجاح أو فشل في هذا الفيلم. فسميث ليس هو البطل الأوحد هنا، وليس نجماً أصلاً، الفيلم لا يتحدث عنه ولا يركِّز عليه بشكل كبير.
ما الذي يوجد لدينا في هذا الفيلم، ويل سميث، مجموعة كبيرة من الممثلين ممن هم ليسوا من نجوم الصف الأول، قصة تدور حول مجموعة من الأبطال الخارقين، فيلم «أكشن» وإثارة وخيال، وأخيراً لدينا كاتب الفيلم ومخرجه، ديفيد آير.
أما فيما يتعلق بويل سميث فقد انتهينا، أعلاه، إلى أنه لا يمثل محوراً. في اعتقادي أراد منتجو الفيلم تسويق فيلمهم بنجم مثل ويل سميث، مازال هناك من المشاهدين من يعتبرونه مميزاً، على رغم تعثُّره.
وفيما يتعلَّق بالقصة، فهي قصة مخابراتية شاهدناها كثيراً في أفلام أميركية عديدة، لا جديد فيها لا على مستوى الثيمات ولا الخدع ولا حتى مشاهد «الأكشن».
مربط الفرس في هذا الفيلم، في رأيي، هو في كاتبه ومخرجه دايفيد آير. لم أعرف عنه الكثير قبل مشاهدة الفيلم، لكن سذاجة طرح الفيلم ومباشرته الفجَّة دفعاني للبحث عنه بعدها.
قصة الفيلم مبنية على شخصيات «كوميكس»، لأبطال مخالفين للعرف، لا يحملون صفات الأبطال التقليدية، فهم متردِّدون، ليسوا شجعاناً، ولا يتمتعون بأخلاق عالية. يتم الاستعانة بهذه المجموعة «الغريبة» لأداء مهمة تمس الأمن القومي لأميركا، وذلك من قبل وكالة استخبارات تضع مشروعاً لمواجهة ما يمكنه أن يفتك ببلادهم.
يأتي هذا المشروع بعد موت سوبرمان، حين تقوم عميلة المخابرات آماندا والر(فيونا دافيس) بتشكيل فريق لحماية أميركا من خطر مدمِّر وذلك من مجموعة من المجرمين الخطرين المحتجزين في سجون خاصة.
يضم فريقها القناص ديد شوت (ويل سميث)، وطببية الأمراض النفسية سابقاً هارلي كوين (مارغوت روبي)، ورجل العصابات السابق آل ديابلو (جي هيرنانديز) الذي يملك قدرة خارقة على إشعال النيران والتحكُّم فيها، واللص الانتهازي القبطان بومرانج (جي كورتني)، وآكل لحوم البشر المتوحش كيلر كروك (اديوالي أجباجي) والقاتل المأجور سليب نوت (آدم بيتش)، وغيرهم من شخصيات كثيرة نفقد بعضها منذ البداية ويظل بعضها سلبياً في دوره وفي المساحة المعطاة له في الفيلم.
توضع هذه «الحفنة» من المجرمين تحت إمرة الكولونيل ريك فلاغ (جويل كينامان)، للقيام بمهمة على درجة عالية من الخطورة لصالح الحكومة الأميركية، تقتضي قيام الفريق بإنقاذ أميركا من بطش ساحرة شريرة تدعى إنشانترس تسكن جسد الدكتور جون مون، وهي عالمة آثار أخذها حظها العاثر إلى كهف تسكنه روح الساحرة.
تحاول الساحرة القضاء على الجنس البشري لسجنهم إياها لزمن طويل في تمثال حجري. تحاصر مدينة ميدواي بجيش من الوحوش وتبدأ في تصنيع سلاحها، يساعدها في ذلك شقيقها أنكيوبوس الذي يستحوذ هو الآخر على جسد رجل عادي. لا تهم باقي التفاصيل، أجزم أنكم ستتراجعون عن مشاهدة الفيلم إن كتبت جزءاً بسيطاً منها. هي تفاصيل كثيرة، ولنسمها حشواً، لأنها بالفعل كذلك، تجميع، قص ولزق، أيمَّا تريدون. أنتم أمام تجميع لمشاهد كثيرة شاهدتموهم في أفلام «أكشن» وإثارة وأفلام مخابرات سابقة. حتى الشخصيات، هي شخصيات شاهدناها في أفلام سابقة، لكنها كانت أكثر تألقاً في تلك الأفلام. ربما بسبب سيناريوهات ونصوص أفضل، وربما بسبب إسناد دور تجسيد تلك الشخصيات لممثلين أفضل. أخص بهذه الشخصيات، شخصية الجوكر، التي شاهدناها في أفلام سابقة، وكان أجمل من أدَّاها هو هيث لدجر في فيلم «The Dark Knight». قصة الفيلم لا تحمل الكثير إذن، ولا الجديد ولا المميَّز. الدور هنا مسند إلى الممثل جاريد ليتو الذي قدم أداء مبتذلاً باهتاً غريباً.
