أقيمت إلى جانب متحف البحرين الوطني ووصلت مساحتها إلى 8000 متر مربع. هي الخيمة التي شهدت على مواسم ثقافية متعددة، تشهد اليوم جهودا متواصلة من أجل تفكيكها استعدادا لإعادة الساحة الخلفية للمتحف إلى هيئتها الأولى.
واستطاعت هيئة البحرين للثقافة والآثار أن تجعل من هذه الخيمة وجهة ثقافية جديدة استثماراً لموقعها الهام مقابل مسرح البحرين الوطني. وعلى مدار 6 شهور، استقبلت الخيمة كل من معرض البحرين الدولي الـ 17 للكتاب، مهرجان التراث السنوي الرابع والعشرين وصيف البحرين لعام 2016م. وقد أقيمت الخيمة بدعم من شركة البداد العالمية من الإمارات العربية المتحدة والتي ساهمت في تشييد الخيمة، بالإضافة لمساهمة شركة في تشييد الجسر الذي أقيم فوق بحيرة المسرح الوطني تسهيلا لوصول الزوار إلى ساحة المتحف الخلفية.
هيئة الثقافة اشتغلت على بناء الخيمة مطلع شهر مارس الماضي تعزيزاً لبرنامجها خلال عام 2016 والذي يحمل شعار "وجهتك البحرين". ويحتفي هذا البرنامج بمقومات مملكة البحرين الثقافية والحضارية ويكرّسها لصناعة وجهات جديدة لزوار، مقيمي ومواطني البحرين.
واستقبلت الخيمة أواخر شهر مارس الماضي معرض البحرين الدولي الـ 17 للكتاب الذي استقبل على مدار أيامه مائة ألف زائر وقدم برنامجا حافلاً بالأنشطة والعروض المختلفة، بمشاركة من المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف المعرض. وشكل المعرض، الذي يقام برعايةٍ سامية من رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، نموذجاً مشرفاً للمحافل الثقافية، بمشاركة أكثر من 380 دار نشر محلية وعربية وعالمية، توزّعت في أكثر من 450 جناحاً.
وخلال شهر أبريل شهدت الخيمة تنظيم مهرجان التراث السنوي الرابع والشعرين بعنوان "موجات صوتية من بحريننا" برعاية سامية من لدن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
واستقبل المهرجان آلاف الزوار من مواطنين ومقيمين وسياح، دفعهم حب التعرف على ثقافة وتراث مملكة البحرين الى زيارة هذا الحدث السنوي الخاص والذي يروج لحضارة هذه الأرض وما تحمله من إرث إنساني خولها لتصبح مقصد الزوار من مختلف الأرجاء. ووثق المهرجان حقبة ما قبل اكتشاف النفط، حيث كان البحر مصدر الرزق الأساسي. وقدم المهرجان كذلك برنامجاً حافلاً بالفعاليات التراثية والفنية المتنوعة شملت عروضاً حيّة للفرق الشعبية البحرينية، إضافة إلى السوق التراثية التي ضمت عدداً من الحرفيين والفنانين، كما تم تقديم وورش عمل مختلفة استهدفت زوّار المهرجان من الأطفال.
كما وتوافد إلى الخيمة خلال شهري يوليو وأغسطس أكثر من 80 ألف شخص لحضور فعاليات نخول ضمن مهرجان صيف البحرين. وعملت خيمة نخول على استدراج أجمل الإشتغالات الثقافية وتقديمها للعائلات والأطفال من خلال تجارب اتخذت أشكالا مختلفة، منها: ورش العمل، العروض المسرحية، الحكايات واللقاءات الثقافيّة والتفاعلية، حفلات استعراضية وموسيقى وغيرها.
ومع استمرار أعمال تفكيك الخيمة، فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار تتهيأ لتنظيم مواسم ثقافية مختلفة، حيث الاستعدادات لاستقبال مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الذي يحتفي بمرور ربع قرن على انطلاقته. كما وتعود الرحلات البحرية من وإلى قلعة بوماهر بعد إزالة الخيمة، حيث يمكن الدخول في هذه التجربة عبر الساحة الخلفية لمتحف البحرين الوطني.