قال عالم الدين السيد عبدالله الغريفي ان الكَلِمَة الطَيّبة كالشَّجرة الطَّيِّبة، متجذِّرةٌ في الأرضِ، جذورُها ممتدَّةٌ في العُمق، مما يُعطيها رُسُوخًا، وَقُوةً، وثباتًا فلا تهزُّها عواصفُ، ولا رياحٌ ولا أعاصير.
جاء ذلك في خطبته مساء الخميس (11 أغسطس/ آب 2016) في مسجد الصادق بالقفول.
وأضاف «الكلمةُ الطَّيِّبةُ شامخةٌ، عملاقة، لا تضعفُ، لا تتقازمُ، لا تنهزم، مهما تكن التَّحدِّياتُ، والإرهاصاتُ والمواجهاتُ، والصُّعوباتُ، والابتلاءاتُ؛ لأنَّها تستمدُّ شُموخها من شُموخِ الإيمانِ، وعنفوانَها من عُنفُوانِ العقيدة، وإصرارَها من إصرارِ المبدأ، وكبرياءَها من كبرياء الحقِّ»، مقارناً ذلك بالكَلِمَة الخَبيثَة التي «تملأُ الحياةَ شَرًّا، فَسَادًا، عَبَثًا، سُوْءًا، قُبْحًا، قذارةً، جَهْلًا، ظلامًا، ضياعًا، ضَلالاً، ظُلمًا، زُورًا، بُهتانًا، كراهِيَةً، عَصَبيَّةً، صِراعًا، رُعْبًا، غَدْرًا، دماءً، هَتْكًا، عُنفًا، إرهابًا، تطرُّفًا».
وقال: «كلما اتَّسعتْ مساحاتُ الكلمةِ كان خطرُها أكبر، وكان حسابُها أشدُّ»، وانه «حينما تَشْتَدُّ أزماتُ الأوطانِ، وتتعقَّدُ الأوضاعُ، وتنشط الفِتن والصِّراعات، وتتخاصم القناعات والإرادات والخيارات، هنا تمارِسُ الكلمةُ دورها. رُبَّما تمارسُ دورًا سيِّئًا؛ فتكرِّس الأزمات، وتدفع إلى المزيدِ من التَّعقيدات، وتُغذِّي الفتنَ والصِّراعاتِ، وتُنَشِّط الكراهيَّاتِ، والعصبيَّاتِ، وتراكم الاحتقاناتِ والتَّوتُّرات، وتسرق كلَّ الآمال والطُّموحات، وتُصَعِدُّ من قسوة الخيارات، والمسارات».
واضاف «ما أسوأ هذا الدَّورَ وأقبحَهُ وأخطرَهُ، فالعابثون بأمنِ الأوطانِ، وكرامةِ الشُّعوب، والمُؤزِّمون للأواصرِ والعلاقاتِ، وصُنَّاعُ الفِتنِ والخلافاتِ، وباعةُ الكذبِ والدَّجل والنِّفاق. هؤلاء سلاحهم (الكلمة السَّيِّئة)، أو بحسب التَّعبير القرآني: (... كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ ...)، وأيُّ سُوءٍ، وأيُّ خبثٍ أكبر وأقبح وأخطر من هذا السُّوء، وهذا القبح! ودائمًا يتقمَّصُ سماسرةُ الكلمةِ السَّيِّئة والخبيثة عناوين خادعةً وكاذبةً وبرَّاقة، ودائمًا يرتدونَ لُبُوسًا يسترُ تحتها ما يسترُّ. وفي المقابل، هناك دورُ الكلمةِ الخيِّرة (... كَلِمَةً طَيِّبَةً ...) - بحسب التَّعبير القرآنيِّ - هذه الكلمةُ تعالجُ الأزمات، وتصحِّحُ الأوضاع، وتحاربُ الفتن والصِّراعات، وتزرع المحبَّةَ والتَّسامح، وتقارب بين القلوب، وتآلف بين النُّفوس».
