واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية اليوم الأحد (14 أغسطس/ آب 2016) تقدمها في سرت حيث بسطت سيطرتها على مزيد من المباني وتحاول دحر المتطرفين من الأحياء المتبقية تحت قبضتهم بعد اربعة ايام على خسارتهم معقلهم الرئيسي في المدينة الساحلية.
وشاهد مصورو فرانس برس مقاتلي القوات الحكومية وهم يحاولون التقدم باتجاه الحي رقم ثلاثة في سرت مستخدمين المدافع الرشاشة والاسلحة الخفيفة، بينما اعلنت قيادة القوات الحكومية بسط السيطرة على عمارات الف وحدة سكنية وهي مجموعة قيد الانشاء.
وقال المركز الاعلامي لعملية البنيان المرصوص في بيان ان "قوات البنيان المرصوص تبسط سيطرتها على عمارات 1000 وحدة سكنية +العمارات الهندية+ وتستمر في التقدم باتجاه الحي رقم 2".
من جهته اوضح الناطق باسم "البنيان المرصوص" العميد محمد الغصري لوكالة فرانس برس ان سيطرة تنظيم داعش في سرت باتت تقتصر عمليا على الحي رقم واحد فقط الواقع في وسط المدينة، لان الحيين الباقيين، اي رقم اثنان الواقع الى الغرب ورقم ثلاثة الواقع الى الشرق، هما "منطقتا اشتباك".
واوضح العميد الغصري ان القوات الموالية للحكومة "تمكنت من دخول الحي رقم اثنان وهي تحاول بسط سيطرتها الكاملة عليه وهو امر نتوقع حصوله اليوم ان شاء الله"، في حين ان تقدمها على الجبهة الثانية اي في "الحي رقم ثلاثة يسير بوتيرة أبطأ".
وشدد الناطق على ان "المعركة عسكريا انتهت"، وان "اعلان النصر لن يطول كثيرا"، من دون ان يحدد متى يتوقع حصول ذلك.
وأضاف ان تقدم قوات "البنيان المرصوص" تم "بفضل من الله ومن سلاح الجو الاميركي" الذي شن الاحد "اكثر من خمس غارات على مواقع" الجهاديين في سرت، مشيرا الى ان هذا الاسناد الجوي ادى الى تقليل الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية.
وأوضح انه "قبل التدخل الاميركي كان الهجوم يكلفنا ما بين 35 و40 شهيدا، اما الآن فاصبحت خسائرنا اقل بكثير واليوم تحديدا سقط لنا في المعركة ثلاثة شهداء فقط".
وعن اوضاع المدنيين في سرت اكد العميد الغصري ان "سرت خالية من المدنيين نهائيا، اللهم الا من عوائل الدواعش"، مؤكدا ان قوات البنيان المرصوص سمحت للمدنيين بالفرار من المدينة و"هذا ما كلفنا اكثر من 40 شهيدا لان الدواعش ارسلوا ثلاث سيارات مفخخة على انها لاخراج مدنيين من سرت لكن هؤلاء كانوا انتحاريين فجروا سيارتهم بمقاتلينا".
ومنذ انطلاقها في 12 مايو/ ايار، قتل في عملية "البنيان المرصوص" اكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية واصيب اكثر من 1800 بجروح، بينهم 150 جروحهم خطرة.
وكان المركز الاعلامي لعملية البنيان المرصوص اعلن السبت السيطرة على مبنى اذاعة كان الجهاديون يستخدمونها لبث دعايتهم. وقال في بيان ان "قواتنا تبسط سيطرتها على مبنى إذاعة مكمداس الخاصة بعد عمليات تمشيط واسعة للمناطق التي سيطرت عليها مؤخراً.
-"أعيننا على روما"- وجال مصورو فرانس برس داخل مباني جامعة سرت ومركز واغادوغو حيث لا تزال الشعارات المتطرفة شاهدة على فترة احتلال التنظيم المتطرف لهذه المباني.
وعلى مدخل جامعة سرت رفع التنظيم شعاري "خلافة على منهاج النبوة" و"داعش باقية وتتمدد" لكن مقاتلي القوات الحكومية حاولوا تغطية هذين الشعارين بالطلاء.
وداخل قاعات مركز واغادوغو كان الدمار سيد الموقف، بحسب المصور الذي شاهد امام المركز مجموعة من مقاتلي القوات الحكومية وهم يرفعون شارة النصر وبايديهم لافتة للتنظيم كتب عليها "نقاتل في ليبيا واعيننا على روما"، في اشارة الى التهديدات التي ما انفك التنظيم المتطرف يتوعد بها الاوروبيين بالسيطرة على عاصمة الكثلكة في العالم.
وبعد ثلاثة اشهر على بدء عملية "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت التي اصبحت في حزيران/يونيو 2015 معقل التنظيم المتطرف في ليبيا، اعلنت القوات الموالية للحكومة الاربعاء السيطرة على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات.
وفي ايطاليا ذكرت وسائل الاعلام ان السلطات الليبية ابلغت نظيرتها الايطالية بوجود خلية جهادية قرب ميلانو على صلة بأحد قادة "داعش".
واوضحت المصادر ان هذه المعلومات حصلت عليها الاستخبارات الليبية بعد العثور على وثائق في مقرات التنظيم في سرت هذا الاسبوع.
وبحسب الوثائق فان المتطرفين المتمركزين قرب ميلانو في شمال ايطاليا، يأتمرون بأبو نسيم، وهو تونسي في السابعة والاربعين من العمر، وعاش في البلاد خلال شبابه، ثم قاتل في افغانستان وسوريا قبل ان يصبح قائدا في تنظيم "داعش" في ليبيا العام 2014.
وتتخوف ايطاليا التي اعلنت رفع حالة الاستنفار لمواجهة التهديد المتطرف، من ان يجتاز مقاتلون من التنظيم المتشدد من سرت البحر المتوسط على متن سفن للمهاجرين، من اجل شن هجمات في البلاد.