فيما يتعلق بالشخصيات، لم يتمكَّن كاتب الفيلم من بناء أي شخصية بشكل جيد، على رغم أنها شخصيات ليست جديدة، تماماً كما هي القصة، إلا أنها ظلت سطحية لا تحمل أي بعد أو عمق. حتى شخصية ويل سميث (ديدشوت) لم تكن مميزة بأي شكل، ولم يتم تقديمها بجميع أبعادها. لذلك لم يكن سميث نجماً هنا. ربما أعطيت لشخصيته مساحة أكبر من تلك المعطاة لشخصيات أخرى في الفريق لكنه ظل هشاً وسطحياً، كشخصية.
الآن نعود إلى كاتب الفيلم ومخرجه ديفيد آير، هذا الذي توقفت كثيراً عند فجاجة مباشرته وسطحية كتابته. تساءلت حقيقة عمَّا يدفع كاتباً لأن يقدِّم فيلماً على هذه الدرجة العالية من المباشرة في طرحه، فنحن أمام فيلم خيالي يتحدث عن الساحرة الشريرة وهي آلهة، تعيش منذ أزمان طويلة، حبسها البشر وصادروا حريتها في تمثال حجري خبَّئوه في كهف مظلم. هذه الساحرة تودُّ السيطرة على البشرية والانتقام منها لأنها قامت بمحاصرتها، فتعمد إلى تصنيع جيش من الجنود الفولاذيين الذين لا يهزمون إلا على يد عصابة المجرمين الذين تستعين بهم الحكومة الأميركية.
جيش الساحرة قوى ومتطور وهي تسيطر على الناس العاديين بسحر غريب، تقبل الجنود والبشر الذين يقعون في قبضتها قبلة يتحولون على إثرها إلى كائنات معدنية فولاذية. حاولت قدر إمكاني ألا أربط غباء الفيلم بما يجري على الساحة الدولية من صراعات. حاولت أن أمحو من ذاكرتي كلمات تمِتُّ إلى الساحرة التي تصنع الوهم، تسيطر على العقول، تحاصر من قبل العالم، تود محاربة أميركا ومنازعتها السيطرة على العالم، تتحدث بلغة غريبة، تصنع سلاحا فتاكاً، وأن أنسى مشهداً «غبياً» ورد في بداية الفيلم عن قدرة تلك الساحرة على إحضار ملف مخابراتي إيراني على درجة عالية من السرية. حاولت فلم أفلح.
هذا الفيلم على درجة عالية من الغباء والسطحية. سجل تراجعاً آخر لفناني المفضل، وكشف عن تراجع آخر للأفلام الأميركية يتمثل في كاتب الفيلم ومخرجه وهو رجل عسكري قضى جزءاً كبيراً من حياته عسكرياً، وقرَّر فجأة منذ العام 2000 أن يتحوَّل إلى كاتب سيناريو ومخرج ومنتج أفلام!
ابداع
بسينما سار قبل اسابيع شاهدت فلم مخابراتي امريكي
اسمه (( Jason bourne ))كان مكتوب بشكل جيد ويحترم عقل المشاهد من ناحية الاكشن والسيناريو بعيدا عن المصداقية بالواقع .كانت نهاية الفلم مشهد من دقيقه واحده هو سر الفلم كله.ويحفزك لمشاهدة الفلم مره اخرى لتستوعب الحبكه الدرامية بالفلم وتعيد برمجة عقلك .بعدها باسبوع قررت اشاهد فلم ( الفرقة الانتحارية )(Suicide Squadاعتقاداً مني ساجد شي ارقى من الفلم الاولاني .واذا بي اشاهد فلم اكشن خيالي بفنتازيا لا تخدم فكرة الفلم بالاساس (.فلم تيك اوي )....
الشر كله من الإنسان.. لو شفنا the dark night و تمحور الجوكر في الفلم او آخر فيلم سينمائي لمارفيل captain America لما الشر كله يطلع من مخ إنسان لكان الفلم أفضل من سحر وشعوذة. برأيي قصة الفلم كأشرار تستخدمهم كمخابرات فكرة حلوة ولكن ليس لمواجهة السحر بهذه الطريقة التي ذهبت بالفيلم بعد انتظار لمدة سنتين في مهب الريح :)
طرح جميل..
فعلاً ..
تراجع ويل سميث ليس في الأداء ولكن في أختيار أفلامه..
وجهة نظر شخصية محترمة ... و لكني أعتقد بأن صناعة السينما الأمريكية مؤخرا ركزت على أفلام الأبطال الخارقين لان المشاهد عايز كده، فبالرغم من اتفاقي مع بعض ما طرحت الكاتبة و خصوصا ضعف حبكة الفيلم فإن هذا النوع من الأفلام هو الذي يحقق أعلى أرباح مؤخرا. بالنسبة لويل سميث، فهذا الدور بالتأكيد ليس من أفضل ما قدمه و لكنه مختلف قليلا (مشابه لدور هانكوك) الا انه شرير صريح.