وعقّب الغريفي «هنا تكون الكلمةُ الوفيَّة للأوطان، الأمينة على كرامةِ الشُّعوب، الدَّاعية للوحدةِ والتَّقارب والتَّآلف، والمدافعة عن العدلِ والإنصاف، والعزَّة، والشَّرف، والحرِّيَّة الصَّادقة كلِّ الصِّدق، والنَّظيفة كلِّ النَّظافة. قد يرى البعض أنَّ هذا النَّمط من الحديث فيه الكثير من (المثاليَّات) في زحمة أوضاعٍ معقَّدةٍ، ومحكومة لسياساتٍ متشدِّدةٍ، ومعادلاتٍ صعبةٍ، الأمر الذي لا يسمح للكلمةِ (النَّاصحة) و(المتفائلة) أنْ تتنفَّس في أجواءٍ (مخنوقة) و(مُلبَّدة)».
وفي رده على على سؤال البعض: أيُّ قِيمةٍ لكلمة ناصحةٍ تُتَّهم بالتَّحريض لمجرد أنَّها قاربت خطأً هنا، أو خطأً هناك؟! وتُتَّهم بالتَّأزيم لمجرَّد أنَّها عبَّرت عن رأي في قضيَّة هنا، أو قضيَّة هناك؟! وتُتَّهم بأنَّها تريد الشَّرَّ لهذا الوطن؛ لأنَّها طالبت بالحوار والتَّفاهم بدلاً عن الشِّدَّة والقسوة؟! ... أجاب الغريفي «على رغم كلِّ هذا، فأنا لا أرى مُبرِّرًا لأنْ تصمت (الكلمة النَّاصحةُ الغيورةُ على هذا الوطن) مهما تكن (المُثْقِلات)، ومهما تكن (المُعوِّقات)، وإذا تعثَّرت بعضَ وقتٍ، فإنَّها لن تبقى مُتعثِّرةً مادامت مشدودةً إلى (الثِّقة بالله تعالى)، و(الأمل بِفَرَجِهِ سبحانه)... وفي الحديث: «انقطع إلى الله سبحانه، فإنَّهُ يقول: وعزِّتي وجلالي لأقطعنَّ أملَ كلّ مَنْ يُؤَمِّلُ غيري باليأسِ» (ميزان الحكمة 1/105)... فإذا مَلأنَا الكلمة (ثقةً باللهِ)، و(أملًا بِفَرَجِهِ)، و(انقطاعًا إليه سُبحَانَهُ)، فستمتلِئ هذه الكلمةُ بالثَّباتِ، والقُدرةِ، والعطاءِ، وبكلِّ الخير والفَيْض والنَّماء، ولن تفقد طريقَها إلى الكثيرِ من القلوبِ والعقولِ المسكُونةِ بالنَّقاءِ والصَّفاء، والحبِّ، والتَّسامح، والرَّحمة».
العدد 5089 - الجمعة 12 أغسطس 2016م الموافق 09 ذي القعدة 1437هـ
زائر
أسئل الله الأمن والأمان للقيادة أيدها الله ولعموم الشعب الوفي بجناحيه السني والشيعي والله يحمينا من شر .....المنتفعين من التأزيم أسئل الله ان يخيب ضنهم وان يكون هناك حوار جاد وبناء من قبل القيادة والمعارضة لتضيع الفرصة على هؤلاء .....يارب أسئلك ان تزول هذه الغمة وتعم المصالحة الوطنيه
جذي نريد خطابات
عن التسامح والكلمة الطيبة .
في القفتنه يعيشون وبأمن الناس يعبثون خطابهم الكراهية والتكفير ، وشيمتهم ان يخونوا الناس الصالحين ويعملون ليل نهار على التفرقة قلوبهم سوداء وهمهم المصالح الشخصية هم الذين يتخفون بدماء الناس......
\nخطاب سماحة السيد الغريفي يمثل الخط الذي يقدم الاسلام المحمدي دين نبي الرحمة والتسامح دين نقاء الفطرة الانسانية بهذا تبنى ممالك القلوب قبل ممالك الارض
هاكذا المؤمن خطاباته تسامح وحب للامه وللوطن وللعباد شكرا لكل قائد .