وقع أكثر من سبعين جمهوريّاً نافذاً رسالة إلى حزبهم تطالب بوقف تمويل حملة مرشح الحزب للبيت الأبيض دونالد ترامب والتركيز على انتخابات الكونغرس التي ستجرى بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وكتب الجمهوريون، في مسودة الرسالة الموجهة إلى رئيس المجلس الوطني الجمهوري رينس بريباس، وتلقت صحيفة «بوليتيكو» نسخة عنها «إننا نعتقد أن نزعة دونالد ترامب إلى إثارة الشقاقات وقلة كفاءته وتهوره وشعبيته المتدنية إلى مستوى قياسي، كل هذه العوامل قد تحول هذه الانتخابات إلى مد ديمقراطي».
ودعا الجمهوريون إلى «تحويل فوري» لأموال الحزب إلى انتخابات مجلس الشيوخ الذي سيتم تجديد ثلث مقاعده في الانتخابات المقبلة، ومجلس النواب التي سيتم تجديد كامل اعضائه الـ435، لمساعدة المرشحين الجمهوريين الذين تضررت حظوظهم بسبب تدني شعبية ترامب.
وتؤكد الرسالة أن «هذا القرار يفترض ألا يكون صعباً، إذ إن فرص ترامب بالفوز في الانتخابات تتبخر أكثر يوماً بعد يوم». وذكر الموقعون عدة مبادرات قام بها ترامب، وقالوا إنها «أبعدت ملايين الناخبين من الحزبين».
وكتب الموقعون أن «هذه الإساءات الأخيرة أضيفت إلى حملته القائمة على الغضب والاقصاء، والتي قام خلالها بالتهكم على ملايين الناخبين وإهانتهم، بمن فيهم المعوقون والنساء والمسلمون والأقليات».
وتابعت الرسالة «إنه أظهر كذلك ميولاً سلطوية خطيرة، تضمنت تهديدات بحظر ديانة كاملة من الدخول إلى البلاد، وإصدار أوامر إلى القوات المسلحة بمخالفة القانون بتعذيب معتقلين وقتل عائلات مشتبه بهم في مسائل إرهابية، وإدراج مواطنين مسلمين يمتثلون للقانون في قواعد بيانات، واستخدام أوامر تنفيذية لتطبيق إجراءات غير قانونية ومخالفة للدستور».
وأوضحت الصحيفة أن الرسالة بدأت تجول على الموقعين هذا الأسبوع ومن المتوقع إرسالها إلى بريباس الأسبوع المقبل، وقد جمعت توقيع العديد من المسئولين والأعضاء الأساسيين في الحزب.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة في مقال آخر أن من المقرر عقد اجتماع بين مستشاري ترامب ومسئولين في الحزب الجمهوري بطلب من حملة المرشح، في بادرة قد تشكل مؤشراً إلى أن ترامب يطلب المساعدة لإنقاذ حملته المتدهورة.
من جهة ثانية حاول مرشح الحزب الجمهوري أمس التخفيف من حدة أحدث موجة غضب تجتاح حملته بسبب تصريحاته، وقال إنه كان يسخر ويتهكم فحسب عندما وصف الرئيس باراك أوباما والمرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون بأنهما مؤسسان مشاركان لتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)».
واستخدم ترامب الوصف الذي أطلقه من دون استناد إلى حقائق مساء يوم الأربعاء الماضي وطوال يوم أمس الأول الخميس أثناء حملته في فلوريدا. وفي مقابلة أمس الأول مع برنامج إذاعي حواري أكد ترامب أنه كان يعني ما قاله.
وقال ترامب آنذاك «قصدت أنه مؤسس الدولة الإسلامية. نعم فعلت. لقد كان من لعب الدور الأكبر». وأضاف أن كلينتون أيضاً تستحق جائزة على ذلك. لكن في تعليق على «تويتر» أمس وصف ترامب تلك التصريحات التي أطلقها بأنها مجرد تهكم.
وهذه هي ذات الطريقة التي اتبعها لمحاولة تهدئة الجدل بعد أن دعا روسيا في (أواخر يوليو/ تموز) إلى البحث في عشرات آلاف الرسائل الإلكترونية «المفقودة» من عهد كلينتون أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية.
وقال ترامب في تعليقه «تم أخذ وصفي للرئيس أوباما و(كلينتون) كمؤسسين للدولة الإسلامية بجدية. ألا يفهمان السخرية؟».
العدد 5089 - الجمعة 12 أغسطس 2016م الموافق 09 ذي القعدة 1437هـ