أخيراً أقرَّت وزارة التربية والتعليم بطريقة غير مباشرة، بأن هناك مشكلة كبيرة في توزيع البعثات والرغبات الدراسية، وأنها مصدر قلق لمتفوقي ومتفوقات الثانوية العامة على مستقبلهم الدراسي، وأن هذه المشكلة تتمحور حول المقابلات الشخصية، بطبيعة الحال لم تصرح الوزارة بوضوح بهذه المشكلة، ولم تلمح لها لا من بعيد ولا من قريب، لا في أروقتها الخاصة ولا في محافلها التربوية العامة ولا في المقابلات الإذاعية والتلفزيونية، لقد أقرَّت بوجود مشكلة كبيرة في البعثات اسمها المقابلات الشخصية، التي بسببها تستقطع 40 في المئة من معدل المتفوق التراكمي من غير مبرر تربوي، دقائق محدودة تقابلها جهود ثلاث سنوات متتالية، وبواسطتها يحدد مصير المتفوق والمتفوقة، رغم أنها تعتمد على التقديرات النسبية وليس الحقيقية، فالحقيقة التي لا يستطيع أحد التشكيك فيها هو معدل المتفوق والمتفوقة التراكمي، أما تقديرات المقابلات الشخصية لا يمكن لأحد أن يجزم بدقتها، ولكن يمكن لأي أحد عدم الاطمئنان لنتائجها وتقديراتها، للاعتبارات المنطقية التي ذكرناها آنفاً، ولهذا نقول بكل صراحة، إن الاستمرار في استخدام هذه الآلية غير المنصفة في نسبتها وخطواتها ومعاييرها، واعتمادها كمعيار مهم في توزيع البعثات والرغبات الدراسية، يزيد الأضرار الناجمة منها على الوطن في المستقبل القريب، شاءت وزارة التربية والتعليم أم لم تشأ، إن إجراء المقابلات مع الطلبة وأخذ رأيهم عن المقابلات الشخصية وتحدثهم عنها بإيجابية، لا تقدم ولا تؤخر في الموضوع، فمجرد إجراء الوزارة المقابلات الطلابية وسؤالهم عن رأيهم في المقابلات الشخصية، يعطي دلالة واضحة أن هذه الآلية غير مقبولة لدى الطلبة وجل الرأي العام المحلي، وأنها من أكبر المشاكل التي تصادف المتفوق والمتفوقة في حال تخرجهما من المرحلة الثانوية، وبها تتلاشى أحلام وتمنيات وآمال وطموحات المتفوقين والمتفوقات وأسرهم، وبها ممكن أن يقدم المفضول على الفاضل والأفضل في التفوق، خلاف القاعدة العقلانية، التي تحتم تقديم الأفضل والفاضل على المفضول في كل أمر، ما نقصده من إثارة هذا الموضوع المهم، هو للتذكير وتبيان انعكاساته وتداعياته السلبية على مستقبل التعليم في البلاد، نأمل من الجهات المعنية بمصلحة التعليم أن تأخذ هذه المسألة الحساسة بعين الاهتمام، ودراستها من مختلف أبعادها، التربوية والتعليمية والإنسانية والوطنية والحقوقية والقانونية، يقيناً ستخرج بنتائج مذهلة قد تفوق كل التوقعات، لا نريد من الحديث عن التعليم إلا مصلحة البلاد، لأننا نعلم أن بالتعليم الحقيقي يرتقي بالوطن في كل المجالات والاتجاهات، وبدونه أو في حال تراجعه أو ضعفه، يضعف الوطن ويتراجع في مختلف المواقع التعليمية والاقتصادية والصحية وغيرها من المجالات المهمة، فلا يمكن أن نرجو للتعليم الرقي من دون أن نوفر له كل العوامل والأسباب التي تؤدي لرقيه وازدهاره، فرجالات التربية البعيدون عن كل المؤثرات النفسية والاعتبارات غير الواقعية، كثيراً ما طالبوا بإلغاء النسبة المستقطعة من معدل الطالب المتفوق، ونقصد (40 في المئة) للمقابلة الشخصية، واعتماد المعدل التراكمي للطالب كمعيار في توزيع البعثات والرغبات الدراسية كما كان معمولاً به سابقاً قبل تطبيق مشروع (60 ـ 40 في المئة) في توزيع البعثات الدراسية، فالتعليم يجب أن لا يتأثر مطلقاً بأي مؤثرات غير إيجابية، سواء كانت تلك المؤثرات نفسية أو أيديولوجية أو اجتماعية أو غيرها من المؤثرات السلبية، التي تجعل المزاجية في الغالب مقدمة على العقلانية، والمصالح الشخصية والفئوية تتقدم على مصالح الوطن العليا، لقد أثبتت التجارب أن الإجراءات التي لا تعتمد على أسس تربوية وقانونية لم تكن مجدية ولا نافعة للبلاد والعباد في كل الأحوال والظروف، فالقانون والمنطق السليم يقولان، لكل مجتهد نصيب، أيّاً كان هذا المجتهد، وأيّاً كانت صفته وأحواله، فلا يهم التعليم أي اعتبارات أخرى غير الاجتهاد والمثابرة والإخلاص في طلب العلم، لعلمه أنه لن يرتقي ويتطور إلا بهؤلاء المجتهدين والمتميزين والمتفوقين الذين حققوا بكل جدارة المعدلات التراكمية العالية، وبهم يستطيع الوطن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف التخصصات والمجالات، وبهم يصل إلى أعلى المواقع والمراتب العلمية، فالتعليم لا يريد من وزارة التربية والتعليم إلا إنصاف مريديه ومحبيه وعاشقيه، الذين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل التفوق والتميز فيه، ألا يستحق منها أن توليه كل اهتماماتها وتعطيه كل متطلباته الضرورية وتوفر له كل عوامل التنمية والتطوير في كل مفاصله.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 5090 - السبت 13 أغسطس 2016م الموافق 10 ذي القعدة 1437هـ
أقترح بألغاء درجات المقابلة و أن تكون فقط لتقديم النصح و الإرشاد للطلاب إذا كانوا مصرين عليها و بهذه الطريقة سيتم تحقيق الهدف من اختيار التخصص المناسب للطلاب بدون ظلم أحد حيث تترك حرية الاختيار للطالب نفسه بعد تقديم النصح و الارشاد له.
احسنت استاذ على المقال الرائع ولاتنسى ان وزارة التربية تتقصى المتفوقين من الطائفة المفغضوب عليهم حتى في الجامعات التي يدرسون على حسابهم الخاص يشككون في الجامعات والدول ايضا جامعات صينية وهندية ورسية وصل الامر بهم الى هذه الدرجة يعني رضينا بالهم والهم ما رضى فينا
أساسا هم وضعوا هذا النظام لإيجاد هذه المشكلة و هذا واضح جدا من خلال أسئلة اللجنة اللتي تكون في أحيان كثيرة لا علاقة لها بالتخصص او الدراسة او الميول العلمي
أسمعت لو ناديت حيًا أستاذ
ذنب تدمير التعليم ووضع الطلاب في المكان غير المناسب وحرمان الكثير من رغباتهم في رقبتهم ليوم الدين
المقابلات مهمه جداً و لكن نسبة ٤٠٪ كبيرة جداً و يجب تخفيضها الى ٢٥٪ فقط
و لا حتى واحد بالمائه. لأنه في هذه الحاله يمكن واحد من الفئه المقربه و حاصل على 98 فب التوجيهي يعطونه ال 1% و يصير 99 و جميع اللي حصلوا على اكثر من 99% من الفئه المغضوب عليها يحرمونهم من 1% و يصيروا اقل من 99%. و بذلك يتفوق اللي طالع 100 على اللي طلع الاول على التوجيهي. يعني: ياتيتي مثل مارحتي جيتي.
من يقومون بأجراء بالمقابلات غير متخصصين
الهدف منها واضح تهميش فئة دون الاخرى
مايدور في المقابلات يجلب القئ
من يقرر الاجتياز هو تابع لمن عينه وبأوامر
الاسماء تخضع للتمحيص
جعفر
عباس
كاظم
سيد
فاضل
لا تتعب نفسك
كلام جميل استمرو الله يعافيكم في مقالاتك ربما يتعافه وزارته التربيه من هذا المرض السقيم
ولكن من يعنيهم الامر لن يسمعوا هذا الكلام ولن يستسلموا حتى لو اعترفوا با الخطأ لأنه لا حساب عليهم ولا هم يحزنون.
الله يعطيكم العافية ياجماعة الخير هذا الموضوع ليس له حل اذا كان هناك اناس يحرضون على طائفة معينة
هل يمكن معرفة أعضاء اللجنة
\nهل هم متخصصون في التنمية البشرية و الذكاءات ؟
\nما هي إسهاماتهم و مؤلفاتهم و اوراق عمل شاركوا فيها في مؤتمرات التنمية الشخصية و البرمجيات العصبية ؟