أطلق تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، أمس السبت (13 أغسطس/ آب 2016)، سراح مئات المدنيين بعدما أخذهم دروعاً بشرية أثناء خروج آخر مقاتليه من مدينة منبج الاستراتيجية في شمال سورية، حيث تلقى خسارة هي الأكبر على يد قوات سورية الديمقراطية المدعومة من واشنطن.
وفي شمال غرب سورية، قتل 22 مدنياً على الأقل أمس جراء غارات سورية وروسية استهدفت مناطق عدة في محافظة إدلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبعد معارك عنيفة استمرت نحو شهرين ونصف الشهر، باتت مدينة منبج التي شكلت منذ العام 2014 أحد أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب خالية من المتطرفين الذين انسحب من تبقى منهم، أمس الأول (الجمعة)، متخذين نحو ألفي مدني دروعاً بشرية، لتجنب استهدافهم أثناء توجههم إلى مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «بعد وصول قافلة تنظيم الدولة الإسلامية مساء أمس الأول (الجمعة) من منبج إلى جرابلس وريفها، بات مئات المدنيين بحكم الأحرار».
وأوضح أن «جزءاً من المدنيين المختطفين من عائلات الجهاديين (المتطرفين)، أما الجزء الأكبر فهم مدنيون من سكان منبج، تم استخدام بعضهم دروعاً بشرية وآخرون فضلوا الخروج مع عناصر التنظيم».
وأكد مصدر في قوات سورية الديمقراطية «إطلاق سراح البعض وتمكن آخرون من الفرار على الطريق» إلى جرابلس شمالاً، من دون أن يكون بوسعه أن يؤكد إذا أطلق سراح جميع المدنيين.
وتمكنت قوات سورية الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، في السادس من الشهر الجاري من السيطرة على منبج مع استمرار عمليات التمشيط لطرد آخر المقاتلين المتطرفين منها، إثر هجوم بدأته في 31 مايو/ أيار 2016 بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية.
وتقع منبج على طريق إمداد رئيسي لتنظيم «داعش» بين الرقة، معقله الأبرز في سورية، والحدود التركية. وبحسب واشنطن، شكلت المدينة نقطة دخول وخروج مقاتلين أجانب من وإلى سورية.
وتحصن المتطرفون في الأيام الأخيرة في منطقة المربع الأمني في وسط منبج، قبل انسحابهم تدريجياً في اليومين الأخيرين إلى حي السرب على أطراف المدينة قبل خروجهم من المدينة. ويظهر شريط فيديو لوكالة «فرانس برس» عشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال يرفعون شارة النصر ويتجمعون داخل أحد أحياء المدينة بعد طرد المتطرفين منها.
وبعد اقتحامها المدينة، واجهت قوات سورية الديمقراطية مقاومة شرسة من المتطرفين الذين لجأوا إلى زرع الألغام وتفجير السيارات، فضلاً عن احتجاز المدنيين لإعاقة تقدم خصومهم.
من جهة أخرى، تواصلت المعارك أمس بين قوات النظام والفصائل المقاتلة والمتطرفة ضمن تحالف «جيش الفتح» وبينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) في جنوب غرب مدينة حلب، حيث تسعى قوات النظام لاستعادة مواقع خسرتها وإعادة تطويق الأحياء الشرقية حيث يقيم نحو 250 ألف شخص.
وفي محافظة إدلب، شنت طائرات سورية وأخرى روسية أمس نحو ستين غارة على مناطق عدة ما تسبب بمقتل 22 مدنياً بينهم طفلان، تسعة منهم قتلوا في مدينة إدلب.
من جانب آخر، أعلن فصيل سوري معارض يسمى «كتائب أبو عمارة» أمس (السبت) عن أسر ضابط برتبة ملازم أول وقتل سبعة عناصر للقوات النظامية على جبهة الراموسة جنوبي مدينة حلب.
إلى ذلك، دان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الاستخدام المحتمل لغاز الكلور السام في هجمات على حلب المتنازع عليها بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة. وفي تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية الصادرة اليوم (الأحد)، قال شتاينماير: «ندين بأشد العبارات استخدام أسلحة محرمة دولياً سواء كانت أسلحة كيماوية أو براميل متفجرات ونطالب طرفي الصراع بفعل كل ما في إمكانهما لحماية المدنيين السوريين».
العدد 5090 - السبت 13 أغسطس 2016م الموافق 10 ذي القعدة 1437هـ