سيطرت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية في أعقاب هجوم شنته صباح أمس الثلثاء (16 أغسطس/ آب 2016) على كامل الحي الرقم 2 في سرت، وهو أحد ثلاثة أحياء يتحصن فيها متطرفو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في المدينة الساحلية.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال المتحدث باسم «البنيان المرصوص»؛ العملية التي بدأتها الحكومة المعترف بها دولياً قبل 3 أشهر لاستعادة سرت من التنظيم المتطرف، رضا عيسى: إن «قواتنا حررت كامل الحي الرقم 2، وهي تتقدم حالياً داخل الحي الرقم 1» الواقع في وسط سرت، والذي يشكل مع الحي الرقم 3 الواقع إلى الشرق، آخر جيوب المتطرفين في المدينة الواقعة في شمال وسط ليبيا.
وأكد مصور فرانس برس في الميدان هذه المعلومات.
وقال المصور إن قوات المشاة تعمل على تمشيط الحي، فيما بدأت المدرعات بالتوغل في الحي الرقم 1، مشيراً إلى أنه أثناء سيطرتها على الحي 2 أرسل المتطرفون سيارة مفخخة يقودها انتحاري، ولكن تم تفجيرها قبل وصولها إلى القوات.
وكانت دبابات ومدرعات تابعة للقوات الموالية للحكومة بدأت صباح أمس بالتقدم في الحي الرقم 2 الواقع في الشطر الغربي من سرت تحت غطاء ناري لمدافع الهاون والميدان.
من جانبها، أعلنت القوات الموالية للحكومة الليبية غير المعترف بها أمس مقتل 10 من عناصرها وإصابة 34 آخرين في اشتباكات قرب بنغازي أمس الأول (الإثنين) مع قوات «مجلس شورى ثوار بنغازي»، أبرز جماعة مسلحة مناهضة لهذه الحكومة التي تسيطر على أنحاء واسعة في شرق البلاد.
وقال مسئول في الكتيبة 302 في القوات التي يقودها الفريق أول خليفة حفتر لوكالة فرانس برس، انه خلال المعارك التي دارت (الإثنين) في حي القوارشة الذي يبعد حوالي 10 كلم من وسط بنغازي، ويعتبر المدخل الغربي لكبرى مدن الشرق الليبي، «فقدنا 10 جنود ولدينا 34 جريحاً».
واضاف أنه في أعقاب هذه المعارك «تمكنت قوات الجيش من السيطرة على نقاط جديدة في شارع الشجر»، الذي يعتبر الطريق الرئيسي بين بوابة القوارشة والأحياء السكنية الواقعة شرقاً، وهما منطقتان سيطرت عليهما القوات التي يقودها حفتر.
في المقابل، لم يعلن «مجلس شورى ثوار بنغازي» حصيلة المعارك.
وشهد حي القوارشة أوائل العام 2013 ظهور «جماعة أنصار الشريعة» وجماعات متطرفة أخرى بينها تنظيم «داعش». ويضم «مجلس شورى ثوار بنغازي» خليطاً من الجماعات المتطرفة بينها «أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم القاعدة.
وتشهد بنغازي منذ أكثر من عامين معارك يومية بين القوات المدعومة من البرلمان المعترف به وجماعات مسلحة معارضة أبرزها «مجلس شورى ثوار بنغازي».
واستعادت القوات التي يقودها حفتر خلال الأشهر الماضية السيطرة على مناطق واسعة في بنغازي كانت خاضعة للجماعات المناهضة لها، إلا أنها لم تتمكن من السيطرة على كامل المدينة بعد.
وتسيطر على شرق ليبيا حكومة غير معترف بها، ولكنها منبثقة من برلمان منتخب معترف به دولياً، وتحظى هذه الحكومة بدعم من القوات الموالية لحفتر، والتي لا تعترف بشرعية حكومة الوفاق الوطني التي تسيطر على غرب البلاد ويدعمها المجتمع الدولي.
العدد 5093 - الثلثاء 16 أغسطس 2016م الموافق 13 ذي القعدة 1437هـ