تطلق هيئة البحرين للثقافة والآثار شعار "وجهتك البحرين" على برامجها وفعالياتها لهذا العام تعزيزاً لمكانة المقومات الحضارية والثقافية في مملكة البحرين، وها هو متحف البحرين الوطني تجديد اشتغالاته الثقافية، كونه واحداً من أهم الوجهات التي يزورها جميع القاطنين في مملكة البحرين من سيّاح، مقيمين ومواطنين. فإضافة إلى قاعاته الدائمة التي تضم مقتنيات حضارية وتاريخية منذ عصر دلمون إلى يومنا هذا، فإن المتحف يستضيف على الدوام معارض مؤقتة محلية، إقليمية ودولية.

عروض تتنوع ما بين المحلي والعالمي والفني والتاريخي

ففي قاعة الفنون بالمتحف تعرض هيئة البحرين للثقافة والآثار مجموعة من أبرز المقتنيات الفنية لمتحف البحرين الوطني وتضم أعمالاً فنية وتشكيلية لمجموعة كبيرة من روّاد الحركة الفنية التشكيلية في البحرين والفنانين المعاصرين. وبمجرد دخول الزائر إلى هذه القاعة يجد عملاً فنيا مميزا بطابع تجريدي لوكيل وزارة الداخلية لشؤون الهجرة والجوازات والاقامة، الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة. ومن ثم يمكن الاطلاع على بقية المقتنيات التي تتنوع ما بين لوحات، تصوير وأعمال نحت وتشكيل لفنانين أمثال الراحل أحمد باقر، عبد الله المحرقي، بلقيس فخرو، عبد الرحيم شريف، إبراهيم بوسعد، عدنان الأحمد، خليل الهاشمي، مريم حاجي، وحيدة مال الله، زهير سعيد، مروة راشد وغيرهم.

كما وتستضيف قاعة المعارض الزائرة والمؤقتة في المتحف معرض طائرة الـ"السبيت فاير"، والذي افتتح أواخر شهر مايو الماضي برعاية الممثل الشخصي لعاهل البلاد سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، ويستمر حتى شهر أكتوبر القادم. ويأتي هذا المعرض ضمن احتفاء هيئة البحرين للثقافة والآثار بمناسبة الذكرى 200 على العلاقات البحرينية البريطانية. ويقام معرض طائرة الـ"السبيت فاير" بدعم من شركة أنظمة الدفاع الجوي (بي أيه إي سيستمز) ومتحف سلاح الجو الملكي البريطاني في المملكة المتحدة.

ويضم المعرض في وسطه طائرة الـ"سوبر مارين سبيت فاير" الأيقونية باعتبارها أشهر طائرة مقاتلة في التاريخ، فهذه الطائرة التي سجّلت أولى رحلاتها قبل 80 عاماً هي التي حمت الأجواء أثناء الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك أجواء مملكة البحرين. ويتضمن المعرض كذلك عدداً من الطائرات الأخرى، كطائرة الـ"آنسون"، طائرة الـ"فيكرز في سي 10" وغيرها.

وانتقالاً إلى ركن آخر من متحف البحرين الوطني، يمكن للزائر الاطلاع على معرض "تقطعات" الذي أقامته هيئة الثقافة بمناسبة يوم المتاحف العالمي ويقدّم عروضا متحفية مؤقتة في قاعتي دلمون وقاعة تايلوس والفترة الإسلامية.

ويستمر حتى 31 ديسمبر 2016 بعرض 139 قطعة أثرية من جرارٍ وقطعٍ معدنية وحُلي وخرائط جغرافية، لم يسبق عرضها من قبل، حيث تتكامل تلك اللقى الأثرية مع معروضات قاعة دلمون، وقاعة تايلوس والفترة الإسلامية.

استعدادات متواصلة لنشاط ثقافي قادم

ومع استمرار أعمال تفكيك الخيمة المتواجدة في الساحة الخلفية للمتحف، تستعد هيئة الثقافة لتهيئة المكان لاستقبال أنشطة ثقافية مختلفة. فمع إزالة الخيمة تعود مشاهد البحر والأفق الذي تستقر فيه مدينة المحرق إلى المقهى داخل المتحف، حيث يمكن تناول العديد من الأكلات والمشروبات الملائمة لنهاية رحلة مليئة بالمعرفة داخل المتحف.

كما وتعود الرحلات البحرية من وإلى قلعة بوماهر، بداية طريق اللؤلؤ، والتي تنطلق من الساحة الخلفية طيلة أيام الأسبوع. وضمن احتفالاتها بالأعياد الوطنية خلال شهر ديسمبر القادم، تنظم هيئة الثقافة فعالية "ما نامت المنامة"، والتي تحتفي للمرة الرابعة بذكرى تأسيس متحف البحرين الوطني الذي يصل عمره الآن إلى ثمانية وعشرين عاماً.