غادر القاهرة أمس الأحد (14 أغسطس/ آب 2016) نائب مبعوث الأمم المتحدة بشأن سورية، رمزي عزالدين متوجهاً إلى جنيف بعد زيارة لمصر استغرقت عدة أيام، وذلك في إطار جولاته الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وصرح عزالدين لدى مغادرته: «يتم حاليّاً الإعداد لعقد جولة جديدة من المباحثات السورية السورية في جنيف خلال الأيام المقبلة»، رافضاً الحديث عن تفاصيل أبرز النقاط التي سيتم التباحث حولها.
وكان نائب المبعوث الأممي بشأن سورية قام بزيارة خلال الأيام الماضية لدمشق والتقى مع عدد من كبار المسئولين السوريين لبحث الإعداد لهذه الجولة من المباحثات بين الحكومة والمعارضة.
وفي الداخل السوري، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» التي تضم تحالفاً من المقاتلين الأكراد والعرب وتحظى بدعم الولايات المتحدة أمس عزمها على طرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» من مدينة الباب بعد سيطرتها على معقلهم منبج في شمال سورية.
وقالت، في بيان بعد يومين من طرد آخر المتشددين من منبج في محافظة حلب: «نعلن تشكيل المجلس العسكري لمدينة الباب الهادف إلى تحرير أهلنا في الباب من مرتزقة داعش على غرار مجلس منبج العسكري الذي حرر منبج». وتبعد مدينة الباب خمسين كيلومتراً جنوب غرب منبج.
من جانب آخر، كثفت الطائرات السورية والروسية ضرباتها خلال الساعات الـ 24 الماضية على مناطق عدة في شمال وشمال غرب سورية، متسببة بمقتل عشرات المدنيين، تزامناً مع خوض قوات النظام معارك عنيفة في جنوب غرب حلب لاستعادة مواقع تقدمت إليها الفصائل.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد بأن غارات مكثفة استهدفت بعد منتصف الليل مناطق في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل معارضة.
وشنت فصائل مقاتلة بينها «جيش الفتح»، الذي يضم «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) في (31 يوليو/ تموز) هجوماً على جنوب غرب حلب، حيث تمكنت من التقدم في منطقة الراموسة والكليات العسكرية، ما مكنها من كسر حصار كانت قوات النظام قد فرضته على الأحياء الشرقية في حلب.
وتدور منذ أسبوعين معارك عنيفة في المنطقة حيث تحاول قوات النظام وحلفاؤها استعادة مواقع ونقاط خسرتها قبل أسبوع وأدت إلى قطع طريق إمداد رئيسي لها إلى الأحياء الغربية.
وبدأت الفصائل أمس هجوماً عنيفاً على حي جمعية الزهراء على الأطراف الغربية لمدينة حلب والواقع تحت سيطرة قوات النظام.
وأعلن «فيلق الشام» أحد الفصائل المشاركة في الهجوم «بدء العمل العسكري بالتمهيد الناري الكثيف لتحرير جمعية ومدفعية الزهراء في حلب». وبحسب المرصد وناشطين معارضين، بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة في الحي، من دون توافر حصيلة عن خسائر بشرية.
وأحصى المرصد مقتل 45 شخصاً على الأقل منذ أمس الأول في الأحياء الشرقية ومناطق تحت سيطرة الفصائل في الريف الغربي جراء قصف مدفعي وجوي لقوات النظام والطائرات الروسية. كما قتل تسعة أشخاص آخرين على الأقل جراء قذائف أطلقتها الفصائل المقاتلة أمس الأول على الأحياء الغربية في مدينة حلب.
وتتزامن المعارك والغارات في حلب وريفها مع غارات كثيفة تستهدف منذ أسبوعين مناطق عدة في محافظة إدلب المجاورة في شمال غرب سورية.
ونفذت طائرات حربية وفق المرصد صباح أمس غارات على مناطق عدة في المحافظة، أبرزها في مدينة إدلب واريحا وسراقب، وفق المرصد الذي احصى السبت مقتل 22 شخصاً جراء اكثر من ستين غارة نفذتها طائرات سورية وأخرى روسية.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن ست قاذفات روسية من طراز «توبوليف» نفذت غارات على جنوب شرق مدينة دير الزور وشرقها وشمال شرقها، دمرت خلالها مركزي قيادة وستة مستودعات أسلحة وآليات لتنظيم «داعش»، كما قتلت «عدداً كبيراً من المقاتلين». ويسيطر التنظيم على كامل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري.
على جبهة أخرى، أجلى الهلال الأحمر السوري الليلة قبل الماضية الفتاة غنى قويدر (10 سنوات) المصابة برصاص قنص في وركها من مدينة مضايا المحاصرة من قوات النظام إلى مدينة دمشق للعلاج، بعد مناشدة ناشطين ومنظمات حقوقية النظام السوري السماح بنقلها للعلاج.
العدد 5091 - الأحد 14 أغسطس 2016م الموافق 11 ذي القعدة 1437هـ