بدأ العداء الأميركي جاستن غاتلين محاولته الأخيرة للتغلب على نظيره الجامايكي أوسين بولت في سباق العدو الأولمبي، إذ يحاول الحفاظ على تركيزه وهدوئه حاليا في ظل تذكير دائم من ماضيه.
ويرغب غاتلين (34 عاما) في التخلص من آثار خسارته الموجعة من بولت خلال بطولة العالم الماضية، التي أقيمت بالعاصمة الصينية بكين العام الماضي، إذ يتعين عليه تجاوز آثار تاريخه في مجال تعاطي المنشطات.
ويبدو أن تعامل غاتلين مع الأمر يسير على نحو جيد حتى الآن، حيث توارى عن الأنظار خارج المضمار عقب حصوله على المركز الثاني في سباق 100 متر ببطولة العالم الماضية، محققا زمنا قدره 9.80 ثوان بفارق 0.01 ثانية خلف بولت.
وكان بولت أسرع رجل في العام الماضي قبل مشاركته في بطولة العالم التي تعرض خلالها للخسارة في سباقي 100 و200 متر.
ونتيجة لذلك، فإن بولت يمتلك حاليا 11 لقبا ببطولة العالم بالإضافة إلى ست ميداليات أولمبية، بعدما حصل على ثلاث ميداليات في أولمبياد بكين 2008، ومثلها في أولمبياد لندن قبل أربعة أعوام، فيما أحرز غاتلين ذهبية سباق 100 متر في أولمبياد أثينا العام 2004، بالإضافة لعدد من الميداليات الفضية في الأولمبياد، بعد حلوله خلف بولت.
ووصفت سباقات العام، بالصين، بأنها كانت بمثابة دورة "الخير ضد الشر"، بالنظر إلى أن بولت يجسد المنقذ لألعاب القوى في حين تم إدانة غاتلين مرتين لتعاطي المنشطات وتم إيقافه في عام 2001 وفي الفترة مابين 2006 - 2010.
واكتسبت قضية المنشطات الزخم مجددا عندما حظرت اللجنة الأولمبية حظرت مشاركة كل اللاعبين الروس في اولمبياد ريو بسبب تاريخهم في المنشطات -وهو الحكم الذي أسقطته محكمة التحكيم الرياضي الدولية(كاس) الأسبوع الماضي - في حين تم السماح لبعض اللاعبين الغشاشين من المشاركة في المنافسات.
وبصرف النظر عن اللوائح والقواعد، هناك رياضيون، يعتقدون بان اللاعبين المخالفين لقواعد المنشطات لا ينبغي أن يشاركوا في ريو، مثل السباحة ليلي كينج، التي كانت حازمة في رأيها بأن أمثال غاتلين لا ينبغي أن يكونوا متواجدين في البرازيل.
وبطبيعة الحال يمتلك غاتلين نظرة مختلفة عندما سؤل عن هذا بعد سباق تصفيات 100 متر أمس السبت، والذي منه تأهل للدور قبل النهائي اليوم الأحد، مثلما فعل بولت.
وقال غاتلين للصحافيين: "لا اعلم حتى من تكون ليلي كينج. أقصد، إنها لاعبة سباحة، وليست لاعبة ألعاب قوى. لست قلقا حيال هذا".
وأضاف "لقد عدت وفعلت ما كان يجب علي فعله. لقد عملت بكد مثل أي شخص أخر، لقد خضعت للاختبارات مثل كل الأشخاص. وأنا عدت الآن، أثق في النظام. وأتمنى أن يثق الجميع فيه".
كل ما يهم جاتلين هو سباق الـ100 متر النهائي الذي يقام في وقت لاحق من اليوم الأحد، وسيجب عليه أن يبذل أقصى ما عنده للتغلب على بولت الذي وصل لقمة مستواه في الموسم، مثل العام الماضي بعدما عاد من إصابته.
ووصف غاتلين مفتاح النجاح "بالحفاظ على التركيز على ما يحتاج التركيز عليه".
ولكنه اعترف بسهولة بأنه لا يمكنه أن يستبعد من ذاكرته من سباق 2015، إذ تعثر في نهاية سباق 100 متر وخطف بولت منه الميدالية الذهبية العالمية.
وقال: "لا يمكنك أن تنسى أي سباق. خسارة أو مكسب- كلها دروس تتعلم منها أن تصبح رياضيا قويا، إنسانا قويا، في المرة المقبلة".
في نفس الوقت يحاول غاتلين أن يحافظ على مستوى معين من الراحة قبل السباق الكبير في نهاية مسيرته.
وقال: "أشعر أنني بصحة جيدة. أنا في نهاية موسمي، ونهاية مسيرتي الرياضية. أنا فقط، أستمتع